كرزاي يؤكد حرص حكومته على التعاون مع روسيا

توقيع 20 وثيقة بين البلدين تتناول مختلف مجالات التعاون بين كابل وموسكو

TT

استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيس الادارة الافغانية المؤقتة حميد كرزاي وسط اجواء غلب على معظمها الطابع الشكلي، على حد تقدير الكثيرين من المراقبين. فقد قام ممثلو الطرفين الروسي والافغاني وقبل لقاء بوتين وكرزاي في الكرملين بتوقيع ما يقرب من 20 وثيقة في مقر وزارة الخارجية تتناول آفاق التعاون بين الطرفين في مختلف المجالات.

وكان الجانبان قد بحثا على مستوى وزيري خارجية البلدين عددا من جوانب العلاقات الثنائية وما يمكن ان تقدمه روسيا من مساعدات لاعادة اعمار افغانستان ولا سيما في المجالات التي سبق وتعاون فيها الجانبان ابان سنوات الاتحاد السوفياتي السابق. وتقول المصادر ان الجانب الافغاني بدا حريصا على تهدئة مخاوف موسكو تجاه احتمالات تحول كابل بعيدا عن موسكو لصالح الطرف الاميركي الذي يزيد من تأثيره ونفوذه في المنطقة على حساب النفوذ الروسي هناك. وردا على سؤال حول هذا الشأن قال عبد الله عبد الله وزير الخارجية الافغانية لـ «الشرق الأوسط»: «ان الاجابة على هذا السؤال وباختصار هي: لا. ليست هناك اية مخاوف بهذا الشأن. لكن وبالمزيد من التفاصيل نقول ان المباحثات التي دارت وستدور بين الزعيمين كرزاي وبوتين، خطوة هامة في اتجاه دعم العلاقات بين البلدين». واشار عبد الله الى ان القيادة الافغانية تمثل ارادة الشعب الافغاني الذي اضطلع بواجبه في مكافحة الارهاب. وقال ان «القيادة الافغانية» تعرب عن «تقدير عال للسياسة الروسية ولدعم افغانستان ولما تقدمه من معونات انسانية».

ويقول المراقبون ان زيارة كرزاي التي تأخرت كثيرا تعتبر محاولة لتعويض القصور بهذا الشأن في اعقاب زيارتي وزير الدفاع الجنرال محمد فهيم المعروف بعلاقته الوثيقة التاجيكية، ووزير الداخلية يونس قانوني الذي يمثل الاغلبية البشتونية. واشارت المصادر الى ان الجانب الافغاني حاول خلال مباحثاته مع موسكو عدم اثارة قضية التعاون العسكري بمفهومها الواسع ولا سيما بعد فشل الجنرال فهيم في الحصول على احدث الاسلحة الروسية تحسبا لما قد تتخذه واشنطن من مواقف تجاه القيادة الافغانية الحالية.