إجراءات أمنية مشددة في باكستان قبل يوم عاشوراء خوفاً من الاضطرابات الطائفية

TT

اسلام آباد ـ وكالات الانباء: قام الاف من الجنود ورجال الشرطة المسلحين بدوريات في شوارع المدن الكبرى في باكستان امس لمواجهة اي اعمال عنف قد تقع مع اقتراب يوم عاشوراء الذي يحتفل به الشيعة. ووجهت نصائح الى الدبلوماسيين بالابتعاد عن المدن التي تشهد اضطرابات ومنها كراتشي وروالبندي ولاهور قبل يوم الاثنين، لكن شهر محرم ايضا فترة تتزايد فيها التوترات والعنف الطائفي في بلد قتل فيه مئات الافراد في اعمال عنف طائفية على مدار السنوات العشر الماضية.

وتعهد الرئيس الباكستاني برويز مشرف بانهاء العنف الطائفي في اطار حملة قمع اوسع نطاقا ضد الجماعات الاصولية المتشددة اعلنت في يناير (كانون الثاني) الماضي. واعتقل مئات من المتطرفين السنة والشيعة في اطار هذه الحملة، وان كان كثير من هؤلاء اطلق سراحهم بعد ذلك لعدم توافر ادلة ضدهم. ووجه مشرف نداء الى السنة والشيعة امس بان تحترم كل طائفة منهما مشاعر الاخرى. وقال مشرف في خطاب بثه التلفزيون بمناسبة اليوم الوطني الباكستاني: «يجب ألا نسمح للخلافات بشأن عقيدتنا بأن تنال من وحدتنا».

وفي كراتشي نشر مئات من رجال الشرطة والجنود المسلحين في مختلف انحاء المدينة لحراسة المباني العامة ومساجد الشيعة والسنة واماكن الصلاة. وقال شرطي في المدينة الساحلية الواقعة في جنوب باكستان: «محرم دائما شهر توتر للناس والشرطة على حد سواء.. تزايد الخوف في هذا العام بعدما حظرت الحكومة عددا من المنظمات التي انحي عليها باللائمة في اعمال قتل لاسباب طائفية».

ويجوب الجنود في سيارات جيب وشاحنات تابعة للجيش انحاء مدينة لاهور التي ستشهد اكبر موكب منذ بداية محرم في استعراض للقوة. وقال مدير شرطة لاهور ويدعى بلال ان 2500 من رجال الشرطة سينشرون على طول طريق المسيرة التي ستبدأ في هذه المدينة الواقعة بشرق باكستان مساء اليوم. واضاف: «سنغلق جميع الطرق المؤدية الى طريق الموكب وسنقيم الحواجز، سيحرس رجال الشرطة كذلك اسطح المباني حول الطريق لمراقبة الموقف.. زدنا الدوريات جنبا الى جنب مع الجيش».

وانحي باللائمة على متطرفين اصوليين في هجمات وقعت العام الحالي. ففي اواخر الشهر الماضي اقتحم ثلاثة مسلحين مسجدا للشيعة في روالبندي وفتحوا النار على المصلين اثناء الصلاة فقتلوا 11 فردا واصابوا 14 اخرين. وقتل سبعة من الشيعة في كراتشي واقليم البنجاب في 11 الشهر الجاري، في حين قتل مسلحون ملثمون على ظهور الخيل خمسة من السنة قرب مولتان بعد ذلك بخمسة ايام في اول ايام العام الهجري الجديد. ونصحت الامم المتحدة عمالها في باكستان بالتزام «اليقظة وممارسة اقصى درجات الحذر وتجنب اماكن الاضطرابات اثناء شهر محرم».

على الصعيد السياسي، اعتقلت الشرطة عشرات من انصار المعارضة لمنع تنظيم مظاهرة في وسط مدينة لاهور. واعلنت الشرطة ان التحالف من اجل اعادة الديمقراطية قرر تنظيم التجمع للاحتفال باليوم الوطني الباكستاني. وقال قائد شرطة لاهور جواد نور: «وضع نحو 25 شخصا في الحبس الاحترازي بعد رفض قادة التحالف تغيير مكان التجمع». ومعظم الاشخاص الذين اعتقلوا من انصار حزب الشعب الباكستاني (بزعامة بي نظير بوتو). كما اعتقل سبعة من قادة المعارضة في بلوشستان (جنوب غرب) لمنعهم من عقد اجتماع في عاصمة الولاية كويتا.