واشنطن: «أيلول الأسود» تستطيع تجاوز كل الإجراءات الأمنية

السفارة البريطانية في عمان تستنسخ مقابلة صحافية دون علم صاحبتها

TT

عبر وثيقتين مختلفتين، ابدت واشنطن اهتماما فائقا بمحاولة اغتيال زيد الرفاعي، واعترف مسؤول اميركي بان منظمة «ايلول الاسود» من الذكاء بمكان لتجاوز كل الاحتياطات الامنية سواء بتزويد ناشطيها بجوازات سفر سورية او جزائرية او باستئجار منفذين من غير العرب لعملياتها.

الوثيقة الاخرى لا تخلو من طرافة وموضوعها استنساخ السفارة البريطانية بعمان لنص مقابلة اجرتها صحافية بهيئة الاذاعة البريطانية (بي. بي. سي) مع زيد الرفاعي دون علم الصحافية. ولذلك طالبت الوثيقة بحجب معلومة الاستنساخ عن الصحافية وعن الاذاعة.

واشنطن تتأثر بمحاولة الاغتيال وثيقة رقم: 46 التاريخ: 22 ديسمبر 1971 إلى: فخامة دي. ايه. جوربوث الموضوع: محاولة اغتيال السفير الاردني بلندن 1 ـ فور وصول محاولة اغتيال زيد الرفاعي لواشنطن، ابدت الخارجية الاميركية اهتماما واضحا في شخص تالكوت سيلي، وظللنا نحيطه بالتطورات.

2 ـ حينما التقيته في 21 ديسمبر (كانون الاول) سألته ما اذا كانت واشنطن قد اتخذت اي احتياطات بما ان عبد الحميد شرف السفير الاردني هنا، هو ايضا من دائرة المستشارين المقربين من الملك حسين وربما يكون ضمن قائمة الضحايا المتوقعين لجماعة ايلول الاسود، سيلي اجاب بأن شرطة السلك الدبلوماسي (اسست في العام الماضي بتفويض محدد يقضي بحماية البعثات الدبلوماسية) وبناء على طلب الخارجية، تراقب منزل السفير ومكتبه على مدار الساعة، في مقابل نصح السفير بتعيين حارس شخصي ولكنه رفض.

تسلم قسم رعاية المصالح الاميركية بالقاهرة مؤخراً خطابا من مصدر مصري يقول ان عربيين ارسلا الى واشنطن بهدف اغتيال السفير، ولكن ليس هناك دليل على صحة هذه المعلومة، وتبقى الخارجية الاميركية مهتمة بامكانية حدوث شيء ما ضد السفير وهي على ثقة بقدرتهم على حمايته، وعلى اية حال، فالمتوقع ان ينقل الى نيويورك كممثل دائم للاردن بالامم المتحدة لتصبح مسألة حمايته هناك مهمة اكثر صعوبة.

3 ـ وكاجراء احتياطي ضد احداث ممكنة في هذه البلاد، وجهت الخارجية كل مواقع منح التأشيرات في الشرق الاوسط بفحص الزوار العرب لاميركا مع السفارة الاميركية في عمان التي تملك قائمة بمثيري المشاكل في المنظمات الفلسطينية (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين) ويقول سيلي انه سيكون من المستحيل الابقاء على مثل هذه الاجراءات الى ما لا نهاية، ولا شك ان مجموعة «ايلول الاسود» من الذكاء بمكان لاختيار فلسطينيين غير معروفين دعك عن امكانية تزويدهم بجوازات سفر سورية او جزائرية لتنفيذ اي محاولة اغتيال. وبوسعهم، كما حدث في محاولة اختطاف طائرة «العال» في العام الماضي من قبل ليلى خالد، ان يستأجروا منفذين للعمليات من غير العرب. والخارجية الاميركية في طريقها لسؤال مواقعها في المنطقة عن توصياتهم حول الطريقة التي يمكن بها مواجهة هذه المشكلة. سيلي غير متفائل حول قدرتهم على تأسيس عملية فحص فعالة لان تدفق الفلسطينيين والعرب الاخرين الى اميركا ومنها يجري بوتيرة عالية.

ام. آر. ميلهويش السفارة البريطانية ـ واشنطن.

تجسس بريطاني على صحافية وثيقة رقم: 65 التاريخ: 22 سبتمبر 1971 الى : فخامة دي ايه جوربوث الموضوع: زيد الرفاعي 1 ـ وجهت الاذاعة البريطانية (بي. بي. سي) السيدة ليستويل لاجراء حوار او حوارين قصيرين مع اردنيين بارزين. احدهما حدث مع زيد الرفاعي (LPR91) الذي كان رئيساً للوزراء لحكومة المصالحة في الصيف الماضي والذي استقال عشية الحرب الاهلية. اعطتنا السيدة ليستويل نسخة من مقابلة فاستنسخناها (النسخة مرفقة) من دون علمها، بالتالي، يجب عدم الكشف لها بهذه الحقيقة او للاذاعة البريطانية. وفي الحقيقة فهي تريد تخفيف حدة المقابلة قبل استخدامها. اجرت كذلك مقابلة مماثلة مع مريود التل الذي اعاد تأكيد مواقفه بان اغلاق الحدود مع سورية امر جيد في الحقيقة للاقتصاد الاردني لانه يخفف المستوردات.

2 ـ زيد الرفاعي وبوضوح، لا يشعر بالندم، وهو صريح في موضوع الحكومة الحالية، وفي الحقيقة اتخذ خطا مشابها لخط روي هاترسلي حينما كان هنا مطلع هذا العام. ونحن لا نقبل استخلاصه بأن خطوة الحكومة ضد الفدائيين قد افادتهم لاننا تحت انطباع بأن الفدائيين يواجهون مصاعب في جمع الاموال الكافية.

سي. بي. كارتر السفارة البريطانية. عمان.