انقسام في مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية حول العمليات الانتحارية الفلسطينية ضد مدنيين إسرائيليين

مهاتير يعتبرها ضمن الإرهاب وخرازي يوافق مع معالجة الجذور وقدومي يعترض

TT

كوالالمبور ـ الوكالات: انقسم مؤتمر منظمة الدول الاسلامية الذي افتتح امس في العاصمة الماليزية كوالالمبور حول العمليات الانتحارية الفلسطينية ضد المدنيين الاسرائيليين بعد ان دعا مهاتير محمد رئيس الوزراء الماليزي الى اعتبارها ضمن تعريف الارهاب، بينما وصف في الوقت ذاته ما تقوم به اسرائيل بانه ارهاب ايضا. واعترض فاروق قدومي رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية على ذلك على الفور قائلا للصحافيين انه ليس ضروريا ادانة التفجيرات الانتحارية الفلسطينية ضد المدنيين الاسرائيليين لانه يجب ان تؤخذ في الاعتبار الاسباب التي تدفع شخصا ما الى الرغبة في التضحية بحياته.

واعلن كمال خرازي وزير الخارجية الايراني قبوله لتوصيف المهاجمين الفلسطينيين الذين يفجرون انفسهم بأنهم ارهابيون. لكنه قال ردا على سؤال لرويترز «نعم.. لكن في الوقت نفسه يجب معالجة جذور هذه المشكلة».

واضاف «نؤمن بعدم الاضرار بالمدنيين لكن في نفس الوقت اذا كنا نبحث عن اي حل علينا ازالة جذور هذه المشكلة»، مشيرا الى الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية.

وقد طالب خرازي الدول الاسلامية بقطع علاقتها مع اسرائيل ووقف المفاوضات مع حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون.

ويناقش وزراء خارجية الدول الاسلامية وممثلوهم في منظمة المؤتمر الاسلامي التي تضم 57 عضوا من البان اوروبا الى اندونيسيين في آسيا الى جيانا في اميركا الجنوبية الى موزمبيق في افريقيا، الاسباب الحقيقية للارهاب.

واقترح مهاتير تعريفا للارهاب يشمل كل العنف الذي يستهدف المدنيين والذي قال انه يشمل هجمات 11 سبتمبر ( ايلول) والفلسطينيين والتاميل الذين يفجرون انفسهم بالاضافة الى هجمات اسرائيل في الضفة الغربية.

وقال في افتتاح المؤتمر «اود ان اشير هنا الى ان الهجمات المسلحة او الاشكال الاخرى من الهجمات ضد المدنيين لا بد من اعتبارها اعمالا ارهابية وان يعتبر مرتكبوها ارهابيين».

لكنه صرح بأنه عند دراسة مشكلة الارهابيين لا يمكن تجاهل الاسباب الحقيقية وراء أعمال العنف.

واضاف: لا يمكن ان نرفضهم فحسب كمفسدين حمقى يستمتعون بارهاب الناس. وامتدح مهاتير الحملة التي تشنها الولايات المتحدة ضد الارهاب، وقال: اعتقد ان العالم اجمع يؤيد ذلك لكن للاسف ايدت الولايات المتحدة اعمال الحكومة الاسرائيلية التي ترقى الى حد الارهاب. وقال مهاتير محمد ان القوات الاسرائيلية والنشطين الفلسطينيين مسؤولون بنفس القدر عن نشر الارهاب.

وطالب مهاتير اسرائيل بأن توقف هجومها على الضفة الغربية او ان يجبرها العالم على ذلك.

وقال «المحارق لم تهزم اليهود. وكذلك لن تؤدي المحرقة الثانية التي ضحيتها العرب هذه المرة الى هزيمة العرب، وعلى الاسرائيليين ان يعودوا الى رشدهم وان يختاروا عدم تصعيد الارهاب بدلا من تصعيده. اذا لم يفعلوا ذلك فعلى العالم ان يمنعهم بالقوة».

وحذر رئيس وزراء ماليزيا من ان حملة القمع التي تشنها اسرائيل على الفلسطينيين في الضفة الغربية وضد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لن تؤدي الا الى تشجيع الفلسطينيين الذين يفجرون انفسهم.

وقال «من غير المحتمل ان يردعهم التهديد بالموت. وقتل زعيمهم لن يفيد كذلك، وسيحل زعماء اكثر عنفا محل الزعيم الذي سقط وستستمر الهجمات الارهابية».

وفي بيان تبناه بالاجماع وزراء خارجية منظمة المؤتمر الاسلامي امس في اليوم الاول لمؤتمرهم حذروا من ان اسرائيل تجر منطقة الشرق الاوسط الى حرب مفتوحة وطالبوا مجلس الامن الدولي بفرض عقوبات قد تذهب الى حد استخدام القوة لوقف اعمالها «الارهابية» و«عدوانها» على الشعب الفلسطيني.

وأكد الوزراء في مؤتمرهم المخصص لبحث موضوع الارهاب ان «الاعمال الارهابية والممارسات العدوانية الاسرائيلية التي تشكل تهديدا للسلام والامن الدوليين وتجر المنطقة الى حرب مفتوحة، تتطلب تحركا فوريا من قبل مجلس الامن الدولي لتطبيق الفصل السابع من شرعة الامم المتحدة».

ويجيز الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة استخدام القوة كحل اخير لفرض السلام والامن الدوليين.

وحذر البيان اسرائيل من «العواقب الخطيرة لهجمتها على الرئيس الفلسطيني» ياسر عرفات المحاصر في مكتبه في رام الله منذ فجر الجمعة، في اطار حملة عسكرية واسعة اسفرت عن اعادة احتلال مدن وقرى فلسطينية مشمولة بالحكم الذاتي.

وفي هذا الاطار، طالب البيان «مجلس الامن الدولي، وراعيتي عملية السلام (روسيا والولايات المتحدة) والاتحاد الاوروبي، بتحمل مسؤولياتهم ووقف العدوان الاسرائيلي فورا وسحب القوات الاسرائيلية من كافة الاراضي العربية والفلسطينية المحتلة».

وشجب المؤتمر «ارهاب الدولة الذي تمارسه اسرائيل والمتمثل في اغتيال القادة الفلسطينيين والمدنيين وعناصر الامن والشرطة، وتدمير السلطة الفلسطينية، والمؤسسات والمرافق وفرض الحصار على الشعب الفلسطيني وقيادته»، وطالب «المجتمع الدولي بتحرك فوري لوقف عدوان اسرائيل وممارساتها غير المشروعة ورفع الحصار».

واكد البيان ترحيبه بمبادرة السلام العربية التي تبنتها القمة العربية الرابعة عشرة في بيروت وطالب مجلس الامن الدولي بممارسة ضغوط على اسرائيل لتطبيقها.

ودعت منظمة المؤتمر الاسلامي الى عقد مؤتمر ماليزيا لتفنيد المفهوم الذي يربط بين الاسلام والارهاب في اعقاب هجمات واشنطن ونيويورك التي سقط فيها نحو 3000 قتيل.

ولم تشارك السعودية ومصر والاردن وسورية في المؤتمر بوزراء خارجيتها وتمثلها وفود اقل مستوى.

وقال عضو في الوفد الفلسطيني ان عددا من الوزراء انسحب في اللحظة الاخيرة بعد دعوة ليبية لعقد قمة عربية طارئة لمناقشة الاوضاع في الاراضي الفلسطينية.