باول ورايس يكرران في تصريحات تلفزيونية تأكيد الاتجاه الأميركي لتغيير الحكم في العراق

واشنطن تعتبر نظام الرئيس العراقي صدام حسين «خطر جدا» وستقوم بعمل عسكري دون دعم الروس والأوروبيين والدول العربية

TT

اكد كل من وزير الخارجية الاميركي كولن باول، ومستشارة الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي كوندوليزا رايس، ان واشنطن تعتبر نظام الرئيس العراقي صدام حسين «خطرا جدا»، وان موقف الولايات المتحدة تجاهه هو انه «يجب تغيير هذا النظام». وقال باول في مقابلة مع محطة «ان.بي.سي» التلفزيونية «نريد ان نرى نظاما في بغداد افضل من نظام صدام حسين، نريد نظاما يمثل كل فئات الشعب العراقي، على أساس ديمقراطي». فيما قالت رايس في مقابلة مع شبكة «سي.بي.اس» «اننا نعتقد ان العالم سيكون اكثر سلاما، عندما يكون لدى الشعب العراقي نظام افضل يستحقه بدلا من النظام الحالي لديه».

واكد كل من باول ورايس ان الرئيس بوش لم يتخذ بعد قرارا بعمل عسكري ضد العراق، وانه يحتفظ بخياراته التي يناقشها ويدرسها، اذ قالت رايس: «ان الرئيس بوش لم يتخذ بعد قرارا مثل هذا القرار». واضافت ان نظام الرئيس العراقي «لا يزال يمثل مشكلة ولا يختلف اثنان على انه نظام خطر جدا».

وردا على سؤال إن كان من الممكن ان تقوم الولايات المتحدة بعمل عسكري ضد العراق دون دعم الروس والاوروبيين والدول العربية، قال الوزير باول: «نعم، ان هذا ممكن». وتابع «ولكننا نفضل القيام بذلك بدعم من المجتمع الدولي، لكنه حتى هذه اللحظة فان الرئيس يدرس كل الخيارات ويواصل العمل سياسيا ودبلوماسيا والتشاور مع الامم المتحدة والاصدقاء والحلفاء لنرى الى اين سيقود هذا العمل ولكنه لا خطة بالهجوم، او خيار عسكري قدم للرئيس من مستشاريه».

وعندما سئلت رايس عما اذا كانت جولة ريتشارد تشيني نائب الرئيس الاميركي الشهر المقبل الى المنطقة لحشد تحالف للعمل ضد صدام حسين اجابت: ان تشيني ذاهب في جولته ومعه جدول اجندة واسع يشمل الحرب ضد الارهاب، وعملية سلام الشرق الأوسط وانعاشها. واضافت: ومما لا شك فيه ان موضوع العراق سيثار في كل مناقشة يجريها تشيني، ولكن في اطار الاجندة الواسعة.

واعلن الوزير باول عدم ثقته وعدم تصديقه بما قاله الرئيس العراقي مؤخرا انه غير مهتم بالحصول على اسلحة الدمار الشامل او انه يسعى لتطويرها، فقال: انه لا يصدق ذلك «قد سمعنا هذا قبل عشر سنوات».

ودعا الرئيس العراقي الى السماح للمفتشين الدوليين بالعودة الى العراق فورا ودون اي عرقلة او شروط مسبقة، فقال: «ان كان هو (صدام) على صواب، وانا على خطأ، فهناك طريقة بسيطة للتأكد من ذلك بان يسمح للمفتشين الدوليين بالعودة».

وتابع الوزير باول قائلا: «دع المفتشين التابعين للأمم المتحدة بالعودة فورا، والسماح لهم بالذهاب الى اي مكان دون عرقلة او اي شروط مسبقة، ودعهم يتأكدون من انه (صدام) يقول الحقيقة، او نحن الذين نقول الحقيقة».

واذا رفض الرئيس العراقي السماح بعودة المفتشين فهل ستقوم الولايات المتحدة بعمل عسركي، قال الوزير باول: «ان الولايات المتحدة ستصر على استمرار العقوبات التي ستصبح مؤثرة في مايو (ايار) المقبل». واضاف: «ان الرئيس يحتفظ بكل خياراته ويناقشها، السياسية والدبلوماسية والعسكرية. وسنعمل ونتشاور مع حلفائنا واصدقائنا».

وردا على سؤال حول ما قاله تشيني بعد تفجيرات سبتمبر انه لا علاقة للعراق بها، قال الوزير باول: «اننا الآن في شهر فبراير (شباط) ولم نر حتى الآن صلة مباشرة للعراق بها. ولكن النظام العراقي مستمر في السعي لامتلاك وتطوير اسلحة الدمار الشامل، وهذا سبب كاف لخوف وقلق جيرانه منه. ولخوفنا وقلقنا ايضا لان الاسلحة التي سيطورها قد تقع في ايدي الارهابيين الذين ربما يستخدمونها».

وقال: «اننا وكموقف اميركي نعتقد بتغيير ذلك النظام». وعمن سيحل محله قال باول: «ان هذا ليس هو السؤال، وندرس الموضوع، وهناك عناصر معارضة، وشخصيات، ان ما نريده هو ان نرى نظاما يأتي ليمثل كل فئات الشعب العراقي على أساس ديمقراطي. وهذا شيء صعب لأنه لا تقليد مثل هذا في العراق، لكن الشعب العراقي يستحق هذه الفرصة الجديدة مثل الشعب الافغاني».

وعما اذا كان منزعجا من عدم القبض على أسامة بن لادن حتى الآن، قال الوزير باول انه يتمنى لو كان تم القبض عليه. لكن عدم تحقيق ذلك لا يزعجه، لان ما تحقق شيء مهم حيث اعيدت الحرية الى افغانستان، وتمت اقامة سلطة هناك. وانتهت طالبان، والقاعدة مطاردة.

وقال: ان بلاده ستواصل مطاردتهم واحدا بعد واحد، وفي يوم ما سنعرف ماذا حصل لاسامة بن لادن.