صباح الأحمد: أعددنا تصورا للقمة في حال أثير موضوع الحالة مع العراق

TT

لم يستبعد مصدر سياسي في الكويت لـ«الشرق الأوسط» ان تقوم السلطات العراقية خلال اليومين المقبلين باطلاق سراح المواطن الكويتي جاسم الرندي، الذي تحتجزه منذ أسبوعين لدخوله بالخطأ الى العراق. وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، ان «الكويت لا تتمنى استمرار احتجاز مواطنها على الصعيد الانساني، ولكننا نعتقد ان العراق سيخسر كثيرا من استمرار احتجاز الرندي خصوصا بعد اطلاق السفير ورئيس البلدية الفنزوليين، ثم تبعه اطلاق سراح المواطن المصري».

ورأى المصدر ان «العراقيين سيكونون في موقف محرج جدا امام قادة الدول العربية اذا ما طالبوا (العراقيون) بالتقارب العربي في الوقت الذي يرفضون فيه اعادة الرندي الى بلده، وهذا كفيل بنسف اي مبادرة في بحث الحالة مع الكويت». واشار المصدر الى ان «النظام العراقي الذي يصر على التمسك بمواطننا، لا نستغرب منه انكار وجود اكثر من 600 اسير كويتي وغيرهم سحبوا من بيوتهم اثناء الاحتلال». من ناحية اخرى اكد النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الاحمد، ان الكويت اعدت تصورا للقمة العربية التي ستعقد في بيروت الاسبوع الحالي، اذا ما اثيرت الحالة بين الكويت والعراق. وقال الشيخ صباح للصحافيين عقب حضوره اجتماع لجنة الشؤون الخارجية البرلمانية أمس، ان الحكومة وضعت التصورات في ورقة كويتية جديدة، وطرحنا جميع تصوراتنا حول القمة العربية امام اعضاء اللجنة البرلمانية».

واضاف ان الاجتماع تناول زيارة نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني الاخيرة الى الكويت فضلا عن مناقشة قضية المواطن الرندي «وعرضنا للجنة الاجراءات التي ستتخذ لاطلاق سراحه، ونحن ابلغنا كل الدول العربية والامم المتحدة، ونتمنى ألا يطول بقاء المواطن في العراق».

من جانبه اكد وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور الشيخ محمد الصباح (الذي حضر اجتماع اللجنة البرلمانية ذاته) استمرار المساعي الكويتية لاطلاق سراح الرندي. وقال ان الكويت تفاءلت خيرا حين اعلن العراقيون ان الدخول الى العراق جاء بخطأ من بعثة اليونيكوم التابعة للامم المتحدة والمرابطة على الحدود بين الكويت والعراق. واضاف «لكننا صعقنا بعد تلاوة البيان العراقي الذي لم يوجه اتهامات الى الرندي، فاعتبر رهينة قابلة للمساومة والتفاوض لاطلاق سراح اشباح» على حد وصف الشيخ محمد. ولفت الى ان السجون الكويتية لا تحتضن سجينا عراقيا واحدا دخل الى اراضيها عن طريق الخطأ «فنحن نعيد الذين ضلوا طريقهم بالتعاون مع البعثة الدولية». وتمنى ان «يتعامل العراق مع الرندي بالمعاملة نفسها التي نتعامل بها مع الاف العراقيين الذين يعيشون بيننا حياة كريمة ونعاملهم كالاشقاء».