زيمبابوي: اتهام معارض للرئيس بالخيانة العظمى

TT

هراري ـ وكالات الأنباء: وجهت محكمة في هراري رسميا امس تهمة «الخيانة العظمى» الى الامين العام لحزب «حركة التغيير الديمقراطي» ولشمان نكوبي الذي اعتقل يوم الاثنين الماضي جنوب غرب زيمبابوي. ويأتي الاتهام الذي وجه إلى نكوبي مع بدء فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية وسط تزايد الانتقادات للطريقة التي تم بها الاقتراع. وقال نكوبي إن القبض عليه يدل على الإحباط السياسي الذي أصيبت به الحكومة. وافرج عن نكوبي مقابل كفالة مالية قدرها 500 الف دولار زيمبابوي (10 الاف دولار تقريبا)، وعليه ان يمثل كل اسبوع امام الشرطة في ولاية بولاوايو جنوب غرب البلاد. كما طلب منه ايضا تسليم جواز سفره. وكانت الشرطة قد وجهت الشهر الماضي الى نكوبي الى جانب رئيس الحركة مورّغان تسفانجيراي والمسؤول الزراعي فيها، تهمة «الخيانة» لتورطهم المزعوم في مؤامرة تستهدف اغتيال الرئيس روبرت موجابي.

ووجه الاتهام الى المسؤولين الثلاثة في الحركة بعد ان ادلى بن منشة، العميل السابق في الموساد الاسرائيلي، وهو مقرب من موجابي، بتصريحات تتهمهم بمحاولة اغتيال موجابي، خلال برنامج تلفزيوني استرالي عرض في يناير (كانون الثاني) الماضي. ونفى مورغان تسفانجيراي ما نسب اليه معتبرا ان هذه القضية ليست سوى «فخ» نصبه نظام موجابي.

واعتبر نكوبي ان اعتقاله يأتي في اطار «المضايقات المستمرة ضد الحركة، وخطة السلطة لمنع الناس من التصويت لصالحنا» وذلك في اليوم الثالث من الاقتراع في الانتحابات الرئاسية في البلاد التي يتنافس فيها موجابي وتسفانجيراي.

وكانت المحكمة العليا في زيمبابوي قد رفضت طلبا من المعارضة بالسماح للناخبين الذين لم يدلوا بأصواتهم بمواصلة الإدلاء بأصواتهم لليوم الرابع. ومن المتوقع أن تظهر النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية اليوم (الأربعاء). وكان حزب «حركة التغيير الديمقراطي» المعارض قد اكد انه سيرفض النتائج في المحكمة إن لم يفز مرشحه مورغان تسفانجيراي. وقال شهود غربيون ان الشرطة استخدمت القوة لتفريق آلاف الأشخاص الذين ظلوا مصطفين في طوابير طويلة في العاصمة هراري، في أعقاب حلول وقت وقف التصويت. وأكد ديوك لوفوكو رئيس فريق المراقبين، وهو من جنوب افريقيا، أنه عند إقفال مراكز الاقتراع مُنِع المواطنون الذين كانوا هناك من الإدلاء بأصواتهم. وكانت المحكمة العليا قد أمرت بمدّ فترة التصويت ليوم ثالث بعد أن قالت المعارضة إن عددا كبيرا من مؤيديها مُنعوا من الإدلاء بأصواتهم. وأكد أميرسون منانجاجوا الأمين العام لحزب زانو الحاكم أن حزبه سيمتثل لإرادة الناخبين إذا أظهرت النتائج أن الرئيس روبرت موجابي خسر الانتخابات أمام منافسه الرئيسي مورغان تسفانجيراي. لكن مسؤولا كبيرا من «حركة التغيير الديمقراطي» المعارضة قال إن الانتخابات لم تكن حرة ونزيهة، وإن حزبه سيطعن بالنتائج في حالة خسارة زعيمه تسفانجيراي. وتقول مصادر حكومية إن الرئيس موجابي قد يحصل على نسبة عالية من الأصوات تقدر بحوالي 70% في المناطق الريفية النائية و50% في الضواحي القريبة من المدن، حيث يُعتقد أن المعارضة تحظى بالتأييد الأكبر. وكان متحدث باسم الخارجية الاميركية قد أعلن عن القلق الذي يساور واشنطن من أن أعدادا كبيرة من الناخبين لم تتح لهم فرصةُ الإدلاء بأصواتهم لا سيما في المدن. وأضاف أن بلاده ستحتج بأقوى صورة ممكنة على احتجاز أربعة من مسؤولي السفارة الاميركية لبضع ساعات من بينهم اثنان من مراقبي الانتخابات.