الخرطوم تتهم حركة قرنق بالإعداد لهجوم جديد

تجمع الأحزاب الأفريقية السودانية يرفض أي حل لا يتضمن تقرير المصير

TT

اتهم مسؤول سوداني بارز الحركة الشعبية لتحرير السودان التي يقودها العقيد جون قرنق بالاستعداد «لشن عدوان على مناطق مختلفة في الجنوب والهجوم الذي شنته في شللوب شرق كسلا مقدمة لهذا العدوان». وقال د. قطبي المهدي مستشار رئيس الجمهورية للشؤون السياسية ان اصرار الحكومة على الوقف الشامل لاطلاق النار هو الاسرع لحل الخلاف بين الحكومة والادارة الاميركية حول وقف قصف المدنيين، فموقف الحركة وتحركاتها العسكرية لا تساعد على الاطلاق للوصول الى قناعات وحماس لمقترح دانفورث ونفضل بدلا منه الوقف الشامل حماية للمدنيين وقد وصلنا لاتفاق كامل مع الاميركيين الى ان حماية المدنيين مسألة مقبولة وينبغي ان تحقق.

وحول آلية مراقبة وقف اطلاق النار في جبال النوبة قال المستشار: ان هذه المسألة ستأخذ بعض الوقت لان الحركة تطرح اسماء بعض الدول وتعترض على اسماء اخرى ونحن كذلك. من جهة ثانية اكد تجمع الاحزاب الافريقية السودانية (يوساب) تمسكه بقوة لحق الجنوب في تقرير مصيره والذي اجمعت عليه القوى السياسية السودانية في مواثيقها واتفاقاتها المختلفة. وشدد التجمع على رفضه «لمبادرة كشفت عنها اجهزة الاعلام وتتحدث عن موافقة اميركا والدول الاوروبية بمساعدة بعض الدول العربية على استمرار السودان موحدا وقيام دولة واحدة بنظامين». وقال في بيان له عقب اجتماعات مطولة ان هذه المبادرة تتجاهل حق شعب الجنوب ومناطق اخرى مهمشة في تقرير مصيرها.

واضاف البيان الذي صدر امس ان اي مبادرة تتجاهل الحق في تقرير المصير لن تساعد على حل للمشكلة وتتصادم مع آمال وتطلعات الجنوبيين ومثل هذه المبادرة تعيد مسيرة السلام الى الخلف بعد ان وصلت الى مرحلة متقدمة. ورأى البيان ان اي جهة تبادر لحل الصراع السياسي في السودان عليها ان تستأنس وتستصحب مبادرة الايقاد التي شخصت جذور الصراع، وعليها ايضا ان تترجم مبادرة الايقاد الى واقع عملي لا ان تتجاهلها او تستبدلها». واتهم البيان الدول العربية بانها تقف وراء هذه المبادرة وقال ان مقترح السودان الموحد صادر من دول الجامعة وهذا لا يدهشنا فقد تجاهلت من قبل المبادرة المصرية الليبية المشتركة حق تقرير المصير وقضية فصل الدين عن الدولة. واشار البيان الى ان هذه المبادرة تنسق وخط الحكومة التي وصفها بانها تدخل في اتفاقات ثم سرعان ما تنقضها. كما اتهم البيان بريطانيا ومصر بانهما اجبرا الجنوبيين على البقاء ضمن السودان بشكله الحالي لمصالحهما الذاتية ومصالح الشماليين رغم علمهما باختلاف المنطقتين عرقيا ودينيا واجتماعيا. ولم يأخذا في الاعتبار مصالح اهل الجنوب فقرار السودان الموحد عام 1956 قرار اجنبي. وقال البيان ان اي مبادرة لا تأخذ في الاعتبار رأي اهل الجنوب والمناطق المهمشة غير مقبولة لدينا على الاطلاق.

و«يوساب» يعد حزبا واحدا على الاقل في المرحلة الراهنة وهو يضم عددا من الاحزاب الجنوبية القديمة التي رأت ان مصالحها وخطط معارضة الحكومة والشمال تقضي تجميعها في تنظيم واحد. ويوساب عضو في التجمع الوطني المعارض بالداخل ورئيسه جوزيف اوكيل هو الامين العام للتجمع.

وتتهم الحكومة اعضاء الحزب بالتعاطف مع اطروحات الحركة الشعبية.