القمة الأوروبية ستدعم المبادرة السعودية

TT

استبعدت مصادر واسعة الاطلاع في باريس امس، ان يعمد قادة دول الاتحاد الاوروبي، في قمتهم القادمة في برشلونة، يومي الجمعة والسبت القادمين، الى اطلاق «مبادرة اوروبية» خاصة بالشرق الأوسط، لكنها ستعمد الى اصدار «اعلان» او «بيان» بهذا الخصوص، ستكون النقطة الرئيسية فيه، وفق ما قالته هذه المصادر، الاعلان عن الترحيب بالمبادرة السعودية ودعمها ودعوة قمة بيروت العربية الى تحويلها الى مبادرة سلام عربية.

وتتولى وزارة الخارجية الاسبانية صياغة مسودة البيان الاوروبي الجماعي الذي ينتظر ان يتناول النقاط التالية:

ـ تأكيد المواقف الاوروبية، كما تم التعبير عنها في اجتماع كاسيريس (اسبانيا) ثم في قمة لايكن (بلجيكا) ازاء الشرق الأوسط، والتي تعتبر ان التعامل الامني وحده مع الانتفاضة يقود الى الفشل، كما تعتبر ان الوضع مأساوي بشكل عام.

ـ التشديد على ضرورة العودة الى وضع الحل السياسي للنزاع الفلسطيني ـ الاسرائيلي محورا للاتصالات والجهود و«اعادة فتح الافق السياسي».

ـ التأكيد على ضرورة توفير حرية الحركة الكاملة لرئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات وحرية خروجه ودخوله الى الاراضي الفلسطينية ووقف اعمال العنف والتصعيد والقتل والارهاب.

ـ الترحيب بالافكار السعودية لحل شامل للنزاع العربي ـ الاسرائيلي، وتأكيد الدعم لها ودعوة قادة العالم العربي الى تحويلها الى مبادرة سلام عربية في قمة بيروت المنتظرة اواخر الشهر الجاري.

ـ الترحيب بعودة الولايات المتحدة الى الاضطلاع بدور نشط في تهدئة الموقف والبحث عن حلول.

وتعتبر المصادر المشار اليها ان هذه المواقف الاوروبية التي ستضمنها «بيان برشلونة» تشكل «اجماع الحد الادنى»، ولذلك، فان الجدل داخل الاتحاد يدور حول ما اذا كان يتوجب على اوروبا ان تلعب دورا ابعد من ذلك، اي من التأكيد على المبادئ، لطرح خطة تحرك عملية كشف وزير الخارجية الفرنسي في بروكسل عن بعض جوانبها وتقوم على الوصول الى وقف اطلاق نار بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي، وربما نشر مراقبين اميركيين او دوليين والبدء في وقت واحد، بمفاوضات امنية وبمفاوضات سياسية شاملة على الحل النهائي.

وقال مصدر واسع الاطلاع لـ«الشرق الأوسط» ان الاتحاد الاوروبي «لا يريد ان يزعج تحرك انتوني زيني» الذي يصل الخميس الى المنطقة مكلفا بمهمة الوصول الى وقف لاطلاق النار.

ويرى عدد من الاوروبيين ضرورة «الحذر» لان الوضع «متحرك» في المنطقة ولأن الدول الاوروبية غير متفقة حقيقة على طبيعة تحركها وافكارها رغم ما كانت قد وصلت اليه سابقا في تفاهم حول اعتبار اعلان الدولة الفلسطينية نقطة انطلاق للمفاوضات وطرح فكرة اجراء انتخابات او استفتاء فلسطيني على السلام بغرض اعادة تأكيد شرعية عرفات.

وقد رحب مصدر فرنسي بدعوة كوندوليزا رايس، مستشارة الرئيس بوش للامن القومي لتنسيق الجهود اميركيا واوروبيا وعربيا، غير انه اضاف ان مواقف واشنطن والاتحاد الاوروبي «ما زالت متباعدة»، وبالتالي يصعب الحديث قبل تحولات اضافية في السياسة الاميركية عن امكانية القيام بمبادرات مشتركة.

ومن جهة اخرى، وصفت الخارجية الفرنسية العمليات العسكرية الاسرائيلية بأنها «يصعب فهمها» ووصفت نتائجها بأنها «دراماتيكية».

ودعا الناطق المساعد باسم الخارجية برنار فاليرو اسرائيل الى تسهيل حرية تحرك منظمات الاغاثة مثل الهلال الاحمر الفلسطيني والسيارات التابعة له، معتبرا ان ذلك «امر واجب» على اسرائيل، في اشارة الى ما تنص عليه اتفاقية جنيف الرابعة من حماية السكان المدنيين تحت الاحتلال.