كولومبيا تشن هجوما شاملا على قواعد المقاتلين اليساريين وتسعى لإقناع واشنطن باعتبارهم جماعة إرهابية

TT

بدأت القوات الحكومية في كولومبيا في الاستيلاء بالفعل على منطقة في جنوب البلاد تخضع منذ ثلاث سنوات لسيطرة كبرى جماعات المتمردين وهي حركة القوات المسلحة الثورية الماركسية. وتمكنت القوات الحكومية الخاصة بعد قصف جوي مكثف اول من أمس من السيطرة على كبرى مدن المنطقة. وأسفر القصف عن مقتل ثلاثة مدنيين من بينهم طفل. وقال قائد القوات المسلحة الكولومبية الجنرال فرناندو تبياز إن أربعة آلاف و500 من مقاتلي حركة التمرد في المنطقة. ورد المتمردون على القصف الحكومي بمهاجمة محطة للطاقة وبرج للاتصالات وخط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي. وكان القصف قد بدأ بعد ساعات من إعلان الرئيس الكولومبي اندرياس باسترانا وقف عملية السلام مع المتمردين من اعضاء القوات المسلحة الثورية لكولومبيا، وتعهده باستعادة المنطقة التي يسيطرون عليها في اعقاب قيامهم باختطاف طائرة مدنية. وكان عضو بمجلس الشيوخ الكولومبي قد خطف وهو على متن طائرته إذ اجبرت الطائرة الى التوجه الى منطقة ريفية يسيطر عليها المتمردون. وقال الجيش الكولومبي إنه قصف 85 موقعا للمتمردين، بينما اشار متحدث باسم القوات الجوية الى أن طائرة مقاتلة تابعة للجيش اصيبت بنيران المضادات الارضية للمتمردين الا ان الاصابات لم تحل دون نجاح الطائرة في العودة لقاعدتها. وكان الرئيس الكولومبي قد القى خطابا متلفزا اعلن فيه انهاء عملية السلام واستعادة المنطقة التي منحت للمتمردين. وكانت الحكومة الكولومبية قد خصصت المنطقة التي تدور فيها العملية العسكرية حاليا للمتمردين فور بدء عملية السلام منذ اكثر من ثلاث سنوات لتكون ملاذا لهم على ان تكون منطقة منزوعة السلاح. ويشارك في العملية العسكرية 13الف جندي من المشاة علاوة على فرق تم نقلها بالطائرات ودربت خصيصا على التصدى للمتمردين. وتسعى الادارة الكولومبية لاقناع ادارة ارئيس الاميركي جورج بوش باعلان القوات المسلحة الثورية الماركسية جماعة ارهابية، وبالتالي تشملها الحرب الاميركية على الارهاب، وخصوصا بعد ظهور علامات على وجود تبادل اسلحة بين جماعات شرق اوسطية والمتمردين الكولومبيين.

ومعلوم ان الكونغرس الاميركي قد قصر المساعدات العسكرية الاميركية للحكومة الكولومبية على عمليات مكافحة انتاج وتهريب المخدرات، على مدى السنوات الست الماضية، وعدم التدخل المباشر، وخصوصا من قبل القوات الاميركية في الحرب الاهلية التي تشهدها البلاد منذ 38 عاما، خوفا في وقوعها بمستنقع يشبه المستنقع الفيتنامي.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الاوسط»