عالم إسرائيلي كبير يتهم شارون بذبح إسرائيليين لخدمة أهدافه السياسية

TT

«انا كنت احد كبار المعجبين برئيس الحكومة ارييل شارون. كنت اعشقه الى ما قبل بضع سنوات، لكنني ارى فيه اليوم مجرما يمارس ابادة شعب، بكل معنى الكلمة، وليس عندي شك في انه سيقدم الى القضاء الدولي في يوم من الايام، ليحاكم بسبب جرائم الحرب والابادة التي ينفذها».

بهذه الكلمات هاجم البروفيسور داني غور، اشهر جراحي القلب في اسرائيل والذي يلمع اسمه على صعيد الولايات المتحدة والعالم ايضا، في لقاءات صحافية عديدة نهاية هذا الاسبوع. وقد اجريت اللقاءات بسبب المقال الجريء الذي نشره في مطلع الاسبوع في صحيفة «هآرتس» ودعا فيه الجمهور الى الخروج الى الشوارع والكفاح من اجل اسقاط شارون وحكومته (نشرت «الشرق الأوسط» مقاطع اساسية منه).

يذكر عن غور انه بعيد جدا عن السياسة، لكنه ارتبط بعلاقات صداقة مع العديد من السياسيين، وقد كان من زوار بيته في مدينة قيسارية الساحلية الراحل اسحق رابين، رئيس الحكومة وشارون نفسه. وعندما اغتال احد متطرفي اليمين رابين، قطع البروفيسور غور علاقاته مع شارون، واعتبر تحريضه سببا من اسباب الاغتيال.

ويوجه غور اليوم اتهاما بالغ الخطورة لشارون هو التسبب في ذبح يهود بعمليات انتحارية حتى يتاح له ان يرد عليها بعمليات اسرائيلية.

وهكذا جاء اتهامه المباشر «رئيس الحكومة، شارون، يقود سياسة ذبح شعب ضد الفلسطينيين، ويتوقع ان تنتهي بوثيقة استسلام يوقعون له عليها. ولكي تكون مذابحه ضد الفلسطينيين شرعية، يحتاج شارون الى عمليات تفجير تقتل عددا منا نحن مواطني اسرائيل. فهو وضع لنفسه هدفا استراتيجيا واضحا هو تحطيم السلطة الفلسطينية حتى توقع على الاستسلام. ربما انه لا يستطيع ان يبرر فعلته، لذا تجده يستدعي عمليات فلسطينية ضد اسرائيل. والدليل على ذلك ما فعله في ديسمبر (كانون الاول) الماضي، فبعد خطاب عرفات الذي اعلن فيه وقف اطلاق النار اقدم شارون على قتل احد كبار المسؤولين الفلسطينيين ثم جرت جهود خلال خمسة ايام لوقف النار وبدأت تثمر، واذا به يقتل رائد الكرمي قائد كتائب الاقصى في طولكرم، ونجد مثلا قريبا جدا، عندما اعتقل عرفات قاتلي الوزير رحبعام زئيفي. فمع ان شارون وعد بوقف الحصار عن عرفات، وجدناه يمنعه من المغادرة. فلو كان عرفات طليقا اليوم في العالم، لكنا وفرنا الكثير من الدماء».

واللافت للنظر ان البروفسور غور لا يرى بديلا عن شارون في اليسار. فهو يمقت شيمعون بيريس «فهذا الرجل (الخاسر دائما) هو الذي دمر اتفاقات اوسلو. لان اول ما فعله بعد اغتيال رابين هو اغتيال المهندس يحيى عياش. ثم قام بتأجيل الانسحاب من الخليل. وارتكب مذبحة قانا». ولا يعجبه يوسي سريد «فهذا مغرور». ويرى البديل في بنيامين نتنياهو: «وهو من كلامه يبدو شيئا للغاية. لكن اثبت ان افعاله افضل من اقواله». ويقول: «ان مصيبة اسرائيل انه لا يوجد فيها زعيم افضل من نتنياهو».

ويتمنى غور ان يكون لاسرائيل زعيم بمستوى ياسر عرفات «فهذا الرجل عبقري، يتهمونه عندنا بالكذب وبالارهاب، وانا لو كنت مكانه لفعلت الامر نفسه. فهل ابقينا له حلولا اخرى؟ هل يوجد قائد اسرائيلي واحد تعامل معه عرفات ولم يكذب. ان عرفات بالنسبة للفلسطينيين مثل بن غوريون (مؤسس اسرائيل) بالنسبة لنا».

يذكر ان غور يرفض اجراء مقابلات صحافية مع صحف خارجية. ويقول ان معركته داخلية فقط من اجل اسرائيل.