وزيرة الدولة الإيطالية للشؤون الخارجية: اهتمام برلسكوني بأزمة الشرق الأوسط دفعه إلى زيارة السعودية عشية قمة برشلونة

TT

اكدت مارغريتا بونيفر، نائبة وزير الخارجية الايطالي ان رئيس حكومة بلادها سيلفيو برلسكوني حرص على زيارة السعودية للتشاور مع حكومتها بخصوص النزاع العربي ـ الاسرائيلي قبيل انعقاد القمة الاوروبية غدا في برشلونة. وقالت بونيفر ان اهتمام روما البالغ بأزمة الشرق الاوسط هو الذي دفع برلسكوني الى التوجه الى الرياض، مما يعني انه يقدر الدور المركزي الذي تلعبه السعودية في المنطقة العربية.

واذ شددت الوزيرة المكلفة ملف الشرق الاوسط واسيا في الخارجية الايطالية على تأييد بلادها لـ«حل الدولتين» الفلسطينية والاسرائيلية، اشارت الى ان من الضروري معالجة الخطر الذي تمثله اسلحة التدمير الشامل التي يملكها العراق. ومع انها اوضحت ان بلادها تدرك اهمية عبارة «محور الشر» فقد دعت الى اجراء مشاورات مكثفة مع دول عدة، في طليعتها العالم العربي والاسلامي قبل القيام بأي عمل حيال العراق. وكشفت الوزيرة عن انها سترافق الملك الافغاني السابق ظاهر شاه في رحلة عودته الى كابل قريبا على متن طائرة عسكرية ايطالية.

واعتبرت الوزيرة بونيفر التي كانت تتحدث امس في «المعهد الملكي للعلاقات الدولية» بلندن ان «فلسطين هي حافز قوي، مثلما كانت افغانستان في الثمانينات للمتشددين الاسلاميين». واشارت الى حرص المتشددين على استغلال قضية فلسطين كما فعلت «القاعدة»، مؤكدة ان حل النزاع من شأنه ان يحرم المتشددين من احد اسلحتهم الدعائية الفعالة. ودعت الى مساهمة اوروبية بناءة في الجهود الهادفة الى «اقامة دولة فلسطينية مستقلة والاعتراف بحق اسرائيل بالعيش في حدود آمنة». واضافت ان على الاوروبيين التعاطي مع ازمة الشرق الاوسط بصورة مستقلة، وايضا بالتنسيق مع الولايات المتحدة. وكشفت عن ان روما ستقدم في قمة برشلونة «برنامجا» لاعادة بناء الاقتصاد الفلسطيني، مشددة على قلق بلادها الشديد حيال الوضع المتدهور في الاراضي المحتلة.

وفي معرض شرح الموقف الايطالي حيال الازمة العراقية، اعتبرت نائبة رئيس الدبلوماسية الايطالية ان الرئيس العراقي صدام حسين اطلق وعودا وتصريحات «غير صحيحة».

وساقت مثالا على ذلك، ما وصفته «تعهداته» في مناسبات عدة بالسماح لمفتشي الامم المتحدة دخول العراق. بيد انها شددت على قناعة بلادها الراسخة بانه «مهما كان العمل المتخذ في اطار الحرب على الارهاب (في مرحلتها الثانية)، فهو يجب ان يتم بعناية شديدة وبعد مشاورات معمقة مع غالبية الدول العربية التي انضمت الى التحالف الدولي»، واشارت الى ان روما قد شرحت موقفها بوضوح كبير حول ضرورة «الحصول على اكبر تأييد عربي ممكن لأي اجراء محتمل ضد العراق».

وقالت الوزيرة بونيفر ان «الازمة العراقية لم تعد كما كانت عليه قبل عشر سنوات»، مرجحة ان بغداد قد «طورت اسلحة نووية». واوضحت ان روما تأخذ حديث واشنطن عن الخطر الذي تمثله «اسلحة التدمير الشامل العراقية» على محمل الجد الحقيقي.

وفي رد على سؤال، كشفت الوزيرة بونيفر عن انها سترافق الملك ظاهر شاه لدى عودته الى كابل. واوضحت ان «وفدا افغانيا سيحضر من كابل الى روما للترحيب بالملك ومرافقتنا على متن طائرتين عسكريتين ايطاليتين». وقالت ان الملك السابق «سيكون بحماية الامن الايطالي، ويشتمل الوفد على طبيب وممرضات حرصا على صحته كرجل في اواخر الثمانينات». ونفت انه سيكون «بمثابة علم ايطالي في كابل»، معتبرة ان عودته ستساهم في تعزيز جهود الادارة المؤقتة لنشر الامن والاستقرار في افغانستان.