مصر والأردن يرفضان تهجير الفلسطينيين وماهر يستبعد عقد قمة طارئة

TT

جدد وزير الخارجية المصري احمد ماهر موقف مصر الرافض بشدة ترحيل أي فلسطيني من وطنه الى أراضيها، وقال ان هذا موقف ثابت للسياسة المصرية يتطابق معه موقف الاردن.

وبالنسبة للاتصالات الجارية بين الدول العربية استبعد ماهر في تصريحات مساء أمس عقد قمة عربية في الوقت الراهن، قائلا «اننا عائدون من قمة بيروت قبل عدة أيام»، إلا انه أشار الى ان الاتصالات والمشاورات تشمل القادة العرب ووزراء خارجيتهم عبر ما سماه «دبلوماسية الهاتف».

وقال ماهر ان الاتصالات التي أجراها اليوم (أمس) ركزت على نقطتين أولاهما الوضع بالنسبة للحصار على الرئيس ياسر عرفات وبالنسبة لغزو القوات الاسرائيلية للمدن الفلسطينية، «وقد اتصلت بالسفير الاميركي وبوزير خارجية روسيا ولبنان والاردن والأمين العام لجامعة الدول العربية».

واضاف ماهر انه اتصل أيضا بالرئيس عرفات وكان محور الحديث يدور حول الوضع الحالي وكيفية العمل على وقف العدوان الاسرائيلي وتبادل الرأي بالنسبة لفكرة عقد اجتماع للجنة المتابعة العربية التي لم تكن قد تم تشكيلها بعد ان اتخذت القمة العربية الاخيرة قرارها بتشكيلها ونبحث الآن متى تنعقد على مستوى وزراء الخارجية.

وتضم اللجنة في الأغلب وزراء من مصر وسورية ولبنان والاردن وفلسطين والمغرب واليمن والسعودية وستقوم الرئاسة اللبنانية باتصالات لتحديد موعد اجتماع لجنة المتابعة.

وحول وجود خطة اسرائيلية لترحيل الفلسطينيين، قال ماهر: «نحن لم نسمع بها ونحن ضد أي ترحيل للفلسطينيين من موطنهم سواء كان عددهم خمسة أو أكثر أو أقل، وموقفنا الثابت هو رفض ترحيل الفلسطينيين، واعتقد انه موقف الاردن المعلن أيضا».

وقال ماهر نحن نتحرك بالاسلوب الذي نراه محققا للهدف، وهو انهاء العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني وعلى قياداته، ونبذل كل ما نراه محققا لهذا الهدف، وهناك بحث مستمر وبشكل يومي للموقف، والهدف هو انهاء الاحتلال الاسرائيلي ليس فقط للمناطق بل لكل الاراضي الفلسطينية وسنستمر في العمل من أجل هذا الهدف».

وحول الموقف الاميركي والروسي قال ماهر ان الولايات المتحدة وروسيا راعيتان لعملية السلام ونحن ننتظر منهما ان يتحملا مسؤوليتهما في هذا الشأن.

وحول الانتقادات الفلسطينية للمواقف الرسمية العربية، قال ماهر ان هذا النقد نسمعه في بعض محطات التلفزيون من بعض الاشخاص غير المسؤولين.

الى ذلك، علمت «الشرق الأوسط» ان القاهرة تدرس عدة خيارات وبدائل للتعامل مع الوضع الراهن والعمل على ردع حكومة ارييل شارون والرد على ممارساتها العدوانية ضد الفلسطينيين.

وكشفت مصادر «الشرق الأوسط» ان هناك عدة خيارات يتم التداول بشأنها في اطار من التنسيق بين القاهرة وعمان في شأن ما يمكن اتخاذه من اجراءات تمس علاقات الدولتين العربيتين باسرائيل والتي تربطهما معاهدات للسلام.

وواصلت المجموعة الوزارية السياسية برئاسة الدكتور عاطف عبيد رئيس مجلس الوزراء وعضوية أغلبية الوزراء اجتماعاتها التي بلغت ثلاثة فقط خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية لدراسة ما وصفه صفوت الشريف وزير الاعلام المصري بأنه تقدير للموقف الناجم عن احتلال اسرائيل للمدن الفلسطينية واستمرارها في التصعيد والقتل الجماعي.

وقال الشريف ان الاجتماعات التي شارك فيها رئيسا مجلسي الشعب والشورى تتم بناء على تكليف من الرئيس المصري حسني مبارك، مشيرا الى عزم الحكومة على عقد اجتماعات تالية في وقت لاحق.

وعلمت «الشرق الأوسط» ان الرئيس مبارك اصدر تعليمات بتشكيل غرفة عمليات طارئة لمتابعة التطورات الراهنة في فلسطين المحتلة واجراء تقييم للسيناريوهات المتوقعة بشأنها.

وأبلغت مصادر مسؤولة «الشرق الأوسط» ان من بين الخيارات التي تبحثها القاهرة حاليا سلسلة من الاجراءات العقابية ضد الحكومة الاسرائيلية، من بينها خفض التمثيل الدبلوماسي المتبادل وطرد السفير الاسرائيلي في القاهرة احتجاجا على استمرار قوات الاحتلال في محاصرة الرئيس الفلسطيني عرفات في مدينة رام الله المحتلة.

وفي الاردن بدت حركة المسافرين بين الأردن والأراضي الفلسطينية أمس ضعيفة جدا في الاتجاهين، فيما حذر وزير الإعلام الأردني محمد العدوان من المساس بسيادة الأردن، وقال في تصريحات للصحافيين ان بلاده لن تسمح لأي طرف بالمساس بسيادته على أرضه.

وكان الوزير الأردني يرد على ما تناقلته بعض وسائل الإعلام حول نية الحكومة الاسرائيلية ترحيل مئات من المواطنين الفلسطينيين الى الاردن حين قال ان موقف الدولة الاردنية واضح وثابت وصريح، حيث اكد الاردن دوما انه لن يسمح ولا بأي حال من الاحوال بالتهجير القسري للمواطنين الفلسطينيين.

وجدد العدوان دعم الاردن لصمود الشعب الفلسطيني، مؤكدا حقه في البقاء على ارضه واقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني.

وقالت مصادر مطلعة في ادارة مفارز أمن الجسور التابعة لمديرية الأمن العام الأردنية ان حركة المسافرين الى الأراضي الفلسطينية ضعيفة وشبه معدومة وكذلك فإن حركة القادمين من الأراضي الفلسطينية الى الأردن ضعيفة بسبب الإغلاق والحصار الذي تفرضه سلطات الاحتلال الاسرائيلي على المدن الفلسطينية.

وأضافت المصادر أن حركة المسافرين بدت ضعيفة منذ بدء العمليات العسكرية واحتلال مدينة رام الله ومحاصرة المدن الفلسطينية. واشارت الى أن أمس لم يتجاوز عدد القادمين الى عشرة مواطنين وكذلك فإن عدد المغادرين الى الاراضي الفلسطينية وصل الى أربعة مسافرين.

وأوضحت المصادر أن تعليمات صدرت بمراقبة حركة الجسور واتخاذ إجراءات سريعة لمنع تدفق أعداد كبيرة الى الأردن إذا حاولت إسرائيل تفريغ الأراضي الفلسطينية.

وقالت المصادر ان هذه التعليمات متخذة منذ اندلاع الانتفاضة في سبتمبر (ايلول) العام قبل الماضي وانه جرى التأكيد عليها قبل عدة أيام.

ورحبت دولة قطر بدعوة كل من اليمن وليبيا عقد قمة عربية طارئة للنظر في الأوضاع الخطيرة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة جراء العدان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني وقيادته، وقيام القوات الاسرائيلية باعادة احتلال مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية وخاصة في رام الله، واستهدافها محاصرة وتدمير مقر الرئيس ياسر عرفات، جاء ذلك في تصريح لمصدر مسؤول بوزارة الخارجية لوكالة الأنباء القطرية.

وأضاف المصدر قطر أبلغت امس الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ترحيبها وموافقته على عقد هذه القمة.