ماهر يؤكد: نائب أميركي عرض على مبارك زيارة إسرائيل كما فعل السادات قبله.. لكن الرئيس رفض

وزير الخارجية المصري: مزاعم إسرائيل عن تهريب أسلحة من مصر للفلسطينيين.. كلام فارغ * حتى الآن لا نعرف عدد المصريين المعتقلين في غوانتانامو

TT

قبل مغادرته القاهرة اليوم الى بيروت للمشاركة في القمة العربية التقت «الشرق الأوسط» وزير الخارجية المصري أحمد ماهر الذي قال «ان توقيت المبادرة السعودية التي أطلقها ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز كان توقيتاً مناسباً في ضوء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان». وأكد ان القمة ستقر المبادرة.

ونفى، في الوقت نفسه، ما تردد حول اقتراح اميركي بأن يزور مبارك اسرائيل لاصطحاب عرفات الى القمة. كما اعرب عن عدم رضاه عن نتائج التحقيقات في حادث طائرة البوينج المصرية التي سقطت أمام سواحل نيويورك قبل أكثر من عامين. وفي ما يلي نص الحديث:

* حضور الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات القمة العربية يعتبر مجازفة في ضوء التهديدات الاسرائيلية بعدم السماح بعودته اذا تمت عملية استشهادية أثناء غيابه، أو لو انه القى خطاباً معادياً لاسرائيل، فهل تنصحون عرفات بعدم الحضور في ظل عدم وجود ضمانات دولية تؤكد عودته؟

ـ نحن يهمنا حضور الرئيس عرفات في القمة، لكن القرار في هذا الشأن قراره هو، فمن حقه أن يذهب الى بيروت باعتباره رئيساً لدولة فلسطين، وأيضاً من حقه أن يعود من بيروت الى فلسطين، وأي تصرف من الجانب الاسرائيلي مخالف لذلك سيكون بالغ الخطورة، وستتحمل اسرائيل تبعاته، وعلى العالم أن يوضح لها ذلك. واذا حاولت اسرائيل منعه من الذهاب الى بيروت والمشاركة في القمة فهذا لن يمنع القمة العربية من بحث الموضوع الفلسطيني.

* المبادرة السعودية ستكون على رأس الموضوعات التي ستبحثها القمة، ما هي انعكاساتها على الساحة العربية خاصة في هذا التوقيت؟

ـ المبادرة السعودية خطوة هامة جداً في اتجاه تأكيد الثوابت العربية، وشرح الموقف العربي بوضوح لدى المجتمع الدولي، وكسب التأييد له، وأرى أن توقيتها مناسب للغاية في ظل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من ضرب وعدوان بالاضافة الى الرأي العام العالمي الذي يسعى لايجاد تسوية سياسية عادلة تتماشى مع الشرعية الدولية.

* العديد من الأحزاب واللجان الشعبية استبقت القمة بتوجيه نداءات للقادة العرب من أجل تلبية متطلبات الأمة العربية.. ـ القمة العربية ستلبي المصالح العربية وستكون نتائجها عقلانية ونتفهم حماسة الجماهير العربية، ونشعر بالغضب العام من السياسات الاسرائيلية، لكن مهمة السياسيين ترجمة هذه الحماسة والغضب الى سياسات وبرامج عمل.

* كيف تقيم رفض نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني لقاء عرفات في الوقت الذي التقى فيه رئيس الحكومة الاسرائيلية؟

ـ وضع الولايات المتحدة كراعية لعملية السلام يحتم عليها الاستماع للطرفين خاصة ان اسرائيل استغلت هذا الموقف للاستمرار في عدوانها ضد الفلسطينيين، رغم وجود الجنرال (انتوني) زيني في المنطقة ورغم الجهود الأميركية لتحقيق وقف اطلاق النار.

* والى أي مدى وصل الجهد المصري لترتيب هذا اللقاء؟

ـ لقد أرسل الرئيس مبارك ثلاث رسائل في ليلة واحدة لتأكيد أهمية اللقاء، وأقر بعدها الجانب الأميركي بأهمية اللقاء، ولكنه أوضح لنا أنه سيتم في وقت لاحق لأن تشيني يجب أن يتواجد في واشنطن للقيام بمهام عمله كنائب للرئيس، في ظل تغيب الرئيس (جورج) بوش عن البلاد. لكننا بصفة عامة كنا نفضل لو تم هذا اللقاء خلال تواجده في المنطقة، ومازلنا نرى أنه يجب أن لا نسمح للقوى التي تريد عرقلة هذا اللقاء باختلاق المحاذير والمبررات غير المقنعة من أجل عدم اتمامه.

* ما صحة ما نشر حول اقتراح الولايات المتحدة زيارة مبارك لاسرائيل واصطحاب عرفات لحضور القمة؟

ـ لم نسمع بمثل هذا الكلام، وليس هناك اقتراح أميركي بهذا الشكل على الاطلاق، والرئيس مبارك لا يرى أنه من المناسب زيارة اسرائيل في هذا الوقت بالذات تحت أي مسمى. لكن عندما كان في زيارته الأخيرة لواشنطن عرض عليه أحد نواب الكونغرس زيارة اسرائيل مثلما زارها الرئيس الراحل انور السادات، فرفض هذا الربط لأن اسرائيل، في عام 1977، عندما زارها السادات كان لديها استعداد للمضي قدماً في عملية السلام وفق الشرعية الدولية، لكنها الآن ليس لديها هذا الاستعداد.

* ما جدوى اعلان عرفات وقف اطلاق النار دون وجود ضمانات لاستئناف المفاوضات؟

ـ الولايات المتحدة تعمل على وقف اطلاق النار في المنطقة ومهمة زيني عندما جاء هنا هذه المرة تتمثل في العمل على المسارين الأمني والسياسي.. المهم هو اعادة الهدوء، والتحرك في اتجاه تنفيذ التوصيات لاعطاء الفرصة للدخول في مفاوضات تنتهي بالضرورة الى اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

* هل تعتقد أن الولايات المتحدة تسعى لتهدئة الأوضاع على الساحة الفلسطينية ليتسنى لها ضرب العراق؟

ـ لا يجوز الخلط بين الموضوعين. وتشيني خلال جولته في المنطقة استمع الى موقف عربي معارض لضرب العراق وطولب بتدخل أميركي لوقف العدوان على الفلسطينيين .

* قررت الخارجية الأميركية ادراج كتائب الأقصى على قائمة التنظيمات الارهابية..

ـ الولايات المتحدة حرة في اتخاذ الاجراءات التي تراها، لكن الموقف المصري واضح، وهو انه يجب التفرقة بين المقاومة المشروعة للاحتلال وبين عمليات الارهاب، ونحن نتمسك بهذا الفرق الواضح، الا أن دولاً أخرى تختلف معنا في وجهات نظرها لاعتبارات معينة وهذا شأن يخصهم.

* وما ردك على المزاعم الاسرائيلية حول قيام مصر بتهريب سلاح للفلسطينيين؟

ـ هذا كلام فارغ واسرائيل تبحث عن مبررات واهية كي تستمر في عدوانها على الشعب الفلسطيني.. هذه سياسة اسرائيلية مرسومة وتبحث لها عن مخرج باختلاق مثل هذه الادعاءات.

* هل هناك ضمانات لعدم ضرب العراق؟

ـ هناك قرارات دولية وهناك استعداد مبدئي أبداه العراق لعودة المفتشين، وعلينا أن ننتظر ما سيسفر عنه الحوار القائم بين العراق وبين الأمين العام ومجلس الأمن وموقفنا واضح أننا ضد ضرب العراق، لكنه يجب أن ينفذ قرارات مجلس الأمن.

* هل طلبت المعارضة العراقية فتح مكتب لها في القاهرة ورفضتم ذلك؟

ـ لم يحدث على الاطلاق.

* ما عدد المصريين المعتقلين في غوانتانامو؟ وهل هناك امكانية لزيارة محققين مصريين لتفقد أحوالهم؟

ـ نحن نتابع هذا الأمر لكن ليس لدينا معلومات مؤكدة بعددهم أو التهم الموجهة اليهم، لكننا نبحث في ذلك وسنتخذ الاجراء المناسب عندما نتيقن من هذه المعلومات. نحن مسؤولون عن حماية المصريين في أي مكان.. ومهما كانوا.

* وماذا تم بالنسبة للمصريين المحتجزين في السجون الأميركية؟

ـ موضوع المحتجزين المصريين يتم بحثه على جميع المستويات، وما نعلمه انه ليس هناك أحد من المحتجزين يواجه تهمة خاصة بالارهاب.. لكن هناك تحقيقات معهم، ونحن نطالب بالحقوق القانونية والشرعية لمصر في متابعة هذه التحقيقات.. فهذا أمر نرفضه ولا نقبله.

* حمل التقرير الأميركي حول حادث الطائرة المصرية مساعد الطيار الكابتن جميل البطوطي مسؤولية سقوط الطائرة ألا يعكس هذا تقصيراً مصرياً؟

ـ نحن غير راضين عن النتيجة التي أعلنوها ،ولنا تعليق عليها، وسنطلب اعادة النظر فيها.. لقد كنا نتابع التحقيق ولا يوجد تقصير من جانبنا، فهناك لجنة مصرية وكان لها دور، وعبرت عن مواقفنا.. وشرحتها وقدمتها للمحققين (الاميركيين) لكن لم يؤخذ بملاحظتها لذلك نحن نعترض على هذا التقرير.