الحكومة البريطانية تعترف رسميا بالجالية الفلسطينية وبلير يستقبل وفدا منها

TT

اعترفت الحكومة البريطانية أمس رسميا ولأول مرة بالجالية الفلسطينية في المملكة المتحدة ككيان مستقل، حيث استقبل رئيس الوزراء البريطاني توني بلير وفدا من رموز الجالية برئاسة المحامي ميشيل عبد المسيح، حامل لقب مستشار لملكة بريطانيا وخمسة من وجوه الجالية البارزين.

وجرى اللقاء في مكتب بلير في مقر رئاسة الوزراء الواقع في 10 داوننج ستريت بوايت هول وسط لندن. وقال عبد المسيح لـ«الشرق الأوسط» إن وفد الجالية دعا بلير إلى مساواة الجالية الفلسطينية بباقي الجاليات، خاصة بإقامة اتصال مباشر بينه وبين أعضائها، كما هو الحال مع الجالية اليهودية في بريطانيا، والاستماع منهم وجها لوجه لهموم ابنائها ووجهة نظرهم، في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية. وأضاف عبد المسيح أن الوفد طلب من بلير الاستجابة للدعوات الفلسطينية التي توجه إليه كرئيس وزراء للمشاركة في المناسبات التي تقيمها الجالية مثل مناسبة إحياء ذكرى مذبحة دير ياسين في أبريل من كل عام، بالحضور شخصيا أو انتداب وزير ممثلا عنه في حال تعذر حضوره، أسوة بمشاركته ومسؤولين بريطانيين آخرين في مناسبات إحياء ذكرى ضحايا النازية من اليهود.

وأوضح رئيس لجنة الجالية أن الوفد دعا بلير للتحلي بالشجاعة ذاتها التي تحلى بها عندما بادر لفرض السلام في إقليم إيرلندا الشمالية وأن يبادر بلعب الدور ذاته في الشرق الأوسط والعمل على فرض القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة التي تنص على عدم شرعية الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وتأمين انسحاب إسرائيل منها.

وقال عبد المسيح إن لقاءه وأعضاء الوفد الفلسطيني مع بلير يشكل نصرا كبيرا للجالية الفلسطينية والقضية الفلسطينية على حد سواء، خاصة في الظرف العصيب الذي تمر به الضفة الغربية وقطاع غزة حاليا اللذين يتعرضان لمجزرة وحشية تهدف إلى تركيع الفلسطينيين وسلبهم الأمل في إمكانية تحقيق ما يصبون إليه بممارسة حق تقرير المصير وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.

وطالب الوفد أيضا بالتدخل لفرض العدالة في قضية اثنين من أعضاء الجالية هما سمر العلمي وجواد البطمي اللذان حكم عليها بالسجن بتهمة الاعتداء على السفارة الإسرائيلية في لندن ومبنى آخر للجالية اليهودية، الأمر الذي نفاه كلاهما ولم تأخذ المحكمة بأقوالهما. وقال الوفد لرئيس الوزراء البريطاني إن قرار إدانة العلمي والبطمي خضع لتأثيرات سياسية بعيدة عن القانون والعدالة.

وبالإضافة إلى عبد المسيح شارك في وفد الجالية عدد من الفلسطينيين الحاصلين على الجنسية البريطانية ويمثلون قطاعات مختلفة من الجالية هم القاضي يوجين قطران ورئيس تحرير جريدة «القدس العربي» الزميل عبد الباري عطوان، والجراح المشهور الدكتور عواد عواد والمحامية عبير الدجاني، والبروفيسور خليل الهندي.