قيادي الجماعة الإسلامية المصرية حمدي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط»: فوجئت بوصول الظواهري لزعامة الجهاد وأحداث سبتمبر لا تجوز شرعا وآثارها مدمرة على الإسلام والمسلمين

لا نسعى إلى أرضية مشتركة مع الإخوان * عمر عبد الرحمن أيد مبادرة وقف العنف ولن يعترض على المراجعات * علمت بعملية اغتيال السادات ولم أتوقع نجاحها

TT

بعد عشرين عاما قضاها من حياته داخل السجن في قضية الجهاد الكبرى التي اعقبت اغتيال الرئيس المصري الراحل انور السادات، كشف عضو مجلس شورى الجماعة الاسلامية المهندس حمدي عبد الرحمن الذي اطلقته السلطات المصرية في شهر مايو (ايار) الماضي لـ«الشرق الأوسط» عن خبايا داخلية كثيرة وقعت على مدار العشرين عاما الماضية.

واكد عبد الرحمن قائد الترويج لكتب المراجعات الفكرية التي اطلقتها الجماعة أخيرا ان مبادرة وقف العنف التي اطلقت عام 97 تأخرت عن موعدها المحدد بسبب هروب ضابط الجيش المصري عصام القمري رفيق ايمن الظواهري في تنظيم الجهاد من محبسه في عام 88 وانه لم يتوقع وصول الظواهري لقيادة تنظيم الجهاد في يوم ما. وكشف ان تأسيس الجماعة الاسلامية بمصر في بداية السبعينات جاء بسبب عدم الالتزام الديني لجماعة الاخوان المسلمين المحظورة. وفيما يلي نص الحديث:

* اين ولدت؟ وكيف كانت نشأتك؟

ـ انا من مواليد اول ديسمبر (كانون الاول) 1953 بمدينة مغاغة بمحافظة المنيا وهي موطني الاصلي، ثم انتقلنا بعد ذلك الى محافظة سوهاج، ووالدي كان يعمل بهيئة المواصلات، ولي ثمانية اخوة وترتيبي الثالث بينهم، ونشأتي كانت عادية في اسرة متوسطة، ودخلت المدارس الحكومية ثم كلية الهندسة بجامعة الازهر وظللت بها عامين ثم انتقلت الى جامعة اسيوط.

* كيف تعرفت على الفكر الاصولي المتشدد؟

ـ بعد نكسة 67 كنا نبحث وكثيرون آخرون عن منبع ديني ننهل منه، وكنت اطوف في المساجد بحثا عن خطباء يشبعون عندي الرغبة الدينية، حتى وصلت الى الجامعة في عامي 73 و74، فالتقيت بعض الشباب وكنا نتحدث في الدين واحسست بطرح اسلامي قوي شدني رغم انه لم يكن بين الاخوة اسماء معروفة.

* تكوين الجماعة الإسلامية

* كيف انضممت للجماعة الإسلامية؟

ـ نحن الذين كونا الجماعة الاسلامية، فكنا ندعو الطلبة في كليات اسيوط ونلتقي معهم في ظل رغبة لعمل حاجة مستقلة عن جماعة الاخوان لوجود تحفظات واعتراضات لنا عليهم.

* ما هي هذه الاعتراضات؟

ـ كانوا يكثرون من الكلام عن التعذيب والمحن وكأن هذه هي الدعوة الاسلامية، وكان لديهم تقديس زائد للشيح حسن البنا مؤسس الجماعة وجعلوا كلامه لا يقبل المراجعة، كما كان لديهم بعض التسيب في امور دينية وكان اهتمامهم مركزاً على ضم الاشخاص دون ضوابط.

* كيف بدأ تكوين الجماعة الاسلامية؟

ـ قبل ذلك كانت هناك الجماعة الدينية وهي انشئت من قبل بعض اساتذة الجامعات ولكننا كنا نراها غير مناسبة ولا تحقق طموحاتنا الاسلامية، فقررنا انشاء جماعة تعبر عن الاسلام والتقينا على هذا مع الاخوة في جامعة المنيا وجامعة القاهرة وبدأت الفكرة تنشر في باقي الجامعات.

* كيف تكونت المجموعة التي كنت تعمل خلالها؟

ـ هذه المجموعة ضمت الشيخ صلاح هاشم، وكرم زهدي، واسامة حافظ، ومحمد شوقي الاسلامبولي وتلا ذلك بفترة انضمام ناجح ابراهيم وعاصم عبد الماجد وعصام دربالة وتكونت عبر لقاءات على ذات الافكار والتوجهات.

* تحدثت عن ان تكوين الجماعة جاء بهدف دعوي في محاولة لاعادة الثوابت التي تخلى عنها الاخوان أو غيرهم من الجماعات الاسلامية، فلماذا تحول هذا الفكر الدعوي بعد ذلك ليصبح فكر عنف ويمتد الى اغتيال السادات؟

ـ حدث هناك بعض الاحداث والصدامات والمواجهات بسبب عقدنا لبعض المؤتمرات التي كان الامن يتصدى لها ويمنعها، وشعرنا في هذه الاثناء اننا ضعاف لا حول لنا ولا قوة ففكرنا بأن يكون لنا شكل من اشكال القوه كعملية ردع وحماية للدعوة، ومن هنا تطورت الامور ثم وقعت احداث سبتمبر (ايلول) في مصر ونفذت عملية اغتيال السادات بعد ذلك.

* الى أي مدى كنتم تتخيلون ان تصلوا في مسألة الردع التي تحدثت عنها؟

ـ لم يكن لها مدى أو غرض محدد ولكنها كانت تهدف فقط تخفيف محاولات التضييق التي بدأت تمارس ضدنا.

* ألم تستهدفوا الوصول الى السلطة في هذا السياق؟

ـ لا لم يكن ذلك امرا مطروحا على الاطلاق.

* هل كنت تعلم بعملية اغتيال السادات قبل وقوعها؟

ـ كنت اعلم ان هناك محاولة لذلك ولكني كنت متوقعا فشلها بنسبة كبيرة جدا وصعوبة نجاحها.

* اين كنت يوم اغتيال السادات؟

ـ كنت في سوهاج.

* ماذا كنت تفعل؟

ـ كنت هاربا لان اسمي كان ضمن قائمة الاسماء التي كان مطلوباً القبض عليها ضمن قرارات سبتمبر (ايلول) قبل اغتيال السادات.

* كيف تلقيت خبر اغتيال السادات؟

ـ كانت مفاجأة كبيرة بالنسبة لي، لانني لم اكن اتوقع نجاح مثل هذه العملية على الاطلاق، وكنت اعتقد ان منفذي العملية سوف يتم القبض عليهم قبل تنفيذها.

* هل كنت مؤيدا لعملية اغتيال السادات؟

ـ والله انا كنت «ساكت» لانني اعتقدت بصعوبة تنفيذها وانها لن تسفر عن شيء.

* كيف تم القبض عليك؟ ومتى؟

ـ بعد ان ضاقت بي الظروف في الهرب ذهبت الى مدينتي الاصلية مغاغة بالمنيا، وكان هناك شخص يعرف خط سيري فتم القبض عليه فهو الذي كشف عن مكاني، وتم القبض علي يوم 26 نوفمبر (تشرين الثاني) .81

* ماذا حدث بعد القبض عليك مباشرة؟

ـ تم القبض علي بشكل فردي ولم يكن معي احد، واخذوني الى سوهاج وظللت بها اربعة ايام وتم ترحيلي الى القاهرة بعد ذلك.

* في بداية القبض عليك هل كان الحبس جماعيا أم بشكل فردي؟

ـ بشكل فردي في الاول وبعد فترة من انتهاء التحقيقات تغير الامر واصبح هناك شكل جماعي في الحبس.

* هل فوجئت باحكام الاعدام التي صدرت ضد خالد الاسلامبولي ومجموعته التي نفذت عملية اغتيال السادات؟

ـ بالنسبة للخمسة الذين تم اعدامهم لم افاجأ لاننا جميعا كنا نتوقع ان تكون الاحكام اشد من ذلك ولا تقتصر على إعدام خمسة فقط.

* هل عرفت احدا من الذين تم اعدامهم بشكل شخصي؟

ـ لم اعرف منهم سوى خالد الاسلامبولي فقط وعرفته لانه كان من الصعيد وشقيق محمد الاسلامبولي الذي كان ضمن مجموعتنا التي تكونت في الصعيد وكنا نقابله احيانا، اما الاخرون فلم التقهم على الاطلاق.

* التحقيقات والمحاكمة في قضية السادات والجهاد استمرت نحو ثلاث سنوات.. كيف كانت الاوضاع معكم خلالها؟

ـ طبعا بعد القبض كانت الفترة شديدة نسبيا، ولكن بعد ذلك ومع بداية المحاكمة كانت الاوضاع افضل وتحسنت بشكل كبير.

* الم تتعرض للتعذيب؟

ـ لا لم اتعرض للتعذيب نهائيا لانني تم القبض علي بعد فوات الوقت الصعب الذي اعقب عملية الاغتيال مباشرة وكانت الامور خلالها اصبحت اكثر هدوءا.

* الجميع تحدث عن أن الاحكام في قضية الجهاد جاءت مخففة بشكل غير متوقع.. هل فوجئتم بهذه الاحكام التي لم تشمل أي حكم بالاعدام؟

ـ اعتقد انها كانت تعتبر مفاجأة، خاصة لانه كان بيننا سبعة من الاخوة ارتدوا خلال المحاكمة زي الاعدام، واشير هنا الى ان تعامل الرئيس حسني مبارك مع قضايانا عموما كان بشكل غير متشدد أو متحامل لدرجة انه ألغى قضيتي «احداث اسيوط والانتماء للجهاد» ولم تصدر فيهما أية احكام، واعتقد ان الاحكام جاءت مخففة لحد كبير.

* صدر ضدك حكم بالحبس 15 عاما هل كنت تتوقعه؟

ـ كنت متوقعا حكما في هذه الحدود بشكل كبير وتقبلته كما فعل جميع اعضاء الجماعة.

* ما هو دورك في هذه القضية؟

ـ كنت عضو مجلس شورى الجماعة و«امير» محافظة سوهاج بمعنى ان الحكم ضدي جاء باعتبار الموقع في الجماعة وليس المشاركة في الاحداث.

* بعد المحاكمة وصدور الاحكام وبدء الحياة في السجن ألم اتشعروا بالخطأ عما فعلتموه؟

ـ الوضع يختلف من شخص لاخر، ويمكن ان يشعر احد بذلك والاخر لا يشعر به.

* وانت شخصيا بماذا شعرت؟

ـ انا شخصيا كنت اشعر بأنه كان لا بد من حدوث تغيير في هذا الموضوع بمعنى ان اعمال العنف تأكد انها لن تحدث نتائج ايجابية.

* الجماعة والجهاد

* يقال ان الشكل الهيكلي والتنظيمي للجماعة الاسلامية وتنظيم الجهاد تم بناؤه داخل السجن.. ما مدى صحة ذلك؟

ـ لا.. هذا غير صحيح، ولكن كان هناك نمو طبيعي في عملية الادارة وتتراكم خبرات بمرور الوقت والسجن ليس له علاقة في ذلك، ونمو الادارة كان ينعكس على الامور التنظيمية بعد ذلك.

* حدث تحالف بين الجهاد والجماعة الاسلامية مع بداية قضية اغتيال السادات داخل السجن ثم انفض هذا التحالف لماذا؟

ـ التحالف بين الجهاد والجماعة كان قبل السجن وليس بعده، وفي السجن حدثت مشاكل وتم الانفصال.

* ما هي هذه المشاكل؟

ـ المشكلة الاساسية كانت بسبب رفض بعض قيادات الجهاد استمرار الشيخ عمر عبد الرحمن في امارة الجماعتين امثال عبود الزمر وطارق الزمر وعصام القمري وصالح جاهين تحت دعوى ولاية الضرير.

* ما هي حقيقة معركة الضرير والاسير بين عبد الرحمن والزمر؟ وهل هناك خلفيات غير معلومة؟

ـ هم وافقوا عليه في الامارة وهو ضرير، ثم عاد ليرفضوا ذلك، ولكن ربما يكون سببهم الاساسي شعورهم انهم لم يحصلوا على صلاحيات واسعة في هذا التحالف وان الجماعة الاسلامية اصبحت مسيطرة على الوضع تماما وهذا امر لم يرضهم، ولكني اعتقد حقيقة ان تكون مسألة الضرير هي السبب الاساسي في عملية قضية التحالف.

* ما هي ظروف واسباب انضمام عبود الزمر الى الجماعة الاسلامية من داخل السجن وهو زعيم الجهاد؟ وكيف قبلته الجماعة؟

ـ انضمام عبود للجماعة الاسلامية كان في سنة 1991، وعبود عندما استقل بمجموعة الجهاد بعد فض التحالف حدثت بينهم خلافات وانشقاقات وانفصلوا عن عبود.

* وماذا حدث بعد ذلك؟

ـ اصبحت مجموعة الجهاد متفرقة وكل فرد اصبح بمفرده واصبح عبود وابن عمه طارق بمفردهما، وكان رأينا ان عبود رجل على مستوى طيب ويمكن ضمه الى الجماعة.

* هذا يعني انكم انتم الذين دعوتموه للانضمام وليس هو الذي طلب ذلك؟

ـ نعم نحن الذين دعوناه للانضمام للجماعة الاسلامية وحدث اتفاق بيننا على ذلك.

* هناك كلام منذ فترة عن وجود خلافات بين عبود الزمر وكرم زهدي مسؤول الجماعة الاسلامية وان الزمر انشق عن الجماعة.. ما هو موقف الزمر تحديدا؟

ـ عبود الزمر ما زال ضمن صفوف الجماعة الاسلامية، وهو اعلن ذلك وانه ملتزم بالمبادرة، وليس هناك اية خلافات بينه وبين الشيخ كرم أو أي من قيادات الجماعة الاسلامية.

* اذن لماذا لم يظهر اسمه على كتب المراجعات الفكرية للجماعة التي صدرت مؤخرا؟

ـ لانه في فترة اصدار الكتب لم يكن مع المجموعة لكنه شارك في اعداد الكتب فلم يطلع عليها في صورتها النهائية وبالتالي لا يمكن وضع اسمه دون ان يطلع عليها ويبدي رأيه النهائي فيها.

* زواج من داخل السجن

* متى تزوجت وأين؟

ـ تزوجت وأنا في السجن في عام .1990

* هل اعترض أحد من اعضاء الجماعة على هذا؟

ـ أنا أول من أقدم على الزواج داخل السجن وقد شجع هذا على الزواج بالطريقة نفسها بعد ذلك عدداً كبيراً من قيادات الجماعة أمثال كرم زهدي وعاصم عبد الماجد وعصام دربالة.

* ماهي ظروف زواجك؟

ـ كنت في سجن اسيوط، وزوجتي كانت قريبة لأحد اخواننا والتقيت معها في السجن واتفقنا وتم العقد وهذا أمر قانوني داخل السجن.

* هل لديك أبناء؟

ـ نعم عندي خديجة (9 سنوات) ومحمد اصغر منها بعامين.

* بالطبع انجبت أولادك وأنت داخل السجن، كيف كان شعورك، وهل كنت نادما على ما شاركت فيه وأبعدك عن ابنيك؟

ـ أنا رضيت بقدري الذي قسمه الله لي.

* هل كانت لك هوايات أو أنشطة داخل السجن؟

ـ نعم، كنت ألعب كرة القدم، وأداوم على القراءة في جميع الأمور الشرعية والفقهية والسياسية.

* تأخر المبادرة

* ما هي ظروف اطلاق مبادرة وقف العنف في عام 1997 من داخل السجون؟

ـ منذ فترة طويلة ونحن نحاول وقف مسلسل العنف، وكانت هناك محاولة منذ عام 1988 بعدما عرض الشيخ الشعراوي التدخل وكان يمكن لهذه المحاولة ان تنجح لولا حادث هروب عصام القمري الذي اجهض مبادرة الجماعة لاعلان وقف العنف، وكانت هناك محاولات أخرى لأن الموقف صوَّت عليه شبه إجماع، ولكنها لم تتم، فقررنا اعلان هذه المبادرة على الملأ في التوقيت الذي أعلنت فيه، وكنا متوقعين حدوث تجاوب معها من جهات كثيرة، وفعلا استمرت بعد الاعلان وأعتقد انها نجحت بصورة كبيرة.

* تحدثت عن وجود اجماع على المبادرة، ولكن مع ذلك لم تصدر المبادرة موقعة إلا من 6 أعضاء فقط فأين الاجماع؟

ـ كان هناك اتفاق على المبادرة ولكن كان هناك تباين في المواقف حول جزئية الاعلان بالشكل الذي حدث، فالبعض كان يرى ألا تحدث بالشكل العلني، ولكن تعرف بالتمرير مثلا، ولكن الأغلبية وافقت على الاعلان وتم ذلك.

* من الذي اعترض على صيغة الاعلان؟

ـ من لم يوقع على الاعلان.

* ما هي العلاقة بين مجلس شورى الجماعة الاسلامية في السجن وقيادات الخارج؟

ـ من في السجن مختصون بالأمور الفكرية والشرعية، ومن في الخارج مختصون بالعمل الميداني، وهناك علاقة أدبية بين الطرفين، بمعنى انه عندما تصدر مبادرة من داخل السجن يتم النظر لها باحترام، ويكون هناك نوع من التأثير الأدبي والمعنوي على الناس بحيث انها لا تخالف ذلك.

* ولكن هذا لم يحدث وكان هناك رفض للمبادرة منهم؟

ـ لا هذا حدث، ولكن كان هناك بعض الاعتراضات في بادئ الأمر بسبب وجود اعتقاد بأن المبادرة ليست صادرة عن قادة السجن ولكنهم التزموا بعد ذلك.

* وماذا عن موقف رفاعي طه الذي أعلن رفضه المبادرة؟

ـ نعم هو رفض في الأول ولكنه اذعن بعد ذلك لها.

* هل تعتقد ان ابعاد رفاعي عن قيادة مجلس شورى الجماعة في الخارج كان بسبب اعتراضه على المبادرة؟

ـ لا ولكن اعتقد ان ذلك كان بسبب خلافات بينهم في الخارج.

* هل تظن انه اقيل أم استقال؟

ـ ربما يكون استقال ولكني لا أعرف التفاصيل.

* هل كان هناك اتصال بينكم وبين قيادات الخارج في أي توقيت؟

ـ لا لم يحدث ذلك على الاطلاق.

لقاء الظواهري

* هل قابلت أيمن الظواهري؟

ـ نعم رأيته لأول مرة في السجن.

* وكيف عرفته، وما هي انطباعاتك عنه؟

ـ كان مرحلا من سجن القلعة الى سجن ليمان طرة وأنا كنت موجوداً به، وهو شخص هادئ ومسالم جدا، وكريم ومؤدب.

* هل توقعت أن يتزعم الظواهري يوما زعامة تنظيم الجهاد؟

ـ لم أتوقع ذلك على الاطلاق.

* لماذا؟

ـ لان وضعه في السجن لم يكن يدل على انه يمكن أن يصبح زعيما.

* نهج الظواهري للعنف هل كان مفاجأة؟

ـ نعم كان مفاجأة كبيرة.

* انتم هل توافقون على منهجه أم ترفضونه؟

ـ نحن لنا منهجنا بغض النظر عن منهجه.

* هل انتم مخالفون له؟

ـ بعد اصدارات المراجعات واضح ان هناك خلافاً.

* عودة للحياة

* كيف رأيت الحياة بعد عشرين عاما من السجن؟

ـ حدثت تغييرات كبيرة في كل شيء على مستوى الناس وتعاملاتهم عما كانت عليه الأوضاع من عشرين عاما.

* هل امتهنت أي عمل بعد خروجك من السجن؟

ـ في الحقيقة ذلك لم يحدث حتى الآن وأنا خرجت في شهر مايو الماضي وأنا بصدد تأسيس مشروع خاص، وهو مكتب اتصالات.

* كيف تعيش يومك الآن؟

ـ يومي كله للجماعة الاسلامية منذ أن أصحو حتى أنام.

* ماذا تفعل؟

ـ الفترة الماضية خلفت قدرا كبيرا من المشاكل على جميع المستويات، نحاول حلها في الوقت الراهن على المستوى الأسري والاخوة في السجون، وعلى مستوى ما طرحته المراجعات الفكرية الجديدة وهذا أمر شاق.

* قيل ان كتب المراجعات للجماعة الاسلامية كانت ستخرج قبل أحداث سبتمبر ولكنها تأخرت بسببها؟

ـ لا هذا غير صحيح، وهذا هو توقيتها المحدد. واعتقد انه مناسب جدا لانه تم طرح هذا الفكر داخل السجون ولاقى إقبال من معظم الناس وبالتالي طرح على العالم الخارجي لإثبات مصداقيته وتأسيس قاعدة خارجية له.

* هل تلتقي أعضاء الجماعة خارج السجن وتعقد ندوات للدعوة للمراجعات؟

ـ ألتقي جميع الناس في المسجد وتدور حوارات حول المراجعات ونستطلع الآراء حول هذا الطرح.

* ما هو رد فعل الناس حول المراجعات؟

ـ اعتقد انه ممتاز للغاية ويحمل تجاوبا ملحوظا من قبل الناس بشكل عام وداخل أوساط الجماعة بشكل خاص.

* ما هو موقف قيادات الجهاد من مراجعات الجماعة الاسلامية؟

ـ لا أعرف وجهة نظرهم فيها.

* هل عرضتها عليهم؟

ـ لا لم تعرض عليهم لأن ذلك أمر داخلي للجماعة الاسلامية.

* طرحتم مراجعاتكم لتصحيح الموقف من الدولة والمجتمع وتصحيح المفاهيم وتحدثتم عن أمور كثيرة، ولكن في ظل ذلك وجهت نقدا عنيفا للاخوان، ألم يكن من المفروض أن تتضمن المراجعات الموقف من الاخوان باعتبارهم أحد فصائل الحركة الاسلامية؟

ـ أنا لم أهاجم الاخوان، بالعكس أنا قدمت لهم نصائح فقط.

* أليس هناك أرضية مشتركة يمكن لقاء الاخوان عليها؟

ـ لا اعتقد ذلك على الأقل في الظروف الحالية.

* لماذا؟

ـ لان ذلك ليس هدفنا الآن، نحن نركز مجهودنا على تفعيل أهداف المراجعات التي طرحناها حتى تحدث جدواها ولتصحيح الأوضاع، ولا اعتقد ان الأمر ملح في هذا الآن.

* هل تغير شكل الجماعة الاسلامية بعد عشرين عاما من سجن قادتها؟

ـ لا أعتقد، فالجماعة الاسلامية ما زالت متماسكة ومترابطة بصورة كبيرة ومبدأ التواصل والسمع والطاعة ما زال فاعلا.

* ولكن على محور الدعوة ما الموقف، وما هي خطط الجماعة؟

ـ الدعوة حاليا غير موجودة، ونحن في توقيت تصحيح أولي ولم نضع خططا مستقبلية، ولكننا نسعى لتأصيل الوضع الجديد، ثم نحدد ما يمكن عمله بعد ذلك.

* ما هي توقعاتك لموقف الزعيم الروحي للجماعة الاسلامية عمر عبد الرحمن من مراجعات الجماعة؟

ـ الشيخ عمر عالم جليل واعتقد انه سيؤيدها ويوافق اذا ما اطلع عليها خاصة انه سبق له تأييد مبادرة وقف العنف التي اطلقناها وكان له بيان قوي في هذا الصدد وقت اعلان المبادرة.

* هل تخططون لتأسيس حزب سياسي؟

ـ نحن لا نرفض تأسيس حزب سياسي فهو أمر مشروع ولكن في الواقع هذا أمر غير مطروح في الوقت الحاضر.

* محامي الجماعات الاسلامية في مصر منتصر الزيات هو الذي قاد مبادرة وقف العنف على مستواها الاعلامي، ولكن لوحظ عدم وجود دور له في قصة المراجعات، فهل اختار الزيات ذلك، أم تم ابعاده؟

ـ لم يتم استبعاده أو تكليفه بالدفاع عن المبادرة، وبصفته كان موجودا في خارج السجن ومحامي الجماعة الاسلامية قام بهذا الدور، واعتقد الآن في ظل وجود قيادات للجماعة خارج السجن هي التي تعبر عن الجماعة.

* هل معنى ذلك انتهاء دور منتصر الزيات كمتحدث باسم الجماعة الاسلامية؟

ـ هو أعلن انه ليس متحدثاً باسم الجماعة.

* ما رأيك في احداث 11 سبتمبر (ايلول) الماضي؟

ـ أحداث سبتمبر لا تجوز شرعا، لانها استهدفت النساء والاطفال بالقتل وهذا منهي عنه شرعا، ومن الناحية السياسية كان لها آثار مدمرة على الاسلام والاسلاميين في جميع أنحاء العالم.