عرفات يرفض خطة شارون للفصل بين الأراضي الفلسطينية وإسرائيل

TT

رام الله ـ رويترز: رفض الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات خطة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الرامية لاقامة «مناطق عازلة» بين اسرائيل والاراضي الفلسطينية. وقال عرفات في مقابلة مع وكالة رويترز في مكتبه في مدينة رام الله بالضفة الغربية «هذه الخطة المسماة بخطة الفصل تمثل انتهاكا للاتفاقات. انها تقيم كانتونات في مناطقنا الفلسطينية واتفاق اوسلو يمنع انشاء الكانتونات التي يحاول شارون اقامتها. ليس له الحق في ان يفعل ذلك. هذا انتهاك للقانون الدولي».

واعلن شارون يوم الخميس الماضي خطة «الفصل الامني» من خلال انشاء مناطق عازلة. واتهم شارون عرفات بالتقاعس عن اتخاذ اجراءات صارمة لقمع النشطاء المسؤولين عن شن هجمات على اسرائيل. وقال مسؤولون فلسطينيون ان حصار اسرائيل لعرفات في مكتبه في رام الله منذ ديسمبر (كانون الاول) الماضي وقصفها للمنشآت الامنية الفلسطينية يحد من قدرته على وضع دعوته لوقف اطلاق النار موضع التنفيذ.

ولم يقدم شارون تفاصيل تذكر في ما يخص شكل هذه المناطق والاطار الزمني لانشائها. وقال عرفات ان خطاب شارون «ليس خطاب سلام». وقال الرئيس الفلسطيني ان قتل اسرائيل نحو 40 فلسطينيا في الضفة الغربية وقطاع غزة في الاسبوع الاخير «يمثل ارهابا يمارسه الاحتلال ضد شعبنا وتصعيدا عسكريا».

ودعا عرفات من جديد الى تنفيذ خطة وقف اطلاق النار حتى يمكن اجراء المحادثات التي ترعاها الولايات المتحدة والى نشر مراقبين تابعين للامم المتحدة «لوقف هذا العدوان وهذا الحصار المفروض على شعبنا ومناطقنا».

واضاف ان الفلسطينيين مستعدون لاجراء اتصالات مع الاسرائيليين على جميع المستويات واشار الى التقاء مسؤولين فلسطينيين كبار مع شارون في الاول من فبراير (شباط) الجاري.

وتابع القول «دعوتي لوقف اطلاق النار يوم الخميس وكان رد اسرائيل المزيد من التصعيد العسكري». وقال عرفات انه يرحب بالنداء الذي وجهه زعماء من اوروبا واميركا الجنوبية وجنوب افريقيا ونيوزيلاندا وكندا اليه والى شارون امس في ستوكهولم داعين اياهما الى حقن الدماء. واضاف «هذه واحدة من اصعب الازمات التي مررت بها». لكن سيأتي اليوم الذي يرفع فيه طفل فلسطيني العلم الفلسطيني على اسوار القدس شاءوا ام ابوا وانني ارى هذا اليوم قادما ان شاء الله ونحن نواصل السير على هذا الطريق».

واشار عرفات الى ان السلطة الفلسطينية اعتقلت هذا الاسبوع ثلاثة من اعضاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تتهمهم اسرائيل باغتيال وزير السياحة رحبعام زئيفي في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي.

وكانت اسرائيل اشترطت اعتقالهم لرفع حصارها لمقر عرفات في رام الله. ومن المقرر ان يناقش مجلس الوزراء الاسرائيلي مسألة استمرار الحصار اليوم.

وفي هذا السياق قال عرفات انه «بالغ الصعوبة بالنسبة الي» ان اعتقل الامين العام للجبهة الشعبية. واضاف «لكنني اعلنت حالة الطوارئ في المناطق الفلسطينية واتخذت مثل هذه الخطوة لاعتقاله» وتعهد باللجوء للاسلوب نفسه في ما يتعلق «بكل الجماعات الاخرى التي تحاول انتهاك التزاماتنا ومبادرتي لوقف اطلاق النار».