واشنطن تدرس تصريحات الأمير عبد الله.. وأنان ينوه بـ«الأفكار الجريئة» في اتصال مع ولي العهد السعودي

TT

تلقى الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني السعودي اتصالا هاتفيا الليلة قبل الماضية من الامين العام للامم المتحدة كوفي انان هنأه خلاله بعيد الاضحى المبارك. كما تطرق انان الى تطورات الاحداث في المنطقة، منوها بما طرحه الأمير عبد الله «من أفكار ورؤى ايجابية وجريئة تجاه العملية السلمية بين الفلسطينيين والاسرائيليين في هذا الوقت الحرج والخطر الذي وصل فيه العنف في المنطقة الى اقصى درجاته». ونوه انان باهتمام الأمير عبد الله الكبير بهذه الخطوة الفاعلة التي تشكل أساسا مهما تجاه عملية السلام، مثمنا في ذات الوقت مواقف السعودية ورغبتها الجادة في ايجاد الحل العادل والشامل لمشكلة الشرق الاوسط. واعرب عن امله ان يكون في ذلك دفعا جادا من كافة الاطراف لاحلال السلام والاستقرار في المنطقة. والى ذلك علق المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ريتشارد باوتشر ايضا الليلة قبل الماضية على مبادرة الأمير عبد الله وقال ان هناك اتصالات جارية بين الولايات المتحدة والسعودية لمزيد من البحث حول هذا الموضوع. ونوه باوتشر بالافكار التي طرحها الأمير عبد الله قائلا «يجب الترحيب بما شاهدناه وسمعناه من تصريحات الأمير عبد الله». ووصف باوتشر تصريحات الأمير عبد الله بأنها «خطوات هامة وايجابية» تتبناها الان حكومات أخرى في المنطقة، وأنها تؤكد أهمية عدم التخلي عن هدف السلام الدائم والعادل والحاجة لبذل كل ما في استطاعتنا لانهاء الصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي. وواضح دبلوماسيون انه اثر فشل جهودها في التوصل الى هدنة بين الفلسطينيين والاسرائيليين، تعكف الادارة الأميركية في الوقت الراهن على دراسة المقترحات السعودية. وكان مسؤولو وزارة الخارجية الأميركية قد سعوا للحصول على المزيد من المعلومات حول تصريحات الأمير عبد الله. وكانت المبادرة السعودية، قد فاجأت الولايات المتحدة واسرائيل. فقد علق مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية، طلب عدم ذكر اسمه، بأن الولايات المتحدة ترغب في التوصل الى مدى امكانية الانطلاق من المبادرة السعودية والبناء على أساسها مع جامعة الدول العربية. وفي تطور يعتبر بمثابة مؤشر على رغبة الولايات المتحدة واهتمامها بالمبادرة، التقى مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الادنى، ويليام بيرنز، اول من امس مع عادل الجبير، احد مستشاري ولي العهد السعودي، عادل الجبير، بغرض التباحث حول المقترحات المطروحة. وقال مسؤولون بوزارة الخارجية الأميركية ان بيرنز رغب في الحصول على المزيد من تفاصيل مقترحات السلام السعودية. وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية ان لقاء الجمعة بين عادل الجبير وبيرنز يعتبر اول نقاش على مستوى رفيع حول هذا الشأن، لكنه اشار الى انه لم تتضح بعد كيفية استخدام هذه المقترحات كوسيلة لوقف العنف. وكان الأمير عبد الله قد اثار اهتمام الاوساط والأميركية والعربية والاسرائيلية عندما اعلن انه كان يعتزم القاء خطاب امام القمة العربية الشهر المقبل يشتمل على تصورات بشأن السلام. وقال الأمير عبد الله انه عدل عن رأيه بسبب تصعيد رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون، العنف ضد الفلسطينيين. وقال المسؤولون الاسرائيليون من جانبهم انهم فوجئوا بتقديم السعودية، التي يصنفونها على انها من اعداء اسرائيل، لهذه الطروحات. كما ان بعض مسؤولي حكومة شارون تعاملوا بحذر مع مقترحات الأمير عبد الله للسلام، لكنهم ابدوا رغبتهم في معرفة المزيد ازاء المطلوب من اسرائيل على وجه التحديد في ما يتعلق بتقليص حدودها. فقد علق مسؤول اسرائيلي بقوله ان تفاصيل المبادرة ليست واضحة، واضاف ان المبادرة اذا كانت قائمة على اساس تخلي اسرائيل عن كل الاراضي التي استولت عليها عام 1967، فإن هذا المقترح اكثر تشددا من النهج الفلسطيني. واعلن مسؤولو وزارة الخارجية الأميركية انهم يعتزمون التحدث مع الجانب الاسرائيلي حول مقترحات الأمير عبد الله، اثر فشل محاولات ادارة الرئيس جورج بوش في وقف العنف الحالي الذي اودى بحياة 889 فلسطينيا و274 اسرائيليا خلال فترة الـ17 شهرا السابقة.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»