أنان يدعو إسرائيل إلى إنهاء الاحتلال والفلسطينيين إلى وقف العمليات الانتحارية

TT

وجه الامين العام للامم المتحدة كوفي انان اقسى نقد الى دولة اسرائيل في النداء الذي وجهه في اجتماع طارئ عقده مجلس الامن، الى القيادتين الاسرائيلية والفلسطينية. ودعا انان دولة اسرائيل الى ضرورة انهاء الاحتلال غير القانوني. وقال «ان الامر الاكثر الحاحا هو وجوب وقف قصف المناطق المدنية والاغتيالات ووقف الاستخدام غير الضروري للاسلحة الفتاكة ووقف التدمير ووقف الاذلال اليومي للفلسطينيين العاديين».

ومضى انان يحذر اسرائيل قائلا «ان مثل هذه الافعال ستضعف موقف اسرائيل في المجتمع الدولي، والاكثر من ذلك ستزيد من نيران الكراهية واليأس والتطرف بين الفلسطينيين».

وفي الوقت ذاته وجه الامين العام نداء الى القيادة الفلسطينية، ودعا الفلسطينيين الى ضرورة وقف كل اعمال العنف، والى وقف كل التفجيرات الانتحارية التي تستهدف بشكل خاص المدنيين، وقال «انها تثير الاشمئزاز من الناحية الاخلاقية».

واضاف انان يقول «انها تسبب اذى كبيرا لقضيتكم من خلال إضعاف الدعم الدولي، وتجعل الاسرائيليين يعتقدون انها تعارض وجود دولتهم وليس الاحتلال المرفوض»، وشدد الامين العام على التأكيد في حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في دولة قابلة للحياة في اطار حدود معترف بها دوليا.

وخاطب الامين العام الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون قائلا «انه ما زال في وسعكما ان تقودا شعبيكما بعيدا عن الوقوع في كارثة»، وحث على تنفيذ توصيات تينيت وتوصيات ميتشل كأساس للتفاوض.

واشاد انان بمبادرة الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني السعودي، وقال «ان مبادرة ولي العهد السعودي الاخيرة طرحت رؤية واضحة ومقنعة للسلام في الشرق الأوسط على الاساس الوحيد لقراري مجلس الامن 242 و338».

وناشد انان قادة العالم العربي الا ييأسوا من البحث عن السلام، وان يتحدوا في القمة العربية المقبلة في دعم هذه الرؤية حتى يظهروا للعالم وللطرفين الاسرائيلي والفلسطيني، ان هناك بديلا عن الحرب.

وناشد انان في اجتماع مجلس الامن الذي عقد من اجل توجيه ندائه، الرئيس عرفات وارييل شارون باتخاذ الخطوات السياسية والامنية والاقتصادية اللازمة والتي يمكن ان تساعد في تحقيق هذه الرؤية، وطالب كوفي انان مجلس الامن بأن يهب قضية السلام الحيوية سلطته الكاملة ونفوذه.

وكان انان في مستهل بيانه قد قال «ان التوترات الاسرائيلية ـ الفلسطينية قد بلغت درجة الغليان، وان الوضع الآن هو الاسوأ خلال عشر سنوات». واشار ايضا الى عدد القتلى من الجانبين منذ يوم اندلاع انتفاضة الاقصى على اثر زيارة ارييل شارون الى المسجد الاقصى يوم 28 سبتمبر (ايلول) عام 2000. وقال «ان حصاد هذه المجزرة منذ سبتمبر 2000 على الجانب الفلسطيني 1200 قتيل من بينهم 180 قتيلا في الايام الاخيرة فقط، وذلك مقابل 250 قتيلا اسرائيليا من بينهم 50 قتيلا خلال الايام العشرة الاخيرة».

وتسعى بعثة فلسطين لدى الامم المتحدة الى تقديم مشروع قرار يأمل الفلسطينيون ان يتبناه مجلس الامن حسب قول مندوب البعثة ناصر القدوة، الذي اشاد ببيان الامين العام كوفي انان، وقال «انه اوضح وأقوى موقف جاء به الامين العام كوفي انان».

وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة من مشروع القرار الذي سيقدم الى مجلس الامن باسم المجموعة العربية لدى الامم المتحدة، ويدعو المشروع الذي اتسم بلغته المعتدلة للغاية، الى الوقف الفوري لكل اعمال العنف والتحريض والتدمير. ويدعو الى العودة الى الوضع الذي كان عليه قبل يوم 28 سبتمبر عام 2000. ويدعو المشروع، الذي يأمل الفلسطينيون اعتماده من قبل المجلس مستفيدين من زخم المبادرة، الامين العام الى عقد جلسة طارئة للقادة الاسرائيليين والفلسطينيين واستئناف المفاوضات على اساس الاتفاقيات التي تم التوصل اليها. واخيرا يعرب المشروع عن دعم جهود الامين العام للامم المتحدة والجهود الاخرى لمساعدة الاطراف على وقف العنف واستئناف محادثات السلام.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر دبلوماسية ان الوفد الفرنسي يتفاوض مع الاميركيين على نص مشروع بيان رئاسي لا يخرج قليلا عن نص مشروع القرار، ويؤكد النص الفرنسي على انه لا وجود لأي حل عسكري للنزاع القائم الا بالعودة الى المفاوضات. ويطالب البيان بالالتزام بالقانون الدولي وبحماية الموظفين الدوليين ويتحدث عن ضرورة قيام دولة فلسطينية ويدعو الى تبني مبادرة الامير عبد الله، ويدعو اسرائيل الى رفع القيود عن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وتمكينه من الحركة الكاملة.