وزير الخارجية السوداني: سنسلم أبو «أنـس» إلى مصر خـلال أيام

TT

قال وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل ان بلاده ستسلم مصر قريبا مواطنها أبو أنس المصري المحتجز لدى السلطات السودانية. وقال اسماعيل لدى توقفه أمس بمطار القاهرة في طريقه الى بيروت لحضور اجتماعات وزراء الخارجية العرب، ان محاكمة أبو انس المصري تمت لدخوله السودان بطريقة غير شرعية، ولأنه يحمل ايضا اوراقا مزورة وحكم عليه بالسجن 4 سنوات مع الابعاد.

وقال ان هناك اتصالات بين الاجهزة الأمنية في مصر والسودان خاصة انه مطلوب في مصر بعد ان تم الحكم عليه من قبل وسيتم تسليمه الى السلطات المصرية خلال الايام المقبلة.

وكانت «الشرق الأوسط» قد كشفت في عددها الصادر أول من أمس عن هوية أبو أنس المصري بعد تصاعد حالة التكهنات والجدل حول شخصيته بعدما حدث ربط بينه وبين أبو أنس الليبي الذي يعد أحد قيادات تنظيم القاعدة المطلوبين لدى أميركا، وكشفت مصادر أصولية في القاهرة لـ«الشرق الأوسط» عن الاسم الحقيقي لأبو أنس المصري وأنه يعد أحد قيادات تنظيم الجهاد الذي يقوده أيمن الظواهري في الخارج. وأن الاسم الحقيقي لأبو أنس المذكور هو السيد عبد الحميد أحمد عطية وأنه يعد أحد قيادات تنظيم الجهاد المصري الذي يقوده أيمن الظواهري وأن اسمه ورد في لائحة المتهمين في قضية «العائدون من ألبانيا» التي صدرت أحكامها في عام 1999 وضمت 107 صدرت ضد 9 متهمين منهم أحكام غيابية بالاعدام كان على رأسهم زعيم التنظيم أيمن الظواهري وجميع أعضاء مجلس شورى التنظيم في الخارج.

وجاء ترتيبه في لائحة المتهمين في القضية رقم 89 وصدر ضده حكم غيابي بالحبس لمدة 7 سنوات مشيراً إلى أن تحريات المباحث في القضية ذكرت أنه سبق أن تولى مسؤولية محطة التنظيم باليمن، وأنه كان أيضاً أحد مسؤولي التنظيم في السودان بعد ذلك.

وتكشف أوراق قضية «العائدون من ألبانيا» أن أبو أنس الذي عرف بأبو أنس الصغير أنه كان مرتبطاً بالقيادي أحمد حسين عجيزة زعيم تنظيم طلائع الفتح الصادر ضده حكم بالمؤبد في القضية والذي تسلمته مصر من السويد أواخر العام الماضي، وأن أبو أنس من قرية طوخ القراموس التابع لمركز أبو كبير شرقية، وأنه حضر دورات وتدريبات عسكرية في مدينة خوست بأفغانستان وقت الجهاد الأفغاني ضد الروس.

وفيما رجحت مصادر أن يكون أبو أنس المصري غادر مصر في أواخر الثمانينات، أكدت مصادر اخرى أن اسمه لم يرد في أي قضايا أخرى من قضايا الأصوليين في مصر، موضحاً أن اسمه ورد ضمن أقوال المتهم أحمد اسماعيل أحمد عثمان رقم 58 في قضية «العائدون من ألبانيا» بأنه التقاه في مدينة خوست بأفغانستان وحضر معه دورة تدريبية في معسكر بدر أيام الحرب ضد الروس.

وكان وزير الداخلية السوداني اللواء الركن عبدالرحيم محمد حسين كشف أول من أمس ان أبو أنس المعتقل لدى السلطات السودانية هو مصري الجنسية، وليس أبو أنس الليبي الذي يعد أحد قيادات تنظيم القاعدة، غير أن عدم كشف الوزير السوداني عن الاسم الحقيقي للمعتقل المصري لديهم أحدث تباينا بين أوساط المحامين الأصوليين حول شخص أبو أنس المصري إذ نفى بعضهم معرفته تماما بالاسم الحقيقي لهذه الكنية، بينما أكد آخرون ان هذه الكنية ليست غريبة على مسامعهم غير انهم لم يحددوا صاحبها.

وكان الجدل تصاعد خلال الايام الماضية على اثر ما كشفته مصادر صحافية اميركية باعتقال السودان أبو أنس الليبي الذي يعد أحد قيادات تنظيم القاعدة والذي جاء اسمه ضمن قائمة الـ22 متهما المطلوبين من قبل اميركا، وأوردت أيضا ان مصر طلبت تسليمها أبو أنس على خلفية انه كان أحد المشاركين في محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في اديس ابابا عام 1996.