الشرطة الإسرائيلية تعتقل فلسطينيا وتطارد آخر في حيفا وسط حالة رعب من عمليات انتحارية متوقعة

TT

اغلقت الشرطة الاسرائيلية مدينة حيفا بشكل محكم ومنعت السكان من مغادرة بيوتهم لمدة ساعتين ظهر امس، وذلك خلال مطاردتها شابا فلسطينيا غير مسلح مشتبه في انه فدائي.

وكانت الشرطة قد ضبطت شابين فلسطينيين في ساحة المناظير في الجزء المنخفض من المدينة، وقالت ان احدهما يحمل حقيبة احتوت على رشاش وعدة مخازن رصاص، وزعمت انهما فدائيان حضرا الى المدينة للقيام بعملية مسلحة فيها. وقد هرب احدهما من الشرطة اثناء اعتقالهما.

وذكرت الشرطة ان هذه العملية هي واحدة من 17 عملية اخرى، وصلت الى اسرائيل معلومات بأن الفلسطينيين يعدون لتنفيذها خلال عيد المساخر (أمس)، الامر الذي يفسر انتشارها بقوات كبيرة في عدة مدن رئيسية مثل تل ابيب والقدس ونتانيا والخضيرة وبئر السبع وغيرها. وانتقد السكان اجواء الهلع التي تدخلهم فيها الشرطة بسبب تلك الانذارات، ولم يستوعبوا الامر الذي صدر لسكان حيفا بالامتناع عن مغادرة بيوتهم. علما بأن حيفا مدينة تضم 280 الف نسمة وتمتد على طول وعرض رأس خليج عكا (والذي يسمى ايضا خليج حيفا)، بينما الشاب الفلسطيني الهارب كان في المنطقة التحتا من المدينة.

يذكر ان جو الهلع هذا ينشر عموما في كل انحاء اسرائيل. وفي ظله تجري الاحتفالات بعيد المساخر، المفترض انه يعبر عن الارتياح والفرحة. فهو العيد الذي يحييه اليهود منذ 2600 سنة، اختفاء بذكرى خلاصهم من المذبحة التي اعدها لهم الوزير هامان في مملكة بابل وفارس في زمن الحاكم احشويروش. وحسب الاسطورة اليهودية، فان اليهود فضحوا مؤامرة هامان وردوا عليها بمؤامرة اخرى، اذ قامت ابنتهم الجميلة استر باغراء الحاكم احشويروش حتى تزوج منها. وبدلا من مذبحة لليهود، قرر الحاكم اعدام هامان. وقد تحولت شخصيته عندهم الى نموذج للسخرية. ومع مرور السنين اصبحوا يرتدون الاقنعة الساخرة في هذه الاحتفالات.

واللافت ان اشهر الاقنعة واكثرها رواجا في هذه السنة، هو قناع يحمل صورة اسامة بن لادن. وقد اصدر رجال الدين اليهود فتوى تمنع استخدام اقنعة لشخصيات عربية عموما او فلسطينية، بشكل خاص، خوفا من ان تختلط على الجمهور الامور فلا يميز بين شبان فلسطينيين فدائيين حقيقيين وشبان يهود متخفين بلباس عربي. وقد وصل الفزع من العمليات الفلسطينية الى الجنود والضباط في الحواجز العسكرية المحصنة في المناطق المحتلة. وشكا قائد حاجز قلنديا (ما بين القدس ورام الله)، امس، من البلبلة التي تصيبه وجنوده في هذا الحاجز وكذلك في حواجز اخرى بسبب الاحداث. وقال: «نحن نطلق ا لرصاص على الفلسطينيين بدافع من الشعور بالخوف». وكان جنود هذا الحاجز قد ا طلقوا الرصاص على سيارة احمد قريع (ابو العلاء)، رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني قبل يومين.