أفغان يهاجمون المسؤول الأمني بخوست ثم يطلبون الحماية من القوات الأميركية

TT

فتح مسلحون النار في ولاية خوست بشرق افغانستان امس على سيارة كان يستقلها رئيس جهاز الأمن ثم توجهوا طالبين الحماية من القوات الأميركية في المنطقة، حسبما افاد حضرة الدين المسؤول عن الاستخبارات في خوست.

ونصب المهاجمون مكمناً لاحدى السيارات التي كان يستقلها رئيس جهاز الأمن في مدينة خوست، سور غل، فقتلوا شخصين وجرحوا اربعة آخرين. واكدت المصادر ان المهاجمين كانوا يستهدفون غل الذي لم يصب.

واوضح حضرة الدين المسؤول عن الاستخبارات في ولاية خوست ان القتيلين هما سائق غل وحارسه الشخصي. واكد حضرة الدين ان المهاجمين توجهوا بعد تنفيذ الاعتداء الى القوات الخاصة الاميركية في خوست طالبين الحماية. وقال «إننا طلبنا من الاميركيين تسليمهم لكنهم لم يفعلوا حتى الآن».

ووقع الهجوم على بعد كيلومترين شمال شرق مدينة خوست بالقرب من المطار حيث ترابط قوات الائتلاف الدولي لمكافحة الارهاب. ويعتبر سور غل من المقربين الى والي الولاية محمد ابراهيم.

وتقع خوست على بعد 70 كيلومترا شرق سهل شاهي كوت حيث شنت القوات الأميركية والحليفة معها مطلع الشهر الجاري عملية «اناكوندا» ضد جيوب مقاومة لعناصر حركة طالبان وتنظيم «القاعدة». وجرح جندي اميركي الاربعاء الماضي خلال هجوم على قاعدة خوست شنته عناصر مجهولة.

ولم تستبعد مصادر محلية ان يكون الهجوم ضد رئيس جهاز الامن في خوست حدث في إطار التنافس بين المجموعات الأفغانية المحلية التي تتعاون كلها مع القوات الخاصة الأميركية، مقابل تلقي كل جندي منها 200 دولار أميركي في الشهر.

على صعيد آخر، اعلن الناطق الاميركي باسم قوات التحالف الميجور براين هيلفرتي امس انه تم نشر عدد من طائرات من طراز «ايه ـ 10 وارتهوج» في افغانستان لاعطاء القوات الحليفة «قوة نار اضافية». واعرب هيلفرتي في لقاء مع الصحافيين في قاعدة باغرام الجوية التي تبعد 50 كلم شمال كابل عن ارتياحه لهذا الدعم «بكونه احد قدماء المحاربين في حرب الخليج». وقال الضابط «نشرنا عدة طائرات من طراز «ايه ـ 10» في افغانستان. انها تقدم دعما للمدفعية وانا سعيد جدا لانها هنا».

وتعرف هذه الطائرات باسم «وارتهوج» لانها تشبه الخنزير البري. وتمتاز هذه الطائرات بحرية كبيرة في الحركة حيث يمكنها ان تحلق على ارتفاع اقل من 300 متر وتستخدم ضد اهداف ارضية لا سيما الدبابات. وقد اظهرت نجاعتها بالخصوص ضد القوات البرية العراقية خلال عملية «عاصفة الصحراء». واضاف الضابط انه تم نشر «عدد قليل» من طائرات «ايه ـ 10» التي كانت ترابط في كارولاينا الشمالية بالولايات المتحدة.

واستخدمت هذه الطائرات اثناء عملية «اناكوندا» التي شنتها القوات الاميركية والحليفة معها مطلع الشهر الجاري ضد فلول «القاعدة» وحركة طالبان في سهل شاهي كوت. وما زالت قوات الائتلاف تقوم بعملية تمشيط في سهل شاهي كوت على الرغم من انتهاء عملية «اناكوندا» الاسبوع الماضي بعد 17 يوما من العمليات.

واكد الضابط ان عمليات البحث مكنت من العثور على «اسلحة خفيفة اخرى ورشاشات ومدافع هاون ووثائق وكمية كبيرة من الذخيرة»، مضيفا «لم نلاحظ نشاطا لدى العدو خلال الايام القليلة الماضية». يذكر ان ثمانية اميركيين وثلاثة افغان قتلوا في بداية هذه العملية التي اسفرت عن مقتل المئات من اعضاء شبكة "القاعدة" وحركة طالبان حسبما اعلنت القوات الاميركية.

وتستطيع طائرة «ايه ـ 10 وارتهوج» ان تحمل على الاقل ست قنابل زنتها 225 كيلوغراما، وأن تحلق على ارتفاع منخفض يمكنه ان يقل عن 30 متراً.

وقال الكابتن طيار جيف بالدوين ان طائرات «ايه ـ 10 وارتهوج» قتلت 200 من مقاتلي «القاعدة» في وادي شاهي كوت اثناء عملية «اناكوندا»، وانها قادرة على اطلاق النار داخل كهوف من النوع الذي قال متحدثون عسكريون اميركيون ان مقاتلي طالبان و«القاعدة» استخدموها هناك. ويقول عسكريون ان احد الاسباب التي تفسر العثور على عدد قليل نسبيا من جثث المقاتلين هو ان بعض الجثث تمزقت اوصالها اثناء عمليات القصف المكثفة.

ووصلت طائرات «ايه ـ 10 وارتهوج» قبيل وصول 1700 من أفراد القوات الخاصة البريطانية التي يفترض نشرها للقيام بعمليات بحلول منتصف ابريل (نيسان) المقبل في اطار المرحلة التالية من العمليات التي تقودها الولايات المتحدة ضد مقاتلي «القاعدة» وطالبان.

وتوقع السرجنت ستيف ملبورن المتحدث البريطاني ان تقوم القوات الخاصة من مشاة البحرية بتنسيق عملياتها في سلاسل الجبال الشاهقة في افغانستان مع القوات الاميركية التي تحاول العثور على جيوب قوات طالبان و«القاعدة» والقضاء عليها. وقال انه لا يدري عن اي عمليات سابقة عملت فيها القوات الخاصة البحرية الملكية مع طائرات «وارتهوج» الاميركية لكنه رحب بقدومها.

من ناحية اخرى اضطرت طائرة «ميغ ـ 21» قادمة من احدى جمهوريات آسيا الوسطى بعد ظهر اول من امس الى اجراء هبوط اضطراري في مطار كابل، وفق ما اعلنت امس القوة الدولية لحفظ السلام «ايساف». وقال الناطق باسم القوة كان اوز «ان وصول الميغ 21 لم يكن متوقعا». واضاف «ان الطيار استقبل من قبل اعضاء في الادارة الافغانية الانتقالية»، موضحا ان الطائرة بدت «في حالة سيئة». وبحسب توني مارشال، وهو ناطق آخر باسم «ايساف»، فان الطائرة يبدو انها قدمت من تاجيكستان. واضاف انه يبدو ان جهاز الراديو في الطائرة لم يكن يعمل بشكل جيد ولم يكن بامكان الطيار توضيح سبب عدم رده على رسائل الراديو التي ارسلت اليه.