شارون: لم نتخذ بعد قرارا بشأن السماح لعرفات بحضور قمة بيروت لكني اقترحت على الأميركيين أن أحضرها أنا لأحاور العرب مباشرة

قال في حديث تنشره «الشرق الأوسط» إنه يرحب بالمبادرة السعودية لكنها «تتضمن شروطا مسبقة»

TT

قال رئيس الوزراء الاسرائيلي انه يرحب بالمبادرة السعودية، لكنه اعتبرها تتضمن «شروطا مسبقة» في اشارة الى طلب المبادرة انسحاب اسرائيل الى حدود ما قبل حرب .1967 وحسب شارون، فان اسرائيل «لا تستطيع ان تفعل ذلك اذا ارادت ان تحافظ على كيانها». من جهة اخرى قال شارون في مقابلة تنشرها «الشرق الاوسط» انه لم يقرر بعد ما اذا كان سيسمح للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بحضور مؤتمر القمة الذي سيعقد في بيروت، واضاف «خلال المحادثات مع الاميركيين، اقترحت ان اذهب الى بيروت للتحدث مع العرب مباشرة عما يمكن تحقيقه وسأرحب بمبادرة اميركية لدعم مثل هذا التحرك». وفي ما يلي مقتطفات من المقابلة:

* كيف ترى الموقف الحالي؟

ـ ذكرت للمسؤولين الاميركيين في اللقاءات الاخيرة وجود تناقض بين احتياجات أميركا لتأسيس تحالف (لمحاربة العراق) واحتياجاتنا لمحاربة الارهاب الفلسطيني. وقلت لا تتخذوا اية خطوات ربما تؤدي الى اضعاف الامن المستقبلي لدولة اسرائيل.

ان الولايات المتحدة ستنتصر في الحرب ضد العراق، ولكن ستعودون بعد ذلك الى بلادكم، وعلينا نحن البقاء هنا لنواجه تلك الاخطار.

* هل انت قلق بخصوص الضغوط الاميركية عليكم للتوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين؟

ـ لم نتعرض لضغوط. لقد قررت التخلي عن مطلبي بسبعة ايام من الهدوء كشرط للتفاوض مع الفلسطينيين قبل وصول الجنرال (انتوني) زيني الى هنا. لقد قمت بذلك لأنني اكتشفت ان مستوى الارهاب اصبح عاليا للغاية بحيث شعرت انه من المستحيل تحقيق شرط سبعة ايام من الهدوء. قبل اسابيع عندما كانت هناك عطل دينية يهودية واسلامية، طلب الفلسطينيون منا عدم العمل ضدهم خلال العطلة الدينية. وقالوا انهم لن يقوموا بأية اعمال ارهابية. وافقنا وانخفض معدل الاعمال الارهابية. فبدلا من 20 الى 30 عملية يوميا، كانت هناك 16 الى 17 عملية ارهابية. وبعدما انتهت العطلات بدأت موجة من الاعمال الارهابية. وعندئذ قررت متابعة خطة تينيت والتوصل الى وقف الطلاق النار. اذا تم اعلان وقف اطلاق النار ثم انتهكه عرفات، فعلينا عندئذ اتخاذ خطوات مشددة.

* ماذا تنوي القيام به ـ ملاحقة السلطة الفلسطينية بحملة عسكرية او متابعة العملية السياسية؟

ـ لا بد من وجود مزيج من العمل العسكري والمحادثات. انا على استعداد لمناقشة وقف اطلاق نار، وهذا تغيير في موقفي.

* يدعو البعض الى ضرورة ازالة المستوطنات، وان على اسرائيل الانسحاب من الاراضي وبناء سور لفصل اسرائيل عن الفلسطينيين. ما هو رأيك؟

ـ هذه شعارات جيدة فقط. على الحدود الاسرائيلية الشمالية لدينا اكثر المعدات تقدما ولكن قبل اسبوع عبر «حزب الله» الحدود وقتل خمسة من المدنيين وضابط جيش. كيف تقيم حائطا يحميك من الصواريخ؟

* ماذا تقول لبنيامين نتنياهو الذي اقترح تعقب عرفات ونزع سلاح السلطة الفلسطينية؟

ـ يوجد 3.5 مليون فلسطيني. هل سنعود مرة اخرى الى ادارة تعليمهم وبرامجهم الصحية؟

* هل تثق بياسر عرفات؟

ـ لا اثق فيه، ولكن علينا بذل الجهد.

* هل سينجح؟

ـ كيف يمكن للمرء تصديق عرفات؟ لقد انتهك كل الاتفاقات التي وقعها حتى الان. يجب على الاميركيين ممارسة ضغوط حقيقية على السلطة الفلسطينية. وعلى السلطة الفلسطينية ان تفهم انها اذا استمرت في الارهاب، فعليها ان تدفع ثمن ذلك...

* هل ستسمح لعرفات بحضور مؤتمر القمة الذي سيعقد في بيروت؟

ـ لا اعرف ما اذا كان سيذهب الى بيروت. لم نقرر بعد ما اذا كنا سنسمح له. خلال المحادثات مع الاميركيين، اقترحت ان اذهب الى بيروت للتحدث مع العرب مباشرة عما يمكن تحقيقه وسأرحب بمبادرة اميركية لدعم مثل هذا التحرك.

* هل لديك خطة؟

ـ خطتي تتكون من ثلاث مراحل: أولا ، وقف اطلاق نار كامل طبقا لمشروع تينيت وتطبيق خطة ميتشل. ثانيا، اتفاقية مؤقتة طويلة المدى لوقف اطلاق النار تحصل بمقتضاها الاراضي الفلسطينية على الترابط بدون تسمية الحدود النهائية. ثالثا، الحدود النهائية للدولتين ستحدد عبر العلاقات المستقبلية بين اسرائيل والفلسطينيين وفق قراري الامم المتحدة 242 و.338

* هل لعرفات سيطرة على الجماعات الفلسطينية؟

بالطبع. معظم الاعمال الارهابية تتم الان عبر قوات تحت السيطرة الكاملة له. فعلى سبيل المثال، فإن الانتحاري الذي قتل الخميس الماضي رجل شرطة. هو عضو التنظيم وهو الجناح العسكري لفتح.

* هل تعمل بهدوء لمنع الارهاب؟

ـ خلال الاسبوع الماضي نجحنا في القاء القبض على والتخلص من 13 انتحاريا. لو لم ننفذ هذه الخطوة لكان عدد الضحايا سيكون أكبر. انهم يختارون الاحتفالات كأهداف للهجمات مثل الافراح والتجمعات الاخرى.

* ماذا يريد عرفات حقا حسب اعتقادك؟

ـ وعده رئيس الوزراء السابق ايهود باراك بكل شيء تقريبا، لكنه رفض. اعتقد ان عرفات يريد ان تقدم اسرائيل تنازلات، كما ان رغبته النهائية هي ازالة اسرائيل. وواحد من اهدافه الآنية تدمير حكومة الوحدة الوطنية.

* هل تعتزم توجيه ضربة للسلطة الفلسطينية؟

ـ يمكننا ضرب البنية التحتية للارهاب الفلسطيني من خلال عملية رئيسية، لكننا لا نريد تصعيد الموقف.

* هل بوسعكم التحول الى حرب اوسع نطاقا؟

ـ ثمة مخاوف من نشاط «حزب الله» والحرس الثوري الايراني على حدودنا في الشمال. «حزب الله» يعكف على تطوير بنيات تحتية للارهاب بمساعدة ايران وسورية. مثل هذه الجبهة يمكن ان تؤدي الى تدهور الوضع الاقليمي. الضغط الاميركي على لبنان وسورية أمر ضروري.

* ما هو رد فعلكم على الخطة الاخيرة التي اقترحتها السعودية؟

ـ نحن نرحب بأية مبادرة. الامر المثير للاهتمام هو رؤية السلام والتطبيع مع العالم العربي، ولكن يبدو ان هناك شروطا مسبقة، أي انسحاب اسرائيل الى حدود ما قبل حرب .1967 اسرائيل لا تستطيع ان تفعل ذلك اذا ارادت ان تحافظ على كيانها. اننا بالتأكيد على استعداد للتحدث مع السعوديين، ويمكن لاسرائيل ان تتوصل الى اتفاق قائم على قراري الامم المتحدة رقم 242 و338، بيد ان العرب يريدون المبادرة السعودية لأنهم يريدونها ان تحل محل القرارين اللذين يتحدثا. عن الانسحاب الى حدود آمنة ومعترف بها.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»