زيني يرعى اليوم اجتماعا أمنيا جديدا وإسرائيل تعتبر الساعات الـ 48 المقبلة حاسمة

الفلسطينيون يتهمون حكومة شارون بإعاقة مهمة المبعوث الأميركي

TT

اعلن مصدر سياسي اسرائيلي كبير، امس ان الساعات الثماني والاربعين المقبلة ستكون حاسمة في مهمة مبعوث الرئيس الأميركي، الجنرال أنتوني زيني، فاما تنتهي باعلان وقف اطلاق النار وسفر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الى القاهرة لمقابلة نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني، ثم الى قمة بيروت، واما ان تنفجر المفاوضات. وسيرعى الجنرال زيني اليوم اجتماعا آخر للجنة الأمنية الاسرائيلية ـ الفلسطينية العليا في مقر السفير الأميركي بتل أبيب. ويأمل الأميركيون ان يحقق زيني اختراقا من خلال الصيغة التوفيقية لتصورات الطرفين لتطبيق تفاهم تينيت.

وفي المقابل، اتهم الفلسطينيون اسرائيل بالعمل المتعمد على افشال مهمة زيني، بواسطة طرحها مطالب تعجيزية وقصر المحادثات على الموضوع الأمني ـ «فهم يريدون هدوءا أمنيا يطمس القضية السياسية تماما، لخدمة مصالح ارييل شارون (رئيس الوزراء الاسرائيلي) الحزبية الضيقة ولا يفتشون عن حل جذري للمشكلة». وفي تعقيب على الاعتداءات الاسرائيلية التي نفذت ضد الفلسطينين، امس وتم خلالها التغلغل في الاراضي الفلسطينية في غزة لمسافة كيلومترين واسفرت عن قتل 3 فلسطينيين (شهيدان في غزة وآخر في الضفة الغربية»، قال وزير الاعلام الفلسطيني ياسر عبد ربه، ان شارون يثبت يوميا انه ليس معنيا بالهدوء. ويحاول قتل اكبر عدد من الفلسطينيين حتى يقدم فاتورة القتل هذه الى اترابه في معسكر اليمين. واتهم عبد ربه شارون باعاقة مهمة زيني حتى لا تطبق تفاهم تينيت او توصيات ميتشل. ورغم تبادل الاتهامات بين الطرفين وتشاؤم تقديراتهما، فان الأميركيين ما زالوا متفائلين. وقد رفضوا اطلاق كلمة «فشل» على نتائج اجتماعات اللجنة الأمنية المشتركة، التي يرأسها الجنرال زيني. وقالوا ان هناك تقدما ملحوظا في المباحثات في جميع القضايا. واجواء البحث بينهما موضوعية وعملية.

ويلاحظ ان عناصر أمنية في اسرائيل تشكك في امكانية تحقيق اتفاق وقف اطلاق النار، فيقولون ان عرفات، حتى لو اراد وحاول فانه لم يعد قادرا على السيطرة على المقاومة الفلسطينية لاسرائيل، ولن يستطيع فرض هدوء تام في أي حال من الاحوال.

يذكر ان الخلاف بين الطرفين يتركز حاليا على الجدول الزمني لتنفيذ خطة تينيت وعلى البعد السياسي لهذه الخطة. فاسرائيل تصر على ان يتم تطبيق الخطة خلال شهر، على اربع مراحل هي:

ـ اولا: اعلان وقف اطلاق النار وفرض الهدوء التام في غضون 48 ساعة.

ـ ثانيا: الانسحاب من المناطق التي تحتلها اسرائيل في المدن الفلسطينية وغيرها من المناطق «أ»، خلال مدة اسبوع.

ـ ثالثا: تخصيص فترة اسبوعين لفتح الطرق وازالة الحصار من المدن والقرى الفلسطينية.

ـ رابعا: فتح مطار غزة والمعابر الدولية الاخرى وتحرير الاموال الفلسطينية المجمدة في اسرائيل.

وبالمقابل تطلب اسرائيل ان ترتبط كل مرحلة من هذه بالاجراءات الفلسطينية لمكافحة ما تسميه بالارهاب. وتقصد بذلك ان يتوقف القادة الفلسطينيون عن التحريض على اسرائيل في المرحلة الاولى ويتوقف اطلاق النار والعمليات في المرحلة الثانية ويبدأ اعتقال المطلوبين وجميع الاسلحة غير الشرعية في المرحلة الثالثة (أي بعد تسعة ايام)، وتعلن انها ابان ذلك ستواصل الرد على كل عملية فلسطينية، باغتيال فلسطينيين وهم في طريقهم لتنفيذ عمليات ضد اسرائيل ومطاردة مطلوبين الى داخل اراضي السلطة.

اما الفلسطينيون فيطلبون ان تنفذ خطة تينيت خلال اسبوعين وبالارتباط مع تنفيذ توصيات لجنة ميتشل، على النحو التالي:

ـ الاعلان عن وقف اطلاق النار تماما، بعد الانسحاب الى المواقع التي كانت القوات الاسرائيلية ترابط فيها قبل الانتفاضة. وان يشمل وقف اطلاق النار وقف كل الاغتيالات والغارات واقتحام اراضي السلطة الفلسطينية وقصف مقراتها. ـ فتح الطرقات التي اغلقت خلال الانتفاضة وازالة الحواجز وفك الحصار بكل اشكاله.

ـ فتح مطار غزة والمعابر في غضون اسبوعين.

ـ البدء بمفاوضات سياسية حول الحل الدائم بحيث تتناول جميع المواضيع الاساسية: القدس، الاستيطان، الحدود، الماء، الأمن.

ـ جنبا الى جنب مع ذلك، ازالة النقاط الاستيطانية الجديدة (76 نقطة) التي اقيمت منذ حكم بنيامين نتنياهو والاعلان عن تجميد كل النشاطات الاستيطانية.

ويضع الفلسطينيون قضية فك الحصار عن الرئيس عرفات شرطا اساسيا للتقدم في الاجتماع الأمني الذي سيعقد اليوم. ويعتبرون استمرار الحصار عليه اعلانا اسرائيليا عن استمرار الحرب.