طلاب عرب في الجامعات الأميركية: فترة القلق والمضايقات انتهت وحياتنا الدراسية عادت إلى طبيعتها

اليمنية سلوى محمد: باقية حتى إنهاء تعليمي * سعوديان وكويتي وقطري يؤكدون عدم مواجهة متاعب

TT

لا تزال اعداد كبيرة من الطلبة العرب تواصل الدراسة في الولايات المتحدة، رغم التحقيقات والاعتقالات والمراقبة المستمرة لبعضهم من قبل مكتب المباحث الفيدرالي (اف. بي. آي)، وذلك على خلفية الهجمات الانتحارية على نيويورك وواشنطن، التي سلطت الأضواء الأمنية الأميركية على الطلبة والمقيمين العرب، وأدت الى اعتقال اكثر من 50 عربياً ومسلماً خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي في مدينة سان دييغو وحدها بتهم مخالفة قوانين الهجرة الأميركية، وبعضهم للاشتباه في علاقتهم بالانتحاريين. واجمع الطلبة العرب الذين التقتهم «الشرق الأوسط» على ان سر بقائهم واصرارهم على مواصلة الدراسة هو رغبتهم في عدم التأثير على مستقبلهم الدراسي، وكذلك قانونية اقامتهم واستكمال اوراقهم التي تمنح لهم الحق في الاقامة بالولايات المتحدة، بالاضافة الى عدم تلقيهم أية مضايقات سواء في كلياتهم او جامعاتهم او حتى في الشارع الأميركي.

وقال الطالب السعودي بدر الفهد الذي يحضر لرسالة الماجستير في جامعة سان دييغو ستيت «ان المشكلة تكمن في تفكير البعض واعتقاده بأنه سيكون في خطر في حالة بقائه في الولايات المتحدة، رغم ان الخطر من الممكن ان يحدث في كل مكان»، مشيراً الى ان الفترة الأولى من الأزمة «كانت صعبة جداً لأن الحذر والترقب لما يمكن ان يحدث كان هو السائد في ذلك الوقت، أما حالياً فقد بدأ كل ذلك يتلاشى وبدأت الحياة اليومية للطلبة العرب تعود طبيعية وسهلة جداً كما هي الحياة الأميركية».

وأوضح انه لم يتعرض لأية مضايقات سواء في السكن او الجامعة وهو مصر على اكمال دراسته والعودة الى بلده برسالة الماجستير.

اما الطالب الكويتي محمد الناصر الذي يدرس الهندسة في كلية لاميسا فقال «لم اسمع بأن أحداً من زملائي الكويتيين قد واجه متاعب بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر (ايلول) فيما عدا طالباً واحداً واجه اسئلة مكتب المباحث الفيدرالي الذي حقق معه وأراد معرفة ما اذا كان مخالفاً لقوانين الهجرة، كما جمع منه معلومات عن بقية الطلبة العرب مؤكداً للمباحث انهم يعيشون في الولايات المتحدة باقامات قانونية.

وأكد الناصر انه يتلقى اتصالات دائمة من عائلته او أصدقائه في الكويت يتكرر فيها سؤال واحد «يدور حول مدى المضايقات التي نتعرض لها من قبل الأميركيين، وتكون اجاباتي دائماً واحدة وهي اننا لم نتعرض لأي مضايقات ولن نعود الى الكويت حتى ننهي الدراسة، برغم وجود مجموعة من الكويتيين حولوا دراساتهم الى الجامعة الأميركية ببيروت».

ويشير الطالب السعودي فهد الأحمد الذي يدرس ادارة الأعمال في كلية جروسمانت الى ان الأحوال اصبحت طبيعية جداً، والدراسة بالنسبة له تسير على أفضل ما يرام، وقال «ان ما يزعجنا فقط هو قلق الأهل في السعودية على احوالنا وسؤالهم الدائم عن الأوضاع في الشارع الأميركي وتحذيراتهم المتكررة من امكانية تعرضنا لمضايقات».

وأكد الأحمد «ان من هم خارج الولايات المتحدة قد لا يشعرون بنفس الشعور الذي يراودنا حالياً، فهم يعتقدون بأن الأمور سيئة للغاية، هذا غير صحيح اطلاقاً ـ على الأقل بالنسبة لنا ـ فالأميركيون أنفسهم يحذروننا دائماً ويقدمون لنا النصائح من أجل تجنب الأماكن التي من الممكن ان تكون مصدر الخطر».

ومن جهته قال الطالب القطري احمد سلمان الذي يحضر رسالة الماجستير في الحاسب الآلي باحدى جامعات مدينة سان دييغو «انه لن يقطع دراسته ويضيع سنوات من عمره، من اجل شكوك او مخاوف تراود البعض فهو كما أكد «حريص على انهاء دراسته لأنه لم يتعرض لأية مضايقات، ولم يسمع عن مضايقات تعرض لها طلبة قطريون او عرب.

اما الطالبة اليمنية سلوى محمد التي تدس اللغة الانجليزية في جامعة سان دييغو ستيت فقالت: «سمعت عن مشاكل وعقبات تعرضت لها مسلمات محجبات لكنني لم أشاهد أي شيء من هذا، فكل ما يحدث هو مجرد أخبار يتم تناقلها بين أفراد الجالية الاسلامية، دون ان نقرأ عنها او نشاهدها في وسائل الاعلام».

وبالنسبة لها قالت: «كانت نظرات البعض هي التي تضايقني سابقاً وأسئلتهم المتكررة عن الانتحاريين وعلاقتهم بالاسلام هي ما كنا نتعرض له فقط»، وأكدت انها باقية في الولايات المتحدة حتى تصل الى هدفها الذي وضعته نصب عينيها وخططت له منذ مدة طويلة، ولا تريد لهذه الخطط ان تنتهي بغمضة عين او برجفة خوف معين وترقب للمجهول».