يجتمع اليوم في القاهرة جيرار كروس مساعد وزير الخارجية، مدير الادارة الأفريقية بوزارة الخارجية الفرنسية، مع عدد من قيادات المعارضة السودانية، لمناقشة قضية الحرب في السودان والمساعي المبذولة لانهائها سياسيا. وكان المسؤول الفرنسي قد عقد اجتماعا مطولا امس مع وزير الخارجية المصري أحمد ماهر بحثا خلاله تطورات القضية السودانية، وعددا من القضايا الدولية والاقليمية، وأشاد كروس بالجهود التي تقوم بها مصر تجاه احلال السلام في السودان .
ويلتقي المسؤول الفرنسي المعارضين السودانيين في اجتماعين الأول مع نائب رئيس المعارضة السودانية رئيس لجنة المبادرات الفريق عبد الرحمن سعيد، وفاروق أبو عيسى مساعد رئيس التجمع للشؤون القانونية والدستورية، ثم يعقبه اجتماع بعد نصف ساعة مع اللجنة الخماسية المكلفة من التجمع لمتابعة ملف الحل السياسي.
ووصف الفريق عبد الرحمن سعيد الاجتماعين بالأهمية، مشيرا الى ان الاهتمام الفرنسي يجيء في ظل اهتمام أميركي مكثف يتطلب وجود فرنسا بشكل مباشر في دائرة التحركات الدولية والاقليمية، للخروج من الأزمة السودانية، بجانب بريطانيا التي بدأت ايضا تحركا فعالا بارسال مبعوثها الخاص للسودان، مما يخلق نوعا من التوازن من خلال أهم دولتين في أوروبا.
وقال الفريق سعيد لـ«الشرق الأوسط» ان الحكومة الفرنسية طلبت الاطلاع على الخطوات الجارية في مسار الحل السياسي وايقاف الحرب في السودان والاستماع الى وجهة نظر التجمع الوطني السوداني المعارض حول ما اتخذه من خطوات، والعوائق التي حالت دون تحقيق الحل المطلوب للمشكلة. واشار سعيد الى انهم سيقومون في المقابل بطرح الأسباب التي ادت الى تعثر المبادرات المطروحة، العربية والأفريقية، وما قامت به الحكومة السودانية من اجراءات قيدت من خلالها حركة المعارضين في الداخل، والذي انعكس سلبا على تحرك المعارضة تجاه الحل السياسي الشامل.
وقال الفريق سعيد ان الاهتمام الأوروبي في حد ذاته يمثل تطورا ايجابيا خاصة ان القضية السودانية اصبحت اليوم محل اهتمام اقليمي ودولي وتتطلب تحركا عاجلا لانقاذ السودان من كبوته التي لا تنتهي الا بحل حاسم وشامل للمشكلة.