خاتمي يحرز نجاحا دبلوماسيا في فيينا بعدما جاءها مسلحا بدعم قوي من خامنئي

TT

وصف مسؤول ايراني مرافق للرئيس محمد خاتمي في زيارته الاوروبية التي تشمل النمسا واليونان، مباحثات خاتمي مع الرئيس النمساوي توماس كليستل بأنها كانت ناجحة من كافة الجهات، مشيرا الى ان الرئيس النمساوي لم يكتف باعلان رفضه لتصريحات الرئيس الاميركي جورج بوش الاخيرة التي هدد خلالها ايران باعتبارها احد اضلاع مثلث الشر الى جانب العراق وكوريا الشمالية حيث قال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع خاتمي ان النمسا حكومة وشعبا ودول الاتحاد الاوروبي لا تتفق مع هذه التصريحات، مشيدا بدور ايران في الحملة الدولية ضد الارهاب.

وفي حديث خاص مع «الشرق الأوسط» افاد المسؤول الايراني المرافق لخاتمي بان مقترحات ولي العهد السعودي الامير عبد الله بن عبد العزيز لانهاء النزاع العربي ـ الاسرائيلي وتسوية القضية الفلسطينية بصورة عادلة، والاوضاع المتردية في الاراضي المحتلة بسبب سياسات شارون القمعية كانت من ابرز النقاط التي دار النقاش حولها في لقاءات خاتمي مع كبار المسؤولين النمساويين، واكد ان خاتمي عبر عن تأييد ايران المبدئي للمبادرة السعودية وحث الاتحاد الاوروبي على مزيد من العمل لارغام اسرائيل على التوقف عن سياستها التوسعية.

وعلمت «الشرق الأوسط» ان خاتمي غادر ايران هذه المرة بدعم اقوى من مرشد الثورة علي خامنئي، فيما سعى التيار المناهض للاصلاحات الى نسف الزيارة قبل بدئها، لكن هذه المساعي باءت بالفشل نتيجة للتفاهم الحاصل بين الرئيس والمرشد.

ووفقا للمسؤول الايراني المرافق لخاتمي، فانه في اطار محاولات المحافظين للتخريب على خطط خاتمي ومنها زيارته الى النمسا واليونان اصدر رئيس عدلية طهران عباس علي علي زاده المعروف بعدائه لخاتمي امرا باعتقال مدير صحيفة «عصرما» لسان حال منظمة مجاهدي الثورة الاسلامية احد اركان جبهة الثاني من الجوزاء الاصلاحية، وبوقف صدور الصحيفة عشية سفر خاتمي الى النمسا، كما ان محكمة المطبوعات كانت بصدد اعلان تعطيل صحيفة «نوروز» القريبة من خاتمي وحبس مديرها الدكتور محسن ميردامادي رئيس لجنة الامن القومي والعلاقات الخارجية في البرلمان.

والمعروف انه قبل سفر خاتمي الى فرنسا وبعد فترة الى المانيا قبل عامين، تم في طهران حظر عدد كبير من الصحف الاصلاحية واعتقال الكتاب والصحافيين المؤيدين لخاتمي، واعتقل ايضا عدد من المواطنين اليهود بتهمة التجسس لاسرائيل قبل سفر خاتمي الى روما العام الماضي. وكان الهدف من كل ذلك توجيه ضربة قاسية الى خاتمي والتقليل من فرص نجاحه في كسب تأييد الاوروبيين لمشاريعه. غير ان الرئيس خاتمي توجه الى النمسا بعد اجتماع هام لاركان النظام لدى خامنئي تقرر خلاله اعفاء علي زاده من منصبه والافراج عن اعضاء حركة الحرية المعتقلين منذ اكثر من سنة وتوبيخ مدير صحيفة «كيهان» حسين شريعة مداري بسبب مواقفه المناهضة لسياسات خاتمي ودعوته لعمليات انتحارية ضد الولايات المتحدة فضلا عن حملاته ضد السعودية ومقترحات الامير عبد الله.

وهكذا كما يقول المسؤول الايراني جاء خاتمي الى فيينا وهو واثق من ان جبهته الداخلية مأمونة اكثر من هذه المرة.