رغم الكشف بان الادارة الاميركية قدمت ضمانات قاطعة للفلسطينيين بأن يتاح للرئيس ياسر عرفات ان يغادر البلاد ويحضر قمة بيروت، اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي، ارييل شارون، انه طالما تستمر العمليات ضد اسرائيل فانه لن يسمح لعرفات بالمغادرة.
وقال شارون، الذي كان يتحدث امس خلال جلسة مجلس وزرائه، ان عرفات يتحمل مسؤولية مباشرة عن العمليات الارهابية، وينبغي الا يسمح له بالافلات الى الخارج. واضاف: لقد اتفقنا مع نائب الرئيس الاميركي، ديك تشيني، على ان يتاح لعرفات السفر لكي يلتقيه في القاهرة ويشارك في قمة بيروت، اذا ما بدأ في تطبيق خطة تينيت واوقف العمليات. لكنه لم يف بالشروط. والاميركيون يؤكدون ذلك. لهذا نعتقد ان سفره يظل معلقا وسيتخذ القرار النهائي بشأنه في آخر لحظة.
ورد وزير الاعلام الفلسطيني، ياسر عبد ربه، بحدة على شارون. وقال في حديث مع الاذاعة الاسرائيلية، امس ان عرفات سيصل الى مؤتمر قمة بيروت في الموعد المحدد وربما قبل ذلك ايضا. وقد يزور احدى العواصم العربية وهو في طريقه الى العاصمة اللبنانية. واكد ان الموقف الاسرائيلي في هذا الموضوع لا قيمة له وان شارون وزمرته يعرفون ذلك حق المعرفة، وما حديثهم عن الموضوع سوى حلقة اخرى في مسلسل الاهانات التي يحاولون توجيهها للشعب الفلسطيني وقيادته. ومن دون شك انهم، في آخر لحظة، سيفتشون عن مبرر يفسرون به تراجعهم.
واكد عبد ربه ايضا ان موقفه الواثق هذا نابع من ضمانات اميركية واوروبية بهذا الشأن «فواشنطن وحلفاؤها معنيون بنجاح قمة بيروت. وهم يعرفون ان هذا النجاح مشروط بحضور عرفات. اذ ليس من المعقول ان يتخذ العرب قرارات تتعلق بمستقبل الشعب والقضية الفلسطينية من دون ان يكون الرئيس الفلسطيني حاضرا».
يذكر ان وزير الدفاع بنيامين بن اليعزر اعلن امس انه يؤيد السماح لعرفات بالسفر الى الخارج والمشاركة في قمة بيروت والعودة. كما اعلن وزير الخارجية، شيمعون بيريس، موقفا مشابها من مكان وجوده في الصين حيث بدأ امس زيارة رسمية.
وتوجه بيريس الى القمة العربية داعيا الى اقامة لجنة من عدة دول عربية للتفاوض مع اسرائيل حول المبادرة السعودية. واعرب عن امله في ان تصدر عن القمة رسالة سلام تمكن اليهود والعرب من العيش بسلام.
الى ذلك اعلنت رئاسة الحكومة الاسرائيلية في بيان لها ان شارون اكد انه ابلغ تشيني، بمشروعه التوجه الى قمة بيروت، وجاء في البيان ان شارون تحدث عن هذه الفكرة لدى اجتماع الحكومة الاسبوعي. وابلغ الوزراء انه قال لتشيني من الطبيعي ان يسمح لي بمخاطبة قمة بيروت واعرب عن موقف اسرائيل وبرنامجها لانه في اخر المطاف من المستحيل التقدم في خطه من دون اسرائيل.