طلاب أحزاب المعارضة المسيحية في لبنان يتظاهرون غداً «رفضاً للهيمنة والتسلط الخارجي»

TT

تداعت الهيئات والمجموعات الطلابية في الاحزاب والتيارات المسيحية المعارضة في لبنان الى تنفيذ اعتصامات في الجامعات والمعاهد والمدارس والقيام بمظاهرات غداً الخميس، في اتجاه المراكز العسكرية السورية في بيروت وجبل لبنان «رفضاً للهيمنة والتسلط الخارجي».

واعلن «التيار الوطني الحر» (المؤيد للقائد السابق للجيش اللبناني العماد ميشال عون ان هذا التحرك يأتي في ذكرى انطلاق «حرب التحرير» في 14 مارس (آذار) 1989 التي دارت بين الجيش اللبناني بقيادة عون والقوات السورية العاملة في لبنان وشملت مناطق بيروت والجبل والبقاع. واعتبر في بيان اصدره للمناسبة وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه «ان النظام السوري يحاول في هذه المرحلة تمويه وجهه الاحتلالي المستمر للبنان باللجوء الى المناورات». واضاف «من هنا يأتي تحرك التيار الوطني الحر في ذكرى انطلاق حرب التحرير في 14 مارس (آذار)، ليزيل ما تبقى من غشاوة على اعين الموهومين بالتغيير المستجد على السياسة السورية، وليؤكد مرة جديدة ان لا حياة للبنان الا بعودته الى اهله، فهنا يكمن مفتاح كل الحلول وعلى رأسها الحل الاقتصادي الذي يحتاج الى ثقة الدول والاغتراب اللبناني بالاستقرار الدائم المبني على قاعدة السيادة كمدخل للوحدة الوطنية الحقيقية والسلام». واضاف البيان:«إن قطاع الشباب والطلاب في التيار الوطني الحر، تحسساً منه بآلام المواطنين من خلال التدمير المنظم لمقومات حياة ومستقبل الشعب اللبناني، انسانياً واقتصادياً واجتماعياً، يدعو كافة مجموعاته الناشطة في الجامعات والمدارس والمعاهد المهنية وكافة القوى والتيارات المعنية في المجتمع، الى المشاركة في التجمعات والمظاهرات التي سوف تسير باتجاه مواقع جيش الاحتلال السوري المنتشرة في العاصمة والجبل، وتلك التي تقطع اوصال المناطق من جسر المدفون الى حمانا الى سن الفيل الى بيت مري الى الحدث والجمهور وغيرها من النقاط الفاصلة بين المحافظات الادارية وفي كل لبنان وذلك نهار الخميس 14 مارس (آذار) 2002. وبالمناسبة نؤكد للسلطة منذ اللحظة ان اتهامات العمالة لتبرير القمع على جري العادة لن توقفنا. فالعالم كله يشهد بصخب لنظافة ومصداقية الشباب اللبناني. ولتعلم اجهزة العصي والسواطير ان ممارساتها لن تجدي في مواجهة عزمنا على الانتفاض وتغيير واقعنا التعيس».

وقال مصدر في «التيار العوني» لـ «الشرق الأوسط» ان «ضغوطاً كثيفة تقوم بها السلطة اللبنانية لمنع التحرك». واوضح «ان هذه الضغوط تتم عبر اتصالات هاتفية مع كوادر التيار والمسؤولين عن التحرك والطلب اليهم وقفه».

واضاف المصدر: «ان اهدافاً سياسية كبيرة تقف وراء هذا التحرك، ابرزها يهدف الى توجيه رسالة الى القمة العربية تطالبها بالايفاء بتعهداتها السياسية والتزاماتها تجاه لبنان وتحقيق سيادته واستقلاله».

والى التيار العوني اصدرت منظمة الطلاب في حزب «الوطنيين الاحرار» و«القاعدة الطلابية الكتائبية» بياناً جاء فيه: «انطلاقاً من الثوابت والاولويات الوطنية التي طبعت مسيرتنا الحزبية، ومن الحس الوطني النضالي المقاوم لتحقيق الاستقلال الفعلي التام والناجز والسيادة اللبنانية على كافة اراضي الوطن الغالي، واصراراً منا على استكمال مسيرة التحرير... ندعو جميع الخلايا الحزبية والمناصرين والاصدقاء للتعبير عن مواقفهم النضالية والمقاومة الرافضة للهيمنة والتسلط الخارجي وذلك بالعمل على وقف اعطاء الدروس في الجامعات والمدارس والمعاهد المهنية والاعتصام والالتزام بتوجيهات اعضاء اللجنة المشتركة التي ستعقد اجتماعا مفتوحاً في 14 مارس (آذار) 2002 لمتابعة التطورات».

وقد رفضت مصادر القوى الطالبية التي تداعت للتحرك غداً تحديد المسيرة الميدانية للمظاهرات والاعتصامات او الاماكن التي سيتم التجمع فيها «لعدم اعطاء فرصة لتطويق التحرك ومنعه من تحقيق اهدافه». كما قالت المصادر التي اضافت «ان اعتبارات عدة تحول دون الكشف عن ذلك. لكن التجمع سيكون في اماكن عدة مختلفة تنطلق جميعها الى هدف محدد او اهداف محددة وسيراعي التحرك المعايير الآتية:

1 ـ سيكون التحرك منظماً بشكل كبير وسيحرص المنظمون على عدم امكانية تجاوز البرنامج المرسوم له.

2 ـ لن يكون العنوان السياسي لهذا التحرك التذكير بالحرب اللبنانية من خلال ذكرى 14 مارس (آذار) ولكن ستشدد اللافتات التي سترفع على مخاطبة المستقبل من خلال المطالبة بالسيادة الوطنية والحريات.

3 ـ لن يوجه التحرك بخلفية عنصرية ضد السوريين بل بخلفية سياسية تطالب بالانسحاب السوري من لبنان. وسيسعى «التيار الوطني» للوصول الى المراكز السورية لتسليمها مذكرة سياسية وربما باقات ورد اعدت بشكل مسبق توضح ان لا اشكالية بيننا وبينكم، سوى ان جيشكم موجود في لبنان». 4 - يحرص المنظمون لهذا التحرك على تركيزه امام المواقع العسكرية السورية التي لم تشملها عملية اعادة الانتشار التي نفذها الجيش السوري العام الفائت».

وتقول المصادر ان ليس لدى التيار فكرة واضحة وشمولية عن هذه المواقع لكن البعض منها واضح للعيان ويمكن التجمع امام بعضها وايصال الرسالة المطلوب ارسالها في هذا الاطار.