تصاعد مخاوف الطائفة اليهودية في فرنسا ودعوة للتظاهر تأييدا لإسرائيل

TT

فيما دعت ست منظمات يهودية الى التظاهر يوم الاحد المقبل للتعبير عن التضامن مع اسرائيل ومع الطائفة اليهودية الفرنسية بعد سلسلة الاعتداءات التي ضربت في الايام الاخيرة اماكن العبادة واملاكاً يهودية، استقبل رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان عصر امس وفدا يمثل الطائفة اليهودية، جاءه طلباً لمزيد من الحماية لاماكن العبادة والمؤسسات اليهودية بشكل عام.

ورغم اجماع الطبقة السياسية الفرنسية على ادانة هذه الاعتداءات، فإن روجيه كيكرمان رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا، والذي كان امس على رأس الوفد الذي استقبله جوسبان، هاجم بعنف الحكومة الفرنسية التي «تذرف دموع التماسيح» على الجالية اليهودية الفرنسية كلما تعرضت لاعتداء «لكنها لا تقوم بأي تدبير حقيقي» لتلافي هذه الاعتداءات.

ودعا كيكرمان وغيره من الشخصيات اليهودية الفرنسية مثل جان خان، رئيس الهيئة التمثيلية ليهود فرنسا وباتريك كلوغمان، رئيس اتحاد الطلبة اليهود في فرنسا، السلطات الرسمية الى تحمل مسؤولياتها وعدم التهرب من مواجهة الحقيقة، اي «تعرض يهود فرنسا الى حملة مناهضة للسامية وعنصرية».

وكان الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي زار صباح امس الكنيس اليهودي في مدينة لوهافر (شمال فرنسا) دعا الحكومة الى «تشديد تدابير الحماية على اماكن العبادة (اليهودية) وتوفير كل الوسائل اللازمة من اجل القبض على المسؤولين» عن الاعتداءات.

وتأتي هذه الاحداث في فرنسا لتضع وجها لوجه الجالية الاسلامية والعربية من جانب والطائفة اليهودية الفرنسية من جانب آخر ولتخطف الانتباه الذي كانت توليه وسائل الاعلام الفرنسية للحرب الاسرائيلية على الفلسطينيين وعلى المظاهرات المتكررة التي حصلت في فرنسا اخيرا دعماً للانتفاضة والدعوة الى اقامة دولة فلسطينية بحيث انصرف اهتمام هذه الوسائل لتغطية عمليات الاعتداء على المؤسسات اليهودية ورصد ردود الفعل عليها.

وتتخوف اوساط فرنسية مسؤولة من نتائج هذه الاحداث على الاستقرار السياسي والاجتماعي في فرنسا وتحديدا على التعايش بين اليهود والعرب والمتحدرين من اصول عربية في المدن الكبرى وضواحيها.

بالاضافة الى ذلك فإن هذه الاحداث الحاصلة في عز الحملة الانتخابية الرئاسية في فرنسا تربك السياسيين بحيث ان اي خطوة ناقصة او اي تصريح في غير مكانه يمكن ان يؤثر حتى على العملية الانتخابية وعلى نتائجها.

وفي التاسع من الشهر الجاري يقوم المرشح جاك شيراك بزيارة لمسجد باريس الكبير بدعوة من جمعيات فاعلة في اوساط الهجرة والمهاجرين المغاربيين في فرنسا. وتقدر هذه الاوساط اعداد الناخبين من اصول عربية واسلامية في فرنسا بما يجاور المليوني ناخب فيما الطائفة اليهودية في فرنسا (الاكبر في اوروبا) يقل عددها عن 900 الف شخص.