انهيار مدرسة في بيروت وحريق مصنع في الناعمة «يعكّران» التحضيرات اللبنانية للقمة العربية

TT

عكَّر انهيار مبنى مدرسة في احد الشوارع الرئيسية في العاصمة اللبنانية وحريق اندلع في مصنع يقع على طريق بيروت ـ صيدا، انطلاقة فعاليات القمة العربية التي تستضيفها بيروت خلال الاسبوع المقبل. وادى انهيار المبنى الى مقتل ستة اشخاص على الاقل واصابة نحو 20 آخرين، وفقاً لاحصائيات اولية، كما تسبّب في زحمة سير خانقة بسبب اقفال الطريق الرئيسية التي يقع المبنى بمحاذاتها، وتزامنه مع إقفال طرق اخرى في محيط مقر انعقاد القمة.

غير ان المنطقة نجت من كارثة اكبر من حيث عدد الضحايا، ذلك ان يوم امس كان اول ايام العطلة التي منحت للمدراس بسبب انعقاد القمة، لكن اسباب الانهيار لم تكن واضحة حتى ليل امس.

شهود عيان افادوا ان عمالاً كانوا يرممون مبنى المدرسة الذي كان خالياً من التلاميذ بسبب العطلة المدرسية لدى انهياره. واشاروا الى ان بعض هؤلاء العمال قفزوا من المبنى المؤلف من سبع طبقات لحظة شعورهم ببداية الانهيار الذي احدث دوياً هائلاً، بينما بقي عدد آخر منهم تحت ركامه، وكان بين المصابين بجانب عمال الترميم ركاب عدد من السيارات التي صودف مرورها على الطريق الرئيسية في محلة كورنيش المزرعة.

وعلى الفور هرعت وحدات من الشرطة والدفاع المدني والاسعاف وعملت على قطع الطريق وباشرت رفع الانقاض لانقاذ المحتجزين تحتها، الذين سمعت اصوات استغاثاتهم، وانتشال جثث الضحايا.

وابلغ عامل نجا من الانهيار «الشرق الأوسط» انه ورفاقه كانوا يعملون على تجميل المبنى وترميم بعض انحائه عندما سمعوا قرقعة عالية ولاحظوا تشققاً في الجدران فسارعوا الى الهرب لكن المبنى سقط بسرعة.

واستطاع عمال الانقاذ لاحقاً انتشال عدد من العالقين وسط الانقاض وتحت الركام بواسطة رافعات خاصة استحضرت على عجل، لكن اعمال الانقاذ سارت ببطء نتيجة الحرص على ارواح هؤلاء وتجمهر المارة وزحمة السير الخانقة التي تسبب بها الانهيار، مما اعاق الى حد كبير وصول وحدات الانقاذ. وفي حين توارى المهندس المشرف على اعمال الترميم عن الانظار، نقل عن بعض اساتذة المدرسة ان المبنى لم يكن يخضع للترميم وانما لعمليات تجميل وان اي تصدّعات لم تكن ظاهرة في المبنى.

وأوقفت القوى الامنية بعض العمال على ذمة التحقيق، بينما ذكر ان بلدية بيروت اعطت رخصة لترميم واجهة المبنى لا اساساته.

وزارة الداخلية اللبنانية من جانبها اصدرت بياناً حول الحادث قالت فيه: «انهار احد الابنية قرب ثكنة الحلو في بيروت قبل ظهر اليوم (امس) مما ادى الى انقطاع الطريق في محلة المصيطبة. وقد هرعت قوة من شرطة بيروت ووحدات من الدفاع المدني وفوج الاطفاء الى مكان الحادث للعمل على انقاذ المحتجزين تحت الركام واخلاء المصابين ونقلهم الى المستشفيات». وأشار البيان الى ان وزير الداخلية والبلديات الياس المر تابع اعمال الانقاذ ورفع الانقاض، مشدداً على تأمين الرافعات والآليات وكل المعدات اللازمة في سرعة قصوى لضمان انقاذ الناجين من انهيار المبنى والمحتجزين داخله، وعدم تعريض حياتهم للخطر.

وتفقد وزير الداخلية اعمال الانقاذ بعد الظهر وتابع رئيس الجمهورية اميل لحود تفاصيل الحادث وطلب الى الاجهزة الامنية المختصة، وفرق الانقاذ اتخاذ الاجراءات السريعة لانقاذ المصابين ورفع الانقاض. كما طلب الى النيابة العامة التمييزية اجراء التحقيقات الفورية لمعرفة اسباب انهيار المبنى المتصدع، واتخاذ التدابير التي تحددها القوانين.

على صعيد اخر، في محلة الناعمة (20 كيلومتراً جنوب بيروت) شب حريق كبير في معمل للدهان في المنطقة مما ادى الى ارتفاع عامود من الدخان شوهد بوضوح من العاصمة بيروت. وادى وصول ألسنة اللهب الى المواد السريعة الاشتعال الى اعاقة عمليات الاطفاء التي شاركت فيها مروحيات تابعة للجيش اللبناني ونحو 25 سيارة اطفاء. وقد أخلت السلطات المختصة نحو 15 مبنى في المنطقة خوفاً من امتداد النار اليها.

وقد استطاعت وحدات الاطفاء السيطرة على الحريق بعد الظهر. واشارت بعض المعلومات الى ان تماساً كهربائياً تسبب في اندلاع الحريق في المبنى المؤلف من 3 طبقات ويقع قرب منطقة سكنية.