قائد تنظيم «الجهاد» المصري السابق تحول إلى علامة استفهام كبيرة

TT

تحول زعيم تنظيم «الجهاد» السابق عبود الزمر الذي يقضي عقوبة السجن المؤبد في قضية الجهاد الكبرى في 1981 الى علامة استفهام كبيرة بعد غياب اسمه عن سلسلة المراجعات الفكرية التي أصدرتها الجماعة الاسلامية المصرية الشهر الماضي.

وقاد الزمر تنظيم «الجهاد» مطلع الثمانينيات وشارك في توحيد الحركات الأصولية المصرية قبل اغتيال الرئيس المصري الراحل انور السادات، لكنه خرج من تنظيم «الجهاد» وانضم الى تنظيم الجماعة الاسلامية داخل السجن وأصبح عضواً في مجلس شورى الجماعة. وفي حين شارك الزمر في اطلاق مبادرة وقف العنف في 5 يوليو (تموز) 1997، وساهم بجهد كبير في صياغة عهد الأمان الذي أعطته الجماعة الاسلامية للسائحين الأجانب عقب مذبحة الدير البحري في 1998 فان بوادر خلافات مع أعضاء مجلس شورى الجماعة كانت سبباً في نقله من سجن ليمان طرة قبل نحو عام الى سجن أبي زعبل. ورغم ترجيحات بعض المصادر الأصولية أن يكون الزمر قد عاد مرة أخرى لـ«الجهاد» فان مصادر داخل الجماعة الاسلامية نفت أن يكون الزمر قد عاد لـ«الجهاد» أو يشارك الآن في المراجعات الفكرية التي يجريها قادة تنظيم «الجهاد» داخل السجن على غرار مراجعات الجماعة الاسلامية.

وأكدت المصادر ان الزمر ما يزال منتمياً للجماعة الاسلامية التي دخلها في التسعينات رغم بعض الخلافات التي يحرص المقربون من الجماعة الاسلامية على عدم الحديث عنها. ورجحت ان يجد قادة تنظيم «الجهاد» المصري قدرا من الصعوبة في الاتفاق على صيغة المراجعات التي هم بصدد اعدادها، بسبب عدم وجود تشكيل تنظيمي بطابعه الهيكلي بين قادة «الجهاد» داخل السجن على غرار ما هو موجود بين قادة الجماعة الاسلامية، غير ان المصادر عادت لتقول «ولكن ربما ينجحون في ذلك».

وبدأ الزمر وقادة «الجهاد» داخل السجن تحركاً لاطلاق مراجعات فكرية تبعدهم عن تيار أيمن الظواهري زعيم التنظيم الحالي والحليف الأول لاسامة بن لادن المشتبه الرئيسي في انفجارات 11 سبتمبر (ايلول) الماضي، في ظل توقعات برفض هذا التحول من قبل قيادات الخارج.

ويعكف الزمر على اعداد تحولات «الجهاد» ومراجعاتهم الفكرية اسماء قد تمثل مفاجأة لأوساط الأصوليين خاصة الجهاديين منهم في حال موافقتها على الأفكار أمثال احمد سلامة مبروك المحكوم عليه بالمؤبد في قضية العائدون من ألبانيا والذي تسلمته مصر من اذربيجان في 1998، وكان يعد الذراع اليمنى لأيمن الظواهري، والقيادي نبيل نعيم عبد الفتاح الصادر ضده حكماً بالحبس 15 عاماً في ذات القضية وكان مسؤول تجنيد عناصر التنظيم وارسالهم الى أفغانستان، ونبيل المغربي الصادر ضده احكام بالحبس تصل لـ32 عاماً والذي يعد من القيادات التاريخية بالتنظيم، وكذلك القيادي انور عكاشة المحبوس في قضية الجهاد الكبرى، والقياديان مجدي سالم ومحمد حجازي.