القذافي يقود مسيرة كبيرة في طرابلس

مظاهرات طلابية في مصر وصحافية في الأردن واليمن

TT

بينما قاد الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي أمس مظاهرة كبيرة في طرابلس شارك فيها آلاف الاشخاص تضامنا مع الشعب الفلسطيني ورئيسه ياسر عرفات في مواجهة العمليات العسكرية الاسرائيلية، شددت حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» على ضرورة الحفاظ على الامن الوطني للدول العربية التي تشهد شوارعها مسيرات تضامنية مع الشعب الفلسطيني، داعية المتضامنين العرب الى عدم الاشتباك مع رجال الامن القائمين على حفظ النظام العام في البلدان العربية. وقد جرت المظاهرة التي ضمت بحسب المنظمين اكثر من 100 الف شخص من المواطنين الليبيين والرعايا العرب المقيمين في ليبيا، في الساحة الخضراء وسط العاصمة الليبية.

وقال القذافي في خطاب ألقاه امام جمهور المتظاهرين ان «حدودنا مفتوحة واتحدى العرب ان يفتحوا حدودهم للمتطوعين الليبيين للتوجه الى القدس وللتضامن مع ابو عمار».

وخاطب القذافي الاسرائيليين «ايها المساكين لا يغرنكم شارون وقادة الصهيونية انهم ذاهبون وانتم باقون تحت رحمة العرب الذين سيرثون الشرق الاوسط».

وأكد «ان لا مستقبل لهم (الاسرائيليين) ولا لابنائهم في ظل حماية الاسطول الاميركي (...) وليس امام الاسرائيليين الا العيش معنا والاستسلام لنا لان الغلبة ليست بالطائرات ولا بالصواريخ ولكنها بكثرة العدد»، موضحا «ان العرب سيصل عددهم الى 500 مليون (نسمة) في الوقت الذي لا يزيد فيه عدد اليهود عن خمسة ملايين».

وفي القاهرة، منعت قوات الأمن المصرية متظاهرين مصريين من الوصول الى بناية تحتل السفارة الاسرائيلية الطابقين العلويين منها، واعادتهم الى مكان تجمعهم أمام النصب التذكاري لشهداء الطلبة أمام جامعة القاهرة (200 متر من مقر السفارة) بعد استخدام القنابل المسيلة للدموع والاشتباك مع الطلبة مما أدى الى اصابة عدد من الطالبات تم نقلهن الى المستشفيات القريبة بينما تعرض عدد كبير من الطالبات لحالات اغماء.

وكان الآلاف من طلاب جامعة القاهرة وعدد من رموز العمل السياسي والشعبي والمواطنين المصريين قد تجمعوا منذ صباح أمس عند النصب التذكاري لشهداء الطلبة والعمال أمام مدخل جامعة القاهرة.

ووسط حالة من الغضب والسخط الشعبي، تفجرت في شتى أنحاء القاهرة ومختلف المدن والمحافظات المصرية موجة من المظاهرات العارمة ضمت أكثر من مائة ألف من طلاب الجامعات وتلاميذ المدارس في القاهرة والاسكندرية والزقازيق والمنصورة وطنطا والمنوفية وبنها وشبرا الخيمة ودمنهور وميت غمر والسويس والاسماعيلية وبورسعيد وسيناء الشمالية وبني سويف والفيوم واسيوط وسوهاج.

وكانت المظاهرة الأكثر اثارة هي مظاهرة الجامعة الاميركية حيث تظاهر مئات الطلاب، وحاولوا الخروج من مقر جامعتهم الى ميدان التحرير بوسط العاصمة المصرية الذي تجمع به عدد كبير من المواطنين، الا ان قوات الأمن حالت دون ذلك، وأقامت طوقا أمنيا على أسوار الجامعة وكذلك خارج مقر السفارة الاميركية التي تبعد 300 متر عن مقر الجامعة والمداخل المؤدية اليها.

وعبر الطلبة العرب بالجامعة عن غضبهم وأحرقوا العلم الاسرائيلي فيما أحاط المئات من قوات الشرطة. ومن داخل الجامعة الاميركية هتف الطلاب «لا اله الا الله شارون عدو الله» وشارك في المظاهرات بجامعة الاسكندرية أكثر من 9 آلاف طالب وطالبة، فضلا عن الآلاف من الأهالي الذين تجمعوا في أكبر ميادين الاسكندرية واشهرها وهو ميدان المنشية الذي كان يخطب فيه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

وفي عمان نظم حوالي 250 صحافياً أردنياً أمس، اعتصاماً أمام جريدة «العرب اليوم» وذلك ضمن فعاليات التضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب ابادة، وتم حصار رئيسه في غرفتين بمقره في رام الله.

وحمل الصحافيون لافتات دعت الى فتح الحدود العربية أمام المتطوعين العرب، وطرد السفراء الاسرائيليين من بعض العواصم العربية، وقطع جميع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية مع الكيان المحتل، كما قاموا بحرق العلمين الأميركي والاسرائيلي. وهتف الصحافيون بحياة الرئيس عرفات الصامد والمحاصر. وحيا نقيب الصحافيين سيف الشريف، صمود ومواقف الرئيس الفلسطيني المحاصر، واصفاً اياه بالبطل القومي الذي يمثل ضمير الأمة الحي، مطالباً بدعمه بكل الامكانيات.

وبدأت في عمان أمس حملة لجمع المساعدات المادية والعينية للقيام بارسالها الى أهالي رام الله وبيت لحم والمخيمات القريبة منها.

وقال رئيس المجلس المركزي الأرثوذكسي في الأردن وفلسطين الدكتور رؤوف أبو جابر لـ«الشرق الأوسط» ان أهالي هذه المناطق ومخيماتها يعيشون ظروفاً معيشية واقتصادية صعبة جداً جراء ممارسات جيش شارون الارهابي، والتي تمثلت في تدمير جميع البنى التحتية والتنكيل بالجميع، الأمر الذي أدى الى نقص شديد في المواد الغذائية وحليب الأطفال.

ووصف أبو جابر ممارسات الاحتلال بالنازية الجديدة، حيث يقوم الصهاينة بتفجير خزانات المياه، والعبث بمحتويات المنازل التي يقتحمونها ويسرقون ما تقع عليه أياديهم من أموال وأشياء ثمينة.

واقتحمت قوات الأمن الأردنية الجامعة الأردنية أمس لانهاء مظاهرة نظمها طلبة الجامعة احتجاجا على تصعيد العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني.

وقال شهود عيان ان قوات مكافحة الشغب الأردنية اقتحمت الحرم الجامعي بعد ان نظم الطلبة مظاهرة داخل الحرم الجامعي احرقوا خلالها العلم الاسرائيلي. وألقت قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع واستخدمت الهراوات لفض المظاهرة مما أدى الى اصابة عدد من الطلبة فيما ألقى الطلبة الحجارة على قوات الأمن.

واتصل الأمين العام لحزب جبهة العمل الاسلامي حمزة منصور برئيس الحكومة الأردنية علي أبو الراغب ووزير الداخلية قفطان المجالي مطالبا بوضع حد لتدخل قوات الأمن في الجامعة الأردنية و اطلاق سراح الطلبة الذين اعتقلتهم قوات الأمن خلال المظاهرة.

وفي صنعاء نفذ الصحافيون اليمنيون امس اعتصاما امام مبنى السفارة الاميركية. وطالب المعتصمون بطرد السفير الاميركي ادموند هول والى سحب السفير اليمني في واشنطن. واعتبر الصحافيون ان هذه المطالب يتعين تلبيتها من قبل الحكومة اليمنية بسبب الجرائم البشعة التي ترتكبها القوات الاسرائيلية في فلسطين بدعم وتواطؤ من الولايات المتحدة.

واحرق الصحافيون المعتصمون العلم الاسرائيلي فيما رفضوا طلبا من السفير الاميركي هول بانتداب من يمثلهم للالتقاء به في السفارة احتجاجا وتنديدا بالموقف الاميركي المساند والمبارك للجرائم الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني.

وفي بيان صدر عن المعتصمين طلبوا فيه من الحكومة اليمنية ايقاف كل اشكال التعاون مع الولايات المتحدة وتحديدا التعاون الامني الساري بين الامن اليمني واجهزة الامن الاميركية.

وفي دبي، ذكرت وكالة انباء الامارات ان المؤسسات الصحافية والاعلامية في الامارات العربية المتحدة توقفت عن العمل خمس دقائق أمس تضامنا مع الانتفاضة الفلسطينية.

وقالت الوكالة ان هذا الاجراء جاء تلبية لدعوة جمعية الصحافيين الاماراتيين «من اجل التضامن مع الانتفاضة الفلسطينية التي تواجه العدوان الفاشي الصهيوني وتأييدا للمقاومة الفلسطينية ضد العدوان الاجرامي».

وتوقف البث في الوكالة والعمل في المؤسسات الصحافية والاعلامية الاماراتية خمس دقائق. ووجه الاعلاميون في الامارات تحية الى «زملائهم الذين يعملون في الاراضي المحتلة وينقلون للعالم الصور الوحشية والهمجية التي يمارسها العدو الصهيوني»، داعين كافة الاعلاميين في العالم الى «العمل على فضح العدوان الصهيوني والتواطؤ الاميركي».

من جهة اخرى، دعت جمعية الصحافيين في الامارات الى اعتصام أمس في مقرها في دبي تضامنا مع الشعب الفلسطيني في «محنته الراهنة». وقرر المعتصمون تسيير مسيرة سلمية للسفارة الاميركية في ابوظبي والاجتماع مع المسؤولين فيها لابلاغهم بالاحتجاج على موقف الادارة الاميركية.

وقالت الجمعية في بيان تسلمت وكالة الصحافة الفرنسية في دبي نسخة منه «انها ستقوم اليوم (امس) بحملة لجمع توقيعات لدعوة القادة العرب الى اتخاذ مواقف فعالة ضد النازية الاسرائيلية التي تتم تحت عباءة اميركية». كما دعت الجمعية الى «تفعيل المقاطعة العربية للكيان الصهيوني والدول المساندة له بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا»، مؤكدة ضرورة ان «تمتد هذه المقاطعة لكافة الاصعدة والمستويات».

وفي دمشق، قررت نقابة المحامين السوريين خلال اجتماع عقدته أمس تعليق المرافعات اليوم في كافة محاكم المحافظات السورية لمدة ساعتين ورفع العلم الفلسطيني على مقرات نقابة المحامين تضامنا مع الشعب الفلسطيني.

وفي تونس، تظاهر بعد ظهر امس آلاف الاشخاص بدعوة من التجمع الدستوري الديمقراطي (الحزب الحاكم) تضامنا مع الشعب الفلسطيني ورئيسه عرفات.

وحمل المتظاهرون محاطين برجال الشرطة من امام ساحة افريقيا في قلب العاصمة التونسية والى حدود مقر التجمع اعلام تونس وفلسطين ولافتات تحمل عبارات مساندة للشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية.

وفي عوكر (لبنان)، نظم حوالي 200 من الاطباء والممرضات الفلسطينيين أمس اعتصاما بالقرب من السفارة الاميركية في الضاحية الشمالية الشرقية لبيروت احتجاجا على اطلاق النار الذي يتعرض له العاملون في القطاع الطبي في الاراضي الفلسطينية.

وجرى الاعتصام الذي نظمه الهلال الاحمر الفلسطيني امام الحاجز الاخير للجيش اللبناني الذي يحرس منافذ السفارة، كما اكد مصور وكالة الصحافة الفرنسية.

وأعلنت مسيرة شعبية خرجت في الخرطوم امس دعماً للسلطة الفلسطينية، وهي الثالثة من نوعها في أقل من اسبوع، ان جماهير الشعب السوداني قررت التعبئة العامة «لأن الجهاد أصبح فرض عين على الجميع، وواجب يمليه الدين والفطرة السوية لكل انسان حر».

وقالت مذكرة سلمها البروفيسور ابراهيم احمد عمر الأمين العام للمؤتمر الوطني (التنظيم الحاكم) لممثل الأمين العام في الخرطوم «نعلن للعالم اجمع ولاخوتنا في فلسطين اننا معهم في خندق واحد فكراً ومالاً وجهاداً». وأضافت المذكرة الموجهة للأمين العام للأمم المتحدة «انها لفرصة سانحة وقد وقف فيها احرار العالم كلهم ومحبو السلام ضد شارون ان تندفعوا لاقامة العدل ونصرة المظلوم».

وكانت المسيرة التي ضمت العاملين في المؤسسات المختلفة بالعاصمة قد تجمعت في ساحة الشهداء حيث خاطبها البروفيسور عمر مطالباً الأمة العربية باتخاذ موقف محدد في شأن القضية الفلسطينية وتناسي خلافاتها.

وأصدرت الأحزاب المسجلة وفق القانون وعددها 17 والمشاركة في المسيرة بياناً طالبت فيه بالمقاطعة الشاملة للشركات والبضائع ومصالح الجهات الداعمة للعدو وان تلتزم الدول العربية التي تقيم علاقات مع اسرائيل بقطع هذه العلاقات واغلاق مكاتبها وسفاراتها وابلاغ الدول المساندة لها باحتجاجنا ورفضنا لمسلك العدو، وأعلنت هذه الأحزاب بالاشتراك مع النقابات عن تكوين جهاز للتنسيق لمتابعة تطورات القضية.

وفي استراليا، قام نحو الف من المؤيدين الفلسطينيين بمسيرة سلمية الى القنصلية الاسرائيلية في سيدني امس احتجاجا على حملة القمع الاسرائيلية ضد النشطين الفلسطينيين.

وقال المحتجون الذين رفعوا لافتات كتب عليها «اوقفوا الاحتلال»، و«شارون قاتل» ان الوقت قد حان كي تتخذ الحكومة المحافظة في استراليا موقفا ضد اسرائيل بدعوتها الى سحب قواتها من الضفة الغربية.

وقال متحدث باسم حملة فلسطين لحقوق الانسان والتي نظمت المسيرة «نتعشم ان ينهض جون هاوارد (رئيس الوزراء الاسترالي) وحكومته ويتخذان موقفا ضد ما لا يمكن وصفه الا بجرائم في حق الانسانية».

واوضحت الشرطة ان الاحتجاج بدأ في الساعة 12 ظهرا بالتوقيت المحلي، وان عدد المحتجين تزايد الى نحو الف في غضون نصف ساعة. ولم يتم اعتقال احد ولم يصب احد بسوء.

وكانت القنصلية الاسرائيلية الموجودة في قلب سيدني مغلقة أمس بمناسبة عطلة عيد القيامة.

ووصف هاوارد اول من أمس اعمال العنف المتصاعدة في الشرق الاوسط بأنها «مفجعة بما يفوق التصور» ولكنه حرص على عدم الانحياز لأي من الجانبين.