اليازغي: من مصلحة الجزائر مساندة وحدة تراب المغرب

TT

قال محمد اليازغي نائب أمين عام حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وزير الاسكان والبيئة المغربي ان مصلحة الجزائر تكمن في مساندتها لترسيخ الوحدة الترابية للمغرب، وطي ملف النزاع المفتعل حولها، للتفرغ الى بناء المغرب العربي «الاطار الصحيح لتحقيق طموحات شعوب المنطقة وتطلعاتها نحو المستقبل».

وأوضح اليازغي، الذي كان يتحدث اول من أمس في لقاء حزبي في مدينة وجدة (شرق المغرب)، أن «أطروحة التقسيم، التي تحركها الجزائر، تحمل مخاطر أكبر بكثير مما تحمله على المغرب»، مشيرا الى أنها «لو تمت، افتراضا، فانها ستتبعها بالضرورة تقسيمات أخرى في المغرب العربي، وستتجزأ المنطقة الى دويلات طوائف»، مذكرا بوجود العديد من الحركات الانفصالية التي يمكن أن تسلك مسلك التقسيم، من منطلق أنه «اذا تم هناك، فلم لا في دولها، ونفس الشيء يسري على مناطق أخرى من العالم».

وذكر اليازغي أن «أطروحة التقسيم التي ابتدعها وروج لها النظام الجزائري وراء الستار، قبل أن يكشفها تقرير الامم المتحدة الاخير الأخير، تعود بالذاكرة الى التخطيط الاستعماري لتقسيم افريقيا، وهو التقسيم الذي جاء تقسيم المغرب ضمنه بناء على تفاهم بين بريطانيا وفرنسا، حيث كانت مصر من نصيب الاولى والمغرب من نصيب الثانية، على أساس التفاهم مع اسبانيا، وهو ما نجم عنه تجزئة التراب المغربي، حيث احتلت اسبانيا في الريف وفي الأقاليم الجنوبية المسترجعة منها».

وسجل اليازغي أنه لم يرد في أي بيان أو وثيقة، أو في أدبيات الاحزاب الجزائرية التي كانت قائمة في عهد الاستعمار، أي حديث أو اشارة الى ما يسمونه «الشعب الصحراوي». كما لم يرد ذلك في عهد الحركة الوطنية الجزائرية، ولا في عهد ثورة التحرير. كما لاحظ أن ذلك لم يرد أيضا في اللقاءات التاريخية التي حضرها الزعماء الجزائريون مثل مؤتمر طنجة في عام .1958 وأكد أن «الجزائريين كانوا يعتبرون الأقاليم الجنوبية مناطق مغربية ترزح تحت نير الاستعمار الاسباني، ويقرون بحق المغرب في استرجاعها». وأضاف «أن التحول جاء بانضمام الجزائر للمخطط الاسباني، الذي كان يرمي الى خلق كيان مصطنع، يسير في فلكها ليخدم مصالحها ومصالح من تولدت لهم الرغبة في عزل المغرب عن امتداده الافريقي ليخلو لهم الجو للسيطرة والتوسع وفق ما صنعته الاحلام لهم من احساس بالقوة وطموح غير شرعي في السيطرة والزعامة في منطقة المغرب العربي وفي افريقيا».

وأشار اليازغي الى أن الشعب المغربي، الذي ساهم في تحرير الجزائر، وساند وحدتها الترابية، يتطلع الى أن يغير قادتها مواقفهم تجاه المغرب، للتفرغ الى بناء المستقبل المشترك لشعوب المنطقة الذي يشكل القضية الجادة والجدية. وجدد موقف المغرب الذي عبر عنه الملك محمد السادس خلال زيارته الأخيرة للاقاليم الجنوبية، وما ترتب عن هذه الزيارة من قرارات تهم مصير البلاد وتعزيز التنمية بالأقاليم الصحراوية عبر الوكالة التي أعلن عن احداثها من هناك.

وقال اليازغي مخاطبا من أسماهم «العناصر الصحراوية المغرر بها» ان «لا مستقبل للانفصال، ولا حل سوى الرجوع الى الوطن، والمساهمة في الانتقال الديمقراطي»، مضيفا أن المغرب محتاج لكل أبنائه في بناء المؤسسات من جهات (مناطق) وجماعات (بلديات) وبرلمان يكون عنوانها المصداقية والشفافية.