«القمة التقدمية» في استوكهولم تناشد عرفات وشارون برسالة خاصة «كسر دائرة العنف»

TT

استوكهولم ـ وكالات: احتلت ازمة الشرق الأوسط الى جانب قضية الارهاب والاعتداءات على نيويورك وواشنطن في الولايات المتحدة واهمية الديمقراطية وتضييق الهوة بين الاغنياء والفقراء، الصدارة في جدول اعمال «القمة التقدمية الثالثة» التي اختتمت امس اعمالها في استوكهولم بالسويد بمشاركة 11 رئيسا ورئيس وزراء حكومات من اليسار واليسار ـ الوسط من 5 قارات.

وتضم القمة وهي بالاساس فكرة الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير، اضافة الى السويد وهي الدولة المستضيفة رؤساء بولندا والبرازيل وتشيلي وجنوب افريقيا ورؤساء وزراء بريطانيا وكندا وفرنسا والمانيا ونيوزيلندا والبرتغال.

وقال جوران بيرسون رئيس وزراء السويد في مؤتمر صحافي بعد عشاء اقامه على شرف المشاركين الليلة قبل الماضية «قررنا ان نبعث برسالة الى زملائنا رئيس وزراء اسرائيل ارييل شارون والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات».

وتنص الرسالة حسب بيرسون على انه «في ضوء الوضع المتدهور في الشرق الأوسط نحثكم بقوة نحن رؤساء دول وحكومات من خمس قارات تجمعنا لحضور قمة ستوكهولم التقدمية على استغلال الفرصة لكسر دائرة الارهاب والعنف. كلاكما مسؤول في نهاية الامر عن حل الصراع ولكن نحن كزعماء لدولنا وكأعضاء لتكتلات تعاونية اقليمية مختلفة مستعدون لدعمكم في التوصل الى التقدم اللازم في الصراع الاسرائيلي ـ الفلسطيني».

ودعا الزعماء المجتمعون الاسرائيليين والفلسطينيين الى استئناف المحادثات بشأن الامن «وفقا لاتفاقيتي ميتشيل وتينيت اللتين تمهدان الطريق امام المفاوضات بين اسرائيل والسلطة والفلسطينية».

وقال بيرسون الذي حاول تعزيز وضع اوروبا كوسيط في الصراع الدامي في الشرق الاوسط خلال رئاسة بلاده للاتحاد الاوروبي في النصف الاول من عام 2001 ان هذه الرسالة ستقرأ وستصبح موضوعا «للمناقشة السياسية المكثفة» في كل من القدس ورام الله.

الى ذلك قالت مصادر مقربة من رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان ان رؤساء الدول والحكومات دعوا الولايات المتحدة للتخلي عن «النزعة الاحادية الجانب» والالتزام مجددا «بضرورة تعاون دولي اوسع». واضافت المصادر ان المجتمعين اطلقوا هذا النداء خلال مأدبة عشاء وذلك بعد ان تطرق رئيس الوزراء الفرنسي الى الموضوع اثناء محادثات متفرقة. ولم يأخذ هذا النداء الذي حمل ايضا «رسالة مودة» الى الولايات المتحدة الليلة قبل الماضية شكل تصريح رسمي.

واشارت هذه المصادر الى ان جوسبان اكد امام «اصدقائه» السياسيين انه من «الضروري التحدث عن مسألة موقف الولايات المتحدة وكذلك موضوع موقفنا منها».

واوضح جوسبان انه عقب «فترة استعادة السيطرة» التي اظهرها الاميركيون بعد اعتداءات 11 سبتمبر (ايلول) ساد «ربما ميل (من جانب الاميركيين) للقيام برد ذي انعكاس وطني بدلا من اعتماد خطوات قوة عظمى عالميا». وتابع جوسبان القول «من الضروري محاولة اعادتهم الى المشاركة في التعاون». واضاف «نحن لا نرغب في ان يتضاءل الوجود الاميركي بل في ان يزداد هذا الوجود» في اشارة الى الوضع في الشرق الاوسط. وكان جوسبان استنكر مرارا، منذ عدة اشهر، نزعة ادارة بوش نحو «الاحادية» في القرارات.

وفي هذا السياق حذر رئيس الوزراء البرتغالي، انطونيو غوتيريس، من مغبة «الربط آليا بين مشكلات العالم واسباب الارهاب». وقال «يجب التأكد من ان الجميع يستفيدون من العولمة»، في حين رأى المستشار الالماني غيرهارد شرودر انه يجب «تجاوز حصر التركيز في مسالة الامن العسكري».

من جانبه شدد الرئيس التشيلي ريكاردو لاغوس على ضرورة «محاولة اعادة البناء بعد صدمة 11 سبتمبر واعتماد خطوة جديدة لان العالم تغير كثيرا». كما رأى رئيس الوزراء الكندي جان كريتيان انه يجب «تجنب اي مواجهة مع الولايات المتحدة» مؤيدا «ضرورة التعاون».

اما رئيس الوزراء البريطاني توني بلير فقد فضل التزام الصمت حيال هذا الشأن.