القوات الأنغولية تقتل زعيم حركة «يونيتا» بـ 15 رصاصة.. وتعرض جثته على الشعب

TT

عرضت السلطات الانغولية امس على الصحافيين جثة زعيم المتمردين الانغولي جوناس سافيمبي (67 عاما). وقالت انه قتل يوم الجمعة الماضي في مواجهات مع الجيش في بلدة لوكوسي في ولاية موكسيكو (وسط شرق). واضافت ان جوناس سافيمبي قتل بحوالي 15 رصاصة خلال معارك بين القوات الحكومية وقوات الاتحاد الوطني من اجل استقلال انغولا التام (يونيتا) في منطقة لوفو عاصمة ولاية موكسيكو.

واعلنت الحكومة ان سافيمبي قتل في معركة مع القوات الحكومية مما ينعش الامال في انتهاء واحدة من اطول الحروب التي تدور رحاها في افريقيا منذ سنوات بعيدة. وذكرت الحكومة ان سافيمبي زعيم المقاتلين المراوغ قتل في اشتباك مع القوات الحكومية في اقليم موكسيكو.

واضافت الحكومة في بيان: «يسر حكومة جمهورية انغولا ان تعلن للرأي العام في انغولا والعالم وفاة جوناس مالهيرو سافيمبي». ولم يصدر اي رد فعل رسمي من حركة اونيتا. لكن ري اوليفييرا وهو مسؤول اتصال غير رسمي لحركة اونيتا في لشبونة عاصمة البرتغال قال: «ننتظر اتصالا من قواتنا في الداخل ويمكننا ان نتحدث فقط بعد ذلك».

وقالت الاذاعة الحكومية ان جثة سافيمبي نقلت جوا الى العاصمة امس من اقليم موكسيكو وستعرض امام العامة. وقال ضابط بارز في المخابرات الانغولية: «ان الرصاص اطلق على سافيمبي عدة مرات اثناء معركة مع القوات الحكومية».

وقال مصدر عسكري جنوب افريقي ان سافيمبي قتل في وقت سابق من الاسبوع الماضي لكن لواندا ارجأت اعلان وفاته ليتزامن مع زيارة الرئيس خوسيه ادواردو دوس سانتوس للولايات المتحدة غدا (الاثنين).

وما زال مكان ابرز مساعدين لسافيمبي وهما نائبه انطونيو ديمبو والامين العام لحركة اونيتا باولو لوكامبا جاتو غير معرف وهو ما يزيد من قوة تكهنات بأن يكونا قد سقطا في القتال الذي وقع على الحدود مع زامبيا.

وجرى توقيع آخر اتفاق لاقتسام السلطة عرف باسم بروتوكول لوساكا في عام 1994وانهار بعد اربع سنوات عندما شنت القوات الحكومية هجوما على حركة اونيتا متهمة سافيمبي بانتهاك الاتفاق الذي ابرم بوساطة الامم المتحدة.

واضعفت الهجمات الحكومية في السنوات الاخيرة حركة اونيتا التي شكلها سافيمبي في عام 1966 لكنها بقيت كقوة قتال مخضرمة، ولا تزال قادرة على ان تسبب فوضى في انحاء البلاد. وكانت يونيتا قد خاضت حربا مستمرة ضد القوات الحكومية منذ عام 1975، وتمكنت في سنة 1992 من السيطرة لفترة وجيزة على أكثر من نصف مساحة الأراضي الأنغولية. ومعلوم إن الحكومة بالغت في الماضي في إبراز إنجازاتها العسكرية، ولم يكن مستبعدا أن تذيع خبرا كاذبا على هذا الحجم من الأهمية. وكانت القوات الحكومية قد دخلت منذ العام الماضي في اشتباكات جديدة مع مقاتلي حركة يونيتا في إقليم موكسيكو الذي يعد آخر معقل لهم. وقال الجيش إنه يحقق مكاسب ميدانية وإنه اعتقل عددا من كبار قادة المتمردين في المنطقة. وفي اديس ابابا قالت منظمة الوحدة الافريقية انها ابلغت رسميا بمقتل سافيمبي من الممثل الدائم للهيئة المركزية لآلية هذه المنظمة لتوقي النزاعات في انغولا. وقال ناطق باسم الهيئة ان الاتحاد الوطني من اجل استقلال انغولا التام (يونيتا) «شكل دائما عقبة امام عملية السلام». واضاف ان «الوضع هادئ في انغولا» داعيا منظمة الوحدة الافريقية والمجتمع الدولي الى مواصلة دعمهما للشعب الانغولي.

وقد اكد الجيش الاوغندي اول من امس انه قتل جوناس سافيمبي خلال هجوم لقواته على طابور عسكري لحركة يونيتا في منطقة موكسيكو شرق العاصمة لواندا. وفي لوساكا، اكد مصدر في اجهزة مخابرات زامبيا ان جثة جوناس سافيمبي ستعاد الى لواندا (السبت ـ امس).

وتعتبر الحكومة الانغولية والامم المتحدة سافيمبي العائق الرئيسي في وجه ارساء السلام في البلاد. واوقعت الحرب الانغولية اكثر من 500 الف قتيل ومائة الف جريح كما شردت اكثر من اربعة ملايين شخص فروا من المعارك. كما دمرت اقتصاد هذا البلد الغني بالنفط والماس والذي تتجاوز مساحته المساحة الاجمالية لفرنسا والمانيا وايطاليا.

* خدمة «لوس اجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الاوسط»