التريكي في القاهرة: ليبيا ستحضر القمة ولكن ليس على مستوى القمة

رسالة من القذافي للرئيس المصري تتضمن دعوته لقمة تجمع الساحل في 6 مارس

TT

تلقى الرئيس المصري محمد حسني مبارك صباح أمس رسالة من الرئيس الليبي معمر القذافي قام بتسليمها علي عبد السلام التريكي أمين عام اللجنة الشعبية الليبية للوحدة الأفريقية خلال لقائه اليوم بالرئيس مبارك في منتجع بشرم الشيخ على البحر الأحمر. وصرح التريكي بأنه سلم الرئيس مبارك رسالة خطية من العقيد معمر القذافي.

وقال انه تم خلال اللقاء بحث الموضوعات التي تهم البلدين والأمة العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والقضايا العربية الراهنة. مشيراً إلى أن التشاور مستمر بين الزعيمين مبارك والقذافي سواء بشكل مباشر أو من خلال مبعوثين مما أدى إلى وجود تفاهم واتفاق بين الجانبين. وأضاف أن اللقاء مع الرئيس مبارك تطرق إلى موضوع السودان حيث تم الاتفاق على تفعيل المبادرة المصرية ـ الليبية بشأن تحقيق وحدة السودان بشكل ايجابي مشيراً إلى أنه سوف يلتقي اليوم (الاثنين) أحمد ماهر وزير الخارجية من أجل الاتفاق على خطوات أخرى تخص المبادرة المصرية ـ الليبية وأكد أنه سلم الرئيس مبارك دعوة من العقيد القذافي لحضور قمة تجمع الساحل والصحراء التي ستعقد بطرابلس في الفترة من 6 إلى 7 مارس (آذار) المقبل ويسبقها اجتماع وزاري.

أشار التريكي إلى أن الجماهيرية الليبية سوف تشارك في القمة العربية القادمة ببيروت ولكن مستوى التمثيل الليبي لن يكون على مستوى القمة.

وقال التريكي ان «رسالة الأخ العقيد للرئيس مبارك تناولت آخر التطورات في القضية الفلسطينية ولقد استمعنا لوجهة نظر الرئيس مبارك حول هذا الموضوع وأن الرئيس مبارك أطلعنا على الاتصالات التي أجرتها مصر أخيراً في هذا الشأن». كما تناولت الرسالة موضوع السودان والوضع العربي بصفة عامة. وأضاف أن الرئيس مبارك حمله رسالة شفهية للرد على رسالة العقيد القذافي.

وحول موقف ليبيا من الحملة الدولية لمكافحة الارهاب. قال التريكي: «نحن في مصر وليبيا أول ضحايا الارهاب وكنا أول من نبه لخطورة الارهاب. وعندما كنا نحارب الارهاب كانوا يسمون الارهابيين وقتئذ بالمجاهدين والمدافعين عن الحرية وثبت أن وجهة نظرنا سليمة ونريد أن تكون مواجهة الارهاب في اطار دولي لأن ذلك مهمة العالم بأسره وليس دولة بمفردها ولذلك نحن نؤيد دعوة الرئيس مبارك لعقد مؤتمر دولي لمكافحة الارهاب تحت رعاية الأمم المتحدة».

من ناحية أخرى وعلى صعيد الاتصالات المصرية الأوروبية بحث الرئيس مبارك أمس تطورات الوضع المتدهور في الأراضي الفلسطينية بسبب الاعتداءات الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني مع وزير خارجية النرويج ديان بيترسون في ضوء الأفكار والمبادرات المطروحة على الساحة الدولية للتعامل مع الوضع سواء المبادرة الاوروبية أو الافكار الاميركية.

وقال وزير الخارجية المصري أحمد ماهر للصحافيين عقب مباحثات الوزير النرويجي والرئيس مبارك ان بيترسون استمع الى تقييم الرئيس مبارك للوضع في الشرق الأوسط وأن هناك اتفاقا بين الجانبين المصري والنرويجي على خطورة الوضع الحالي وانه من الضروري حدوث تحرك وان تضطلع أوروبا بدور مهم.

أضاف ماهر ان الوزير النرويجي أكد رغبة بلاده في المساهمة في تخفيف المعاناة الاقتصادية عن الشعب الفلسطيني مشيرا الى انه سيستكمل المباحثات المصرية مع الوزير النرويجي حول الموقف بالمنطقة العربية وقضايا الشرق الأوسط.

وأوضح ماهر ان الدور الأوروبي يتطور بشكل ايجابي ولكن المطلوب ان يكون هذا الدور فاعلا وان يكون له تأثير على الولايات المتحدة واسرائيل، وقال اننا نرحب بالدور الاوروبي الذي نراه ايجابيا ونرجو له الاستمرارية وزيادة الفعالية لأن الموقف بالغ الخطورة.

وعما اذا كانت هناك تأثيرات سلبية من جراء الانتقادات الاميركية الاوروبية المتبادلة على عملية السلام في الشرق الأوسط، قال ماهر: ان هناك اجتهادات مختلفة وكذلك حوارات مستمرة بين هذه الدول. مشيرا الى أن الموقف يتطلب افكاراً جديدة وتبادلا للآراء والافكار وهو أمر مهم ومفيد.

وحول استمرار الاعتداءات الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني رغم الجهود التي تبذل في هذا الشأن، قال: ان هذا يعني استمرار هذه الجهود، واضاف أن العمليات الاسرائيلية تقابل بمعارضة وانتقادات حتى من داخل اسرائيل، وهناك قوى اسرائيلية كانت صامتة وبدأت تتحرك الآن لمعارضة ذلك، كما يرفض بعض الضباط من قوات الاحتياط المشاركة في هذه العلميات وهناك فشل يثبت كل يوم لسياسة فرض الأمن الاسرائيلي بالقوة، وكل هذه الأمور يجب ان تتوقف واعتقد ان على الجهود الدولية كلها ان تسير في هذا الاتجاه.

وحول الموضوعات التي ستتناولها زيارة الرئيس مبارك للولايات المتحدة ، قال أحمد ماهر ان الزيارة والمباحثات خلالها ستتركز حول القضايا الرئيسية المطروحة على الساحة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وضرورة وقف العنف الاسرائيلي، وبدء عملية السلام، وهذا الموضوع ناقشه الرئيس مبارك مع وفود اعضاء الكونجرس الاميركي خلال زيارتهم لمصر وكذلك مع المبعوثين الاميركيين، ولذلك فإنه من المهم ان تناقش هذه الموضوعات على مستوى القمة المصرية الاميركية، واضاف ان مباحثات الرئيس مبارك في واشنطن ستتناول الموقف عامة في الشرق الأوسط والمسائل المتعلقة بموضوع الارهاب مشيرا الى أن موقف مصر من مكافحة الارهاب واضح والاسلوب الأمثل لتحقيق ذلك هو فتح باب الأمل للشعوب في المنطقة وتجنب مساعدة من يستغلون الموقف للقيام أو بتشجيع عمليات ارهابية.

وقد أجرى ماهر اتصالا هاتفيا أمس بوزير الخارجية الاميركي كولن باول تم خلاله بحث الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وسبل تهدئة العنف بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي حتى يمكن استئناف المفاوضات السياسية بين الجانبين.