اتهام زعيم المعارضة في زيمبابوي بالخيانة العظمى والتآمر مع ضابط مخابرات إسرائيلي سابق لقتل موغابي

TT

قال زعيم حزب المعارضة الرئيسي في زيمبابوي مورجان تسفانجيراي ان السلطات اتهمته بالخيانة العظمى. واضاف بعد ان استجوبته الشرطة: «وجهت لي الشرطة تهمة الخيانة العظمى.. وهم يريدون ان يعرفوا مني ردا.. بالطبع انكرت ذلك تماما». وقد تصل عقوبة تسفانجيراي في حالة ادانته الى الاعدام او السجن مدى الحياة. وأوضح تسفانجيراي المنافس الرئيسي للرئيس روبرت موغابي أن السلطات تتهمه بالتآمر لاغتيال موغابي. لكنه أعرب عن اعتقاده بأن السلطات لن تحاكمه قبل إجراء انتخابات الرئاسة التي سيخوضها. وقال محامي تسفانجيراي ان السلطات أطلقت سراح موكله بعد استجوابه في مركز الشرطة الرئيسي في العاصمة هراري لمدة ساعتين، وان الشرطة أبلغته بأنها ستستدعيه في وقت لاحق. وقد نفى تسفانجيراي، رئيس حركة التغيير الديمقراطي المعارضة، التهم الموجهة اليه، والتي تستند الى شريط فيديو غامض أذاعته احدى شبكات التلفزيون الأسترالية.

وفي الوقت نفسه طلبت نوسيفيوي مابيسا، رئيسة فريق مراقبة الانتخابات الرئاسية الموفد من قبل حكومة جنوب افريقيا، من شرطة زيمبابوي فرض حراسة على جميع أعضاء الفريق بعد أن تعرض عدد منهم لاعتداء يوم الأحد الماضي. وقال شهود عيان ان مجموعة من مؤيدي موغابي نصبت كميناً لعدد من مؤيدي المعارضة أثناء خروجهم من بلدة تشينوي، مسقط رأس الرئيس موغابي، حيث حضروا مؤتمراً انتخابياً. وقام مؤيدو موجغبي الذي يحكم البلاد منذ 22 عاما بإلقاء الحجارة على السيارات التي كانت تقل مؤيدي المعارضة، وكان من بين تلك السيارات عربة تقل مراقبي الانتخابات. وأبرز تلفزيون زيمبابوي، أنباء مؤامرة اغتيال موغابي التي يتهم تسفانجيراي بتدبيرها. وكانت تلك الاتهامات قد صدرت عن مؤسسة استشارات سياسية كندية تدعى «ديكنز أند مادسون». وصرح أري بن منشة، رئيس المؤسسة، بأن تسفانجيراي التقى به وأبلغه بأنه يريد «القضاء على موغابي». يذكر أن أري بن منشة، ضابط سابق في المخابرات الإسرائيلية وعمل لفترة نائبا لرئيس جهاز المخابرات الاسرائيلي (الموساد)، وسبق له العمل كمستشار سياسي للرئيس موغابي. وقد التقطت صور للقاء الذي عقده تسفانجيراي مع بن منشة في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، لكن زعيم حركة التغيير الديمقراطي نفى أن يكون قد تحدث عن اغتيال موغابي، ووصف الاتهامات بأنها مؤامرة حكومية للتخلص منه قبل حلول موعد انتخابات الرئاسة التي ينافس فيها الرئيس موغابي. وتساءل تسفانجيراي: «إذا كانت هناك مؤامرة حيكت في ديسمبر (كانون الأول)الماضي، فلماذا انتظرت الحكومة ولم توجه اتهاماتها إلا قبل ثلاثة أسابيع من موعد إجراء الانتخابات». وغادر بن منشة هراري يوم الأحد الماضي بعد أن التقى بمسؤولين في الشرطة، وجهاز المخابرات في زيمبابوي. وصرح مسؤولو «مشروع زيمبابوي الإعلامي»، وهي وكالة مستقلة معنية بمراقبة وسائل الإعلام، بأن التوقيت الرقمي الظاهر على شريط الفيديو الذي يصور مقابلة تسفانجيراي وبن منشة والذي عرضه التلفزيون في زيمبابوي يبين أن بعض مشاهده حذفت، وأن ترتيب المشاهد قد تم تغييره. يذكر أن تسفانجيراي اتهم العام الماضي بالخيانة العظمى، لكن المحكمة أسقطت عنه التهمة بحجة عدم دستوريتها. وذكرت تقارير صحافية أن موغابي وافق على مغادرة زيمبابوي اذا خسر الانتخابات. وزعمت أن الرئيس النيجيري ألوسيجون أوباسانجو بحث هذا الأمر مع تسفانجيراي في لقاء تم بينهما الشهر الماضي. ونقلت صحيفة «التايمز» البريطانية عن مصدر دبلوماسي قوله ان أوباسانجو أشار الى صورة للرئيس موغابي أثناء الاجتماع وسأل تسفانجيراي: «ماذا ستفعل به اذا فزت بالانتخابات؟». ورد تسفانجيراي بأنه سيسمح له بمغادرة البلاد. وقالت «التايمز» ان موغابي هو الذي طلب من الرئيس النيجيري توجيه هذا السؤال لتسفانجيراي بعد أن أظهرت استطلاعات للرأي أن موغابي قد يخسر الانتخابات. واتهمت الولايات المتحدة وبريطانيا موغابي (78 عاما) امس بمحاولة تحديد نتائج انتخابات الرئاسة القادمة سلفا للبقاء في السلطة بعد ان وجهت الشرطة لمنافسه الرئيسي تهمة الخيانة العظمى قبل اسبوعين فقط من موعد الانتخابات.

وفي لندن قالت بريطانيا الدولة المستعمرة السابقة لزيمبابوي ان الاتهام بالخيانة الذي وجه لزعيم المعارضة علامة اخرى على ان موغابي يريد ان يحدد نتيجة الانتخابات الرئاسية سلفا. وقال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو: «هذا تطور مزعج... ولأنه يأتي قبل ايام معدودة من الانتخابات الرئاسية فهو يبدو كمحاولة اخرى من نظام موغابي للتدخل في نتيجة الانتخابات وعرقلة قدرة شعب زيمبابوي على اختيار من سيقوده بحرية ونزاهة».

وقالت الولايات المتحدة ايضا ان اتهام تسفانجيراي يبدو محاولة من الحكومة لترهيبه قبل الانتخابات. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر: «ان اتهام الخيانة يأتي في ظل حملة موثقة من العنف والترهيب ضد المعارضة.. ولا علم لنا بأي دليل مقنع على وجود اي اساس لهذه المزاعم، ويبدو انها مثال مأساوي آخر لحكم الرئيس موغابي الاستبدادي وتصميم حكومته على ترهيب وقمع المعارضة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية».

وفي الاسبوع الماضي، قررت الولايات المتحدة فرض عقوبات ضد الرئيس موغابي والعديد من المقربين منه، ومنعتهم من التوجه الى الاراضي الاميركية.