المحققون الأميركيون يستجوبون «أبو زبيدة المحتمل» مرجحين الحصول منه على معلومات حول مكان بن لادن

التحقيقات حول تفجير كنيسة إسلام آباد أدى إلى اعتقال 45 من «القاعدة» وطالبان فروا من تورا بورا إلى باكستان

TT

في الوقت الذي اكد فيه مسؤولون اميركيون القاء القبض على احد كبار قيادات «القاعدة»، وترجيحهم ان يكون بالفعل أبو زبيدة المسؤول الثاني في التنظيم، أعربت أجهزة الأمن الباكستانية عن اعتقادها ان حملة المداهمات التي أسفرت عن اعتقال هذا القيادي ستقود الى الكشف عن مكان وجود اسامة بن لادن نفسه.

واكد مسؤول أميركي كبير في واشنطن اول من امس ان الرجل الذي اعتقل الخميس الماضي «يحتمل ان يكون ابو زبيدة ولكننا لسنا متأكدين مائة في المائة من ذلك». كما اوضح ان الرجل سلم وهو «الآن موجود بين ايدي السلطات الاميركية». واضاف «اذا كان هو بالفعل، فهذه ضربة قوية لتنظيم القاعدة».

وكانت اجهزة الأمن الباكستانية بالتعاون مع 14 من عناصر مكتب المباحث الفيدرالي الاميركي (إف. بي. آي) قد شنت حملة المداهمات في مدينتي فيصل آباد ولاهور الباكستانيتين وفي مكان ثالث لم يعلن عنه واعتقلت 54 من عناصر «القاعدة» وحركة طالبان، اضافة الى عشرات آخرين من عناصر اصولية باكستانية حسبما افادت المصادر التي اكدت ان ضباط الـ «اف. بي. آي» هم الذين زودوا رجال الامن الباكستانيين بالمعلومات عن اماكن اختباء المشتبه فيهم.

وجاءت حملة المداهمات هذه في اطار التحقيقات التي جرت بشأن الهجوم الذي استهدف في 17 مارس (آذار) الماضي كنيسة في اسلام آباد وادى الى مقتل خمسة اشخاص بينهم زوجة دبلوماسي اميركي وابنته.

وقال المسؤول الاميركي ان المحتجز الذي يعتقد انه ابو زبيدة اصيب بجروح في الغارة. واضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه «اصيب بعدة طلقات اثناء محاولته الهرب من مجمع فيصل آباد. وهو الآن يخضع للعلاج وسيستجوب بشأن المعلومات التي لديه عن خطط للقيام بانشطة ارهابية». واكد المسؤول الاميركي ان الغارات أدت الى اعتقال «عشرات» من المتشددين العرب والباكستانيين، لكنه رفض الكشف عن اماكن احتجازهم لدواع امنية.

واكد مصدر امني باكستاني ان محققين اميركيين وباكستانيين بدأوا استجواب المعتلقين في لاهور، وخصوصاً حول مكان وجود بن لادن المحتمل. ورفض المصدر الكشف ما اذا كان اي من المعتقلين قد ادلى بمعلومات حتى الآن حول المكان المحتمل الذي يختبئ فيه زعيم «القاعدة». واضاف المصدر ان عناصر «القاعدة» وطالبان الذين القي القبض عليهم في مداهمات الاسبوع الماضي كانوا قد فروا من منطقة تورا بورا الواقعة في شرق افغانستان والتي تعرضت الى قصف اميركي مكثف في ديسمبر (كانون الاول) الماضي.

وتسعى السلطات الاميركية للتأكد من هوية المشتبه في كونه ابو زبيدة عن طريق «وسائل عدة» حسبما افاد المسؤول الاميركي. واشار المسؤول الى ان الامر يختلف عن بن لادن «الذي يمكن التحقق من هويته عن طريق اخذ عينات من شعره ومقارنتها مع عينات شعر من اشقائه عبر اجراء فحص الحمض النووي». وقال المسؤول الاميركي «حتى يقرر المشتبه فيه التحدث فان الامر قد يستغرق وقتاً» للتأكد من انه بالفعل ابو زبيدة.

وتسعى السلطات الاميركية استخدام تقنيات عديدة للتأكد مما اذا كان المعتقل هو ابو زبيدة بالفعل. ومن ذلك على سبيل المثال، عرض صورته على الجزائري احمد رسام المعتقل لدى الولايات المتحدة والمدان بتهمة محاولة تفجير مطار لوس انجليس الاميركي. وكان رسام قد اعترف انه التقى بأبو زبيدة مرات عدة، وهو (رسام) الآن يتعاون بشكل أكبر مع السلطات الاميركية على امل تخفيف العقوبة ضده.

وفي حال تأكد ان المشتبه فيه هو ابو زبيدة، فانه سيكون اهم قائد في تنظيم «القاعدة» يلقى عليه القبض منذ بدء الحملة العسكرية الاميركية في أفغانستان في 7 اكتوبر (تشرين الاول) الماضي.

والاسم الحقيقي لأبو زبيدة هو زين العابدين محمد حسين، كما يعتقد انه يستخدم اسماً آخر هو عبد الهادي عبد الوهاب. وافادت المصادر الباكستانية انه كان يستخدم كنية اخرى هي «ابو عبيد» اثناء اعتقاله في فيصل آباد. وولد ابو زبيدة عام 1973 في السعودية، ويتحدر من عائلة فلسطينية من غزة. وقيل انه التقى باسامة بن لادن عندما كان في العشرينات من عمره. وقد عاش في باكستان لسنوات. ويتحدث الانجليزية كما يحمل جوازات سفر عدة. وورد اسم ابو زبيدة كذلك في الاعترافات التفصيلية التي ادلى بها الجزائري جمال بقال الذي احتجز في الامارات العربية في يوليو (تموز) الماضي، وتم ترحيله الى فرنسا لاحقاً. وقال بقال انه التقى اكثر من مرة بأبو زبيدة مسؤول التدريب والأمن في معسكرات بن لادن، بجلال آباد.

وتعتبر اجهزة الاستخبارات الاميركية ابو زبيدة احد اهم مساعدي بن لادن، ومن اقرب المقربين اليه وانه مطلع بشكل جيد على نشاطات «القاعدة» وخصوصاً المالية منها خارج افغانستان. كما تشتبه في انه نسق مؤامرة تفجيرات الالفية في الولايات المتحدة والاردن. وقد احبطت مؤامرة تفجيرات الاردن حيث اعتقلت السلطات 13 شخصا، الا ان ابو زبيدة تمكن من الفرار الى افغانستان. وقد ادرج اسم ابو زبيدة على لائحة المجموعات التي يشتبه في انها ارهابية والشركات والعناصر التي جمدت حساباتها في الولايات المتحدة بناء على مرسوم الرئيس الأميركي جورج بوش الصادر في 23 سبتمبر (ايلول) الماضي.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»