محكمة تغرم شركة تبغ أميركية 150 مليون دولار في قضية سيدة توفيت بسرطان الرئة

TT

في اول قضية تبغ تركز على مزاعم الاضرار الاقل حجما لانواع السجائر التي تحتوي على نسبة اقل من القار والنيكوتين، اصدرت هيئة محلفين في بورتلاند بولاية اوريغون اول من امس قرارا يقضي بأن تدفع شركة «فيليب موريس» تعويضا قدره 150 مليون دولار الى ورثة سيدة توفيت متأثرة بسرطان الرئة وهي في سن 53 سنة.

وقررت هيئة المحلفين بمنح ورثة ميشيل شوارتز فقط مبلغ 168 الف دولار كتعويض، لكنها فرضت على الشركة مبلغ 115 مليون دولار كرسوم تأديبية بسبب الاحتيال و25 مليون دولار بسبب الاهمال و10 ملايين دولار بسبب تسويق منتج خطير. ويعتقد خبير قانوني ان خسارة شركة «فيليب موريس» لهذه القضية، التي يمثل جانب الادعاء فيها طبيب اقلع عن التدخين ويمثل زوجته التي كانت تعمل ممرضة وظلت تدخن على مدى سنوات، تعتبر مؤشرا لا يبعث على التفاؤل بالنسبة لشركات التبغ.

واعلنت شركة «فيليب موريس» فورا انها ستستأنف الحكم الصادر ضدها، وقال نائب الرئيس والمستشار العام للشركة، ويليام اوهليمير، ان الحكم الصادر «لا ينسجم مع القانون ولا مع حيثيات القضية».

واكد محامو الادعاء خلال المحاكمة ان شوارتز تحولت من تدخين «بنسون آند هيدجيز» الى «ميريت»، وهو نوع من السجائر تنتجه شركة «فيليب موريس» وتسوقه على اعتبار انه يحتوي على نسبة اقل من القار والنيكوتين.

وطلب من هيئة المحلفين الاجابة على سلسلة من الاسئلة حول القرار. ويقول تشاك تومان، محامي الادعاء ان السؤال 13 هو السؤال الحاسم والخطير. يقول السؤال: هل اعلنت شركة فيليب موريس ان السجائر التي تحتوي على كميات اقل من القار والنيكوتين تترك كميات اقل من القار والنيكوتين لدى المدخنين. وهل اعلنت الشركة ان هذا النوع من السجائر افضل من الناحية الصحية مقارنة بانواع السجائر العادية وانه بديل للاقلاع عن التدخين على نحو يجعل ميشيل شوارتز تعتمد عليه؟ واذا حدث ذلك، فهل يعتبر ما اعلنت عنه شركة فيليب موريس واعتماد ميشيل شوارتز على ذلك سببا في موتها؟

واجاب عشرة من اعضاء هيئة المحلفين بـ«نعم» في حين اجاب اثنان آخران بـ«لا». ويشار الى ان كسب الادعاء للقضية يعتمد على الحصول على تسعة اصوات على الاقل في ولاية اوريغون.

الجدير بالذكر ان «المركز القومي لابحاث السرطان» كان قد نشر دراسة شاملة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي اوضحت فيها ان تدخين السجائر «الخفيف» وانواع السجائر الاخرى التي تحتوي على كميات اقل من القار لا يعتبر بأية حال وسيلة لتقليل المخاطر الصحية للمدخنين. وتقدر نسبة مدخني انواع السجائر التي يعتقد انها «خفيفة» بحوالي 80 بالمائة من جملة المدخنين في الولايات المتحدة.

وتعتبر القضية الاخيرة الخامسة خلال السنوات الاخيرة التي تحكم فيها هيئات المحلفين في كاليفورنيا واوريغون على شركات التبغ بدفع تعويضات باهظة احداها في لوس انجليس وصل التغريم فيها الى 3 ملايين دولار ثم خفضها القاضي الى 100 الف، بعد ان سجلت انتصارات في السابق في غالبية القضايا الاخرى.

وظلت شركات انتاج السجائر خلال فترة الــ35 عاما السابقة، ابتداء من عام 1960، تكسب كل القضايا تقريبا بتحويل الاهتمام منها الى غباء المدخنين، الذي يصرون على ممارسة عادة التدخين رغم التحذيرات من المخاطر الصحية المترتبة عليه. وتقدر نسبة القضايا التي كسبتها شركات التبغ بحوالي بـ75 بالمائة من جملة القضايا المرفوعة ضدها. بيد ان هذا الواقع بدأ يتغير ابتداء من منتصف عقد التسعينات الماضي بعد ظهور وثائق سرية اظهرت ان هذه الشركات كانت تعلم منذ فترة طويلة المخاطر الصحية وقابلية الادمان على منتجاتها.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»