شارون يأمر بمنع عرفات من الوصول إلى مقر محافظة رام الله وقطع أوصال الضفة الغربية وعزل الأغوار عن محيطها

TT

أمر رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الجيش بالعمل على منع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من مغادرة مكتبه في رام الله وعدم تمكينه من الانتقال الى مقر المحافظة في المدينة للحؤول دون الالتقاء بأي شخص. ونقلت قنوات التلفزيون الاسرائيلية عن مصدر عسكري كبير في مكتب شارون قوله انه في اعقاب العمليات الاخيرة التي نفذها الفلسطينيون ضد الاهداف الاسرائيلية ينوي شارون القيام بمزيد من الخطوات ضد الرئيس الفلسطيني. وحسب المصدر فان شارون قال لقادة اجهزة امنه انه لا يريد ان يواصل عرفات القاء الخطب الحماسية امام الجماهير الفلسطينية ويحرض على «توجه ملايين الشهداء للقدس». الى ذلك اشارت وسائل الاعلام الاسرائيلية الى ان شارون يشعر بخيبة امل كبيرة بسبب عجز الجيش عن الرد بشكل مناسب على العمليات «النوعية» التي قامت بها المنظمات الفلسطينية. واشارت القناة الاولى في التلفزيون الاسرائيلي إلى ان شارون يعي ان هناك قيوداً على أي تحرك انتقامي اسرائيلي، حيث تعهد امام الرئيس الاميركي جورج بوش اثناء زيارته الاخيرة لواشنطن بعدم تصعيد الموقف في الاراضي الفلسطينية بشكل يعيق مخططات محتملة للولايات المتحدة ضد العراق على اعتبار ان أي تصعيد في الاراضي الفلسطينية في ظل ضربة محتملة ضد العراق قد يؤثر على استقرار الانظمة العربية في المنطقة. وحسب المصادر الاسرائيلية فان الجيش سيوصي بتكثيف عمليات التسلل والاقتحام لمناطق السلطة الفلسطينية، بحيث تتعمق القوات الاسرائيلية بشكل اكبر في هذه المناطق، الى جانب مكوثها مدة طويلة نسبيا. وسيكون المغزى العملي لعمليات الجيش تحويل المناطق التي تتمتع فيها السلطة بكامل السلطات والمصنفة «أ» الى مناطق مصنفة «ب» تتمتع فيها اسرائيل بحرية عمل في المجال الامني، وهذا يعني ادخال تغييرات جذرية على الخارطة السياسية التي اوجدها اتفاق اوسلو في الاراضي الفلسطينية.