توقيف بريطانية في دبي بعد أن حاولت خطف ابنها من حضانة رجل أعمال إماراتي مرموق

المضيفة الجوية فورسنجهام ارتدت زيا عربيا وخططت لنقل ابنها طارق بمركب إلى ميناء أم قصر العراقي ثم الأراضي السورية

TT

افردت وسائل الاعلام البريطانية امس مساحات واسعة لقصة اعتقال البريطانية سارة فورسنجهام التي كانت تعمل في السابق مضيفة مع شركة طيران الامارات واعتقلت في دبي واودعت احد السجون الاماراتية لمحاولتها خطف ابنها طارق (10 اعوام)، الذي كانت المحكمة قد قضت بحق حضانته لرجل اعمال الاماراتي راشد الحبتور.

وذكرت السفارة البريطانية في دبي امس ان بريطانية اما لاربعة اولاد اوقفت في دبي بعد ان حاولت خطف ابنها.

وحاولت فورسنجهام التي ارتدت زيا عربيا ورافقتها سيدة اخرى وصديق يتحدث اللغة العربية، خطف ابنها عند وصوله الى المدرسة رغم وجود حراس شخصيين له. غير ان شرطة دبي تمكنت من احباط محاولة المضيفة الجوية. وكانت سارة فورسنجهام تخطط للسفر مع طارق على مركب الى ميناء ام قصر العراقي، ومنه الى العاصمة بغداد، ثم تتجه بطريق البر الى الاراضي السورية، وبعدها بالطيران الى لندن ثم الى منزل العائلة في ضاحية كامبرلي (ساري). وقال الناطق باسم السفارة جون يارو ان سارة فورسنجهام (34 عاما) اوقفت مساء اول من امس بعد ان استقلت مركبا متوجهة الى العراق مع ابنها طارق البالغ من العمر عشرة اعوام، من رجل الاعمال راشد الحبتور. واضاف ان المسؤولين في القسم القنصلي في السفارة اجروا اتصالات بالسيدة البريطانية.

ومن جهته قال نيل فورسنجهام (32 عاما) ضابط الشرطة زوج السيدة البريطانية، في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الأوسط» انه يشعر ان حياته انقلبت رأسا على عقب بعد اعتقال زوجته في الامارات، واضاف انه ترك عمله بهيئة سكوتلانديارد ليعتني باطفاله الثلاثة الاخرين كاميرون (7 سنوات) وانابيلا (4 سنوات) وتشارلي (عامان). وقال نيل فورسنجهام ان «لساره ثلاثة اولاد آخرين يأملون في لقائها ثانية. انها ليست مجرمة بل ام لا تريد اكثر من رؤية ابنها وهم يمنعونها من ذلك». وتابع «لم اجر اي اتصالات معها لكنني تلقيت اتصالات هاتفية من عرب قالوا انها ستمضي بقية حياتها في السجن وانها ارتكبت خطأ فادحا».

وقال زوج المرأة البريطانية «ان زوجته كانت تعتزم التوجه الى العراق ومنه الى سورية قبل ان تعود الى ساري في جنوب بريطانيا. واضاف «ان عائلة الحبتور منعتها من اي اتصال مع ابنها الذي لم تره منذ سبتمبر ايلول الماضي لذلك كانت يائسة». واوضح «شعرنا جميعا بأن النظام القضائي في بريطانيا تخلى عنا وتعتقد سارة انه لم يترك لها اي خيار آخر».

واكد ان «وضع زوجتي في السجن ليس نهاية سعيدة مع انني احب ان يكون طارق بيننا».

واضاف ضابط الشرطة البريطاني ان زوجته لم تر ابنها طارق منذ سبتمبر الماضي، وتشعر ان السلطات القضائية البريطانية خذلتها عقب رفض المحكمة العليا بلندن طلب حضانة طفلها. واوضح انه عندما تزوج سارة المضيفة الجوية كان طارق عمره ثلاثة اعوام، ويشعر حاليا ان طارق ابنه بعد ان تبناه وعاش تحت رعايته لمدة سبع سنوات قبل ان ينجح الحبتور في استعادة طارق.

وفجر نيل فورسنجهام مفاجأة حين قال ان محكمة دبي نظرت في قضية الحضانة التي بموجبها منح رجل الاعمال الاماراتي حضانة ابنه اليه اثناء اقامتهم في دبي خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) 1999، واضاف: «لم نكن نعلم اي شيء عن تلك القضية الا عند وصول احد ضباط الشرطة الاماراتيين الى منزلنا لطلب جواز طارق». واضاف ان محكمة دبي الشرعية التي نظرت القضية نهاية عام 1999، لم تتعرض الى تبنيه لطارق.

وكانت محكمة الاستئناف البريطانية بلندن رفضت العام الماضي الدعوى القضائية التي رفعتها المضيفة الجوية لطلب حضانة ابنها طارق، وقرر القاضي البريطاني في حينه ان المكان الطبيعي للنظر فيها هو محكمة دبي الشرعية.

وكان متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية صرح في لندن اول من امس «لم توجه اي تهمة الى سارة.. وطلبت مساعدة قنصلية».

واضاف «لقد تحدثنا معها ونقدم لها المساعدة القنصلية». وكانت المضيفة التقت راشد الحبتور نجل مؤسس مجموعة الحبتور في 1991 بينما كانت تعمل مضيفة جوية لكنها تزوجت من رجل آخر في بريطانيا بعد ذلك وانجبت ثلاثة اولاد آخرين. وقال المتحدث باسم الخارجية البريطانية انه بما ان سارة فورسنجهام جاءت بنفسها بابنها الى دبي فان قانون الامارات العربية المتحدة يطبق على المعركة القضائية الجارية.