السفيرة الأميركية في إسلام آباد تبحث مع الرئيس الباكستاني تسليم عمر شيخ المتهم بخطف الصحافي بيرل

TT

طلبت الولايات المتحدة من باكستان تسليمها الناشط الاصولي احمد عمر سعيد شيخ المشتبه فيه الرئيسي في عملية خطف الصحافي الأميركي دانيال بيرل. وعقدت السفيرة الاميركية في اسلام آباد ويندي تشامبرلين اجتماعاً امس مع الرئيس برويز مشرف وبحثت معه تسليم عمر شيخ، وفق ما افاد المتحدث باسم السفارة.

وقد اكد المسؤولون الباكستانيون عقد الاجتماع الا انهم امتنعوا عن التعليق عما دار خلاله. الا ان مصادر اخرى كشفت ان تسليم عمر شيخ كان القضية الرئيسية على اجندة اجتماع تشامبرلين ومشرف. ومن جانبه، قال الناطق باسم السفارة الاميركية مارك وينتوورث ان السفيرة تشامبرلين «تطرقت الى مسألة» تسليم عمر شيخ من دون توضيح رد الرئيس الباكستاني. واضاف ان تشامبرلين «شكرت ايضا الرئيس على تعاون الشرطة في هذه القضية».

وكان البيت الابيض قد اكد اول من امس ان الولايات المتحدة طلبت من باكستان تسليمها الناشط عمر شيخ. وقال الناطق باسم البيت الابيض اري فلايشر «ان الولايات المتحدة ترغب بقوة في وضع يدها على عمر شيخ وكل اولئك المسؤولين عن مقتل دانيال بيرل وهذا ما ابلغنا باكستان به». بيد انه اوضح ان «باكستان دولة ذات سيادة ستستمر في العمل وفق نظامها القضائي. لكننا نتعاون بشكل وثيق مع (هذا البلد) سعيا للحصول (..) على تسليمه الى الولايات المتحدة».

واعلن محامي الاشخاص الثلاثة المحتجزين مع عمر شيخ، وكلهم متهمون في قضية خطف بيرل، انه يريد ترحيل موكليه الى الولايات المتحدة لانه يعتقد انهم سيلقون محاكمة عادلة هناك. وقال المحامي خوادا نافيد امس اذا تم ترحيل عمر شيخ، فانه يتعين كذلك ترحيل موكليه الى الولايات المتحدة. واضاف المحامي «كيف يمكن ان تحاكم الولايات المتحدة عمر شيخ دون شهادة موكلي الثلاثة الذين يشملهم الاتهام». وتابع «على اي حال انا افضل ان يحاكم موكلي في الولايات المتحدة لانهم سيلقون محاكمة عادلة هناك». وهؤلاء المحتجزون مع عمر شيخ كانوا قد اعتقلوا بتهمة ارسال بريد الكتروني يتضمن صوراً لبيرل وقد وجه المسدس الى صدغه.

يذكر ان الصحافي الاميركي بيرل خطف في 23 يناير (كانون الثاني) الماضي في مدينة كراتشي بجنوب باكستان، وتأكد مقتله الخميس الماضي بواسطة شريط فيديو ارسل الى القنصلية الاميركية في كراتشي يظهر اغتياله.

واعترف عمر شيخ الذي تم توقيفه في 12 فبراير (شباط) الجاري واحيل للقضاء في 14 من الشهر ذاته، بانه مدبر عملية الخطف.

وتحقق الولايات المتحدة، من جهة اخرى، في تورط عمر شيخ كذلك في خطف اميركي، مع ثلاثة بريطانيين، في الهند عام .1994 وكان عمر شيخ قد سجن في الهند حتى 1999 بسبب هذه القضية.

وتشكل قضية تسليم عمر شيخ نقطة حساسة في غياب معاهدة بهذا الخصوص بين واشنطن واسلام آباد، على الرغم من ان باكستان كانت قد سلمت في الآونة الاخيرة عدداً من المطلوبين الى الولايات المتحدة. واعلن فلايشر ان بلاده كانت قد وقعت مثل هذه المعاهدة عام 1931 مع السلطات المحلية الباكستانية فيما كانت شبه القارة الهندية جزءا من الامبراطورية البريطانية. واشار فلايشر الى ان الخبراء القانونيين للحكومة الاميركية يعتبرون ان هذه المعاهدة التي دخلت حيز التنفيذ عام 1942، لا تزال سارية المفعول.