السعودية ترفض محاولات بعض الدوائر في الغرب الصاق صفة الإرهاب بالإسلام

TT

اكدت السعودية على رفضها محاولات بعض الدوائر في الغرب على الصاق صفة الارهاب بالاسلام، مؤكدة في ذات الوقت أن الانضمام الى الاتفاقيات المتعلقة بالارهاب يجب أن يلازمه صدق النوايا ومضاء العزيمة على مكافحة هذه الظاهرة الخطيرة والقضاء عليها. وجاء في كلمة السعودية التي القاها امس في كوالالمبور مساعد وزير الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني في الدورة الطارئة لوزراء خارجية منظمة المؤتمر الاسلامي حول الارهاب رفضها لمحاولات بعض الدوائر في الغرب استغلال احداث 11 سبتمبر (ايلول) الارهابية خارج نطاقها الحقيقي وذلك بالعمل على الصاق صفة الارهاب بالاسلام وحضارته واتباعه. وقال الدكتور عبيد: «هذا امر لا يقل في تداعياته وآثاره التدميرية عن تلك التي احدثتها تفجيرات نيويورك وواشنطن، بل اننا نعتقد يقينا ان هناك توافقا وتلاقيا في المصالح والاهداف بين مرتكبي احداث 11 سبتمبر واولئك الساعين لربط الارهاب بالمسلمين حيث يجتمع الفريقان على ايجاد هوة سحيقة يصعب ردمها بين العالم الاسلامي والغرب».

واضاف قائلا: «مع ان دولنا قد ادانت وبكل قوة تلك الاعمال واستنكرتها بكل شدة باعتبارها أعمالا اجرامية ضد الحضارة الانسانية ومتنافية مع تعاليم وقيم ديننا الاسلامي الحنيف وبالرغم من ان دولنا قد انضمت الى جهود التحالف الدولي لمكافحة الارهاب الا ان هذه الدوائر في الغرب لا تزال تصم آذانها عن هذه الحقائق وتسير في مخططها لربط الارهاب بالمسلمين، انهم بهذا الموقف الموغل في الحقد والكراهية يريدون ان يحملوا اكثر من مليار ونصف المليار مسلم أي نحو ربع سكان الارض تبعات أعمال نفر من الظالمين الخارجين اصلا عن تعاليم دينهم وقيم امتهم».

واستشهد الدكتور مدني في كلمته بأن الحضارة الاسلامية تدين وترفض بشكل قاطع كل مظهر من مظاهر ترويع الابرياء أو المساس بممتلكاتهم ووسائل عيشهم وأماكن عباداتهم أو الاعتداء على الضعيف والعاجز حتى في حالات الحرب. وأكد مساعد وزير الخارجية أن موقف الدين الاسلامي الحنيف من الارهاب واضح وضوح الشمس فهو ينهى عن قتل النفس التي حرم الله الا بالحق ويحرم التعدي عليها بغير الحق ويجعل من ذلك أشد الكبائر وأنكر المنكرات كما يجعل المحافظة عليها واحترام وجودها والدفاع عنها من أحسن القربات وافضل الاعمال. واوضح مساعد وزير الخارجية أن السعودية عانت من حوادث ارهابية كثيرة أدت الى ازهاق أرواح بريئة، حيث كانت المملكة من أوائل الدول التي تنبهت لخطر الارهاب ودعت الى تكاتف الجهود لمحاربته على كافة المستويات وقامت بدور نشط في اقرار الاتفاقيات العربية والاسلامية والدولية التي تكافح الارهاب. واضاف في هذا الصدد قائلا: «كما بادرت المملكة العربية السعودية الى استنكار الجرائم الارهابية البشعة التي شهدتها الولايات المتحدة والى التعاون بما تراه واجبا مع المجهود الدولي للوصول الى الجناة ومعاقبتهم وفي شن حملة لا هوادة فيها على الارهاب كما تعرفه وتعمل على أن تطال هذه الحملة كل مصادر الارهاب وتحمي ضحاياه أينما كانوا».

وأوضح ان معالجة موضوع المؤتمر لا تأتي من فراغ فهناك مرجعيات محددة لا بد ان تشكل بالنسبة للمجتمعين منطلقا لبلورة ما يراد التوصل اليه في الاجتماع، مشيرا الى مدونة السلوك لمكافحة الارهاب التي اقرتها منظمة المؤتمر الاسلامي والتي اعقبتها معاهدة منظمة المؤتمر الاسلامي لمكافحة الارهاب الدولي، وأعمال الدورة الطارئة التاسعة لوزراء خارجية الدول الاعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي والتي عقدت في مدينة الدوحة في شهر اكتوبر (تشرين الاول) الماضي والمنتدى المشترك لمنظمة المؤتمر الاسلامي والاتحاد الاوروبي الذي عقد في مدينة اسطنبول في شهر فبراير (شباط) من العام الحالي.