لحود يستنكر الصمت الدولي وعلي صالح يحتج على «عجز العرب» وصدام يشيد بالعمليات الاستشهادية

* مشاورات لبنانية مغربية سورية حول الوضع * موسى: «الحل الوحيد مقاومة إسرائيل» * الأردن لا ينوي طرد السفير الإسرائيلي

TT

استنكر رئيس القمة العربية، الرئيس اللبناني اميل لحود، الصمت الدولي حيال السياسة الاسرائيلية الرافضة لمبادرة السلام العربية، محذراً من ان هذه السياسة «تهدد استقرار المنطقة بكاملها». كما استهجن المواقف الاميركية التي «تساوي بين المحتل والمقاوم».

وجاءت هذه المواقف في بيان صدر امس عن الرئيس لحود اشار فيه الى «ان الموقف الذي اطلقه رئيس الوزراء الاسرائيلي امس (اول من امس) يؤكد مجدداً السياسة الاسرائيلية الرافضة لمبادرة السلام التي اطلقتها القمة العربية في بيروت. وقد آن الاوان لكي تدرك اسرائيل ان سياسة فرض الامن بالقوة لن تنجح في دفع الشعب الفلسطيني الى التخلي عن حقوقه او في دفع السلطة الفلسطينية للعب دور الشرطي المدافع عن هذا الاحتلال. كما آن الاوان للمجتمع الاسرائيلي ان يستخلص ان سياسة حكومته المستمرة منذ سنة ونصف السنة لن توفر له الامن والاستقرار طالما ان جيشه لا يزال يحتل الاراضي العربية رافضاً تنفيذ القرارات الدولية».

وأضاف البيان ان رئاسة القمة العربية تدعو مختلف المراجع الدولية الى فرض ارادتها على اسرائيل لمنعها من التمادي في هذه السياسة الاجرامية التي لن تزيد الوضع الا تدهوراً، والتي لن تؤدي في اي حال من الاحوال الى تراجع الشعب الفلسطيني عن المطالبة بحقوقه المشروعة».

وتلقى الرئيس لحود امس اتصالاً هاتفياً من العاهل المغربي الملك محمد السادس قبيل مغادرته بيروت عائداً الى بلاده بعد ترؤسه وفد المغرب الى مؤتمر القمة العربية.

وقالت مصادر الرئاسة اللبنانية انه تم خلال الاتصال «التشاور حول نتائج المساعي العربية والاقليمية والدولية الجارية لمعالجة الوضع المتفجر في الاراضي الفلسطينية وتقويم ردود الفعل والخطوات الواجب اتباعها لاستكمال التحرك العربي لمواجهة التطورات».

وكان الرئيس لحود قد تلقى ليل اول من امس اتصالاً هاتفياً من الرئيس السوري بشار الاسد تم خلاله التداول في آخر التطورات المتصلة بالوضع الخطير الذي تعيشه المناطق الفلسطينية. وعرض الرئيسان لحود والاسد نتائج الاتصالات الجارية لمعالجة الوضع في الاراضي الفلسطينية والمساعي التي قاما بها مع المحافل الاقليمية والدولية لوقف العدوان الاسرائيلي وفك الحصار عن الرئيس الفلسطيني.

وفي بغداد أشاد الرئيس العراقي صدام حسين أمس بسلسلة العمليات الاستشهادية الاخيرة في اسرائيل مؤكدا انها «اشارات خير لنصر الامة العربية» على اسرائيل.

ونقلت الصحف الرسمية العراقية عن الرئيس العراقي قوله خلال استقباله عددا من علماء ورجال الدين في العراق ان «الله راض عن هذه الامة بعد ان ارتقت بروحها بالتضحية الى المستوى الذي نراه على شاشات التلفزيون، فها هي شابة في عمر السادسة عشرة تقدم نفسها ضحية لوجه الله ودفاعا عن المبادئ التي يؤمن بها الشعب العربي الفلسطيني الذي هو جزء من امتنا.. وهذه كلها اشارة خير لنصر الامة ان شاء الله».

واضاف ان «هذه المظاهر كلها تقترب الى المظاهر التي قرأنا عنها وعبر عنها المسلمون في صدر رسالة الاسلام، وان تعود روح الاسلام بنفس حالة الاشعاع التي كانت عليها في صدر الاسلام بعد الف واربعمائة سنة لتعبر بهذا المستوى الرفيع عن التضحية بالنفس تقربا لله».

وتابع ان «الامة العربية ليست ضعيفة ولم تكن في كل تاريخها ضعيفة، فقد اعتمد، سبحانه وتعالى الانبياء والرسل منها، اختار ان تكون ارضها ارض الانبياء والرسل، وقد خصها سبحانه وتعالى بالكثير الكثير ليكون دورها قياديا للامم الاخرى بصيغة نقل الرسالة عن طريق الانبياء والرسل او بصيغة اسبقية الايمان لحمل الرسالة الى ابعد مكان في الارض.. لذلك لا يمكن ان تكون ضعيفة».

* بغداد تدعو إلى استعمال سلاح النفط

* ومن جهتها دعت القيادة القومية لحزب البعث العراقي الدول العربية لاستخدام النفط سلاحا لمعاقبة الدول التي تدعم اسرائيل ولوقف العمليات العسكرية الاسرائيلية الحالية ضد الفلسطينيين.

وجاءت الدعوة العراقية في بيان نشرته امس الصحف العراقية، وقالت فيه «استخدموا النفط سلاحا في المعركة ضد العدو».

وبدا ان البيان يطالب بعمل مماثل للحظر البترولي العربي المدمر الذي فرض في السبعينات على الدول الغربية. وقال البيان العراقي «ان النفط اليوم ما لم يستخدم كسلاح في المعركة التي تعز امتنا وتحمي شرفنا وديننا وتحرر مقدساتنا وارضنا وتحفظ دماءنا من ان تهرق بيد الصهيونية واميركا سيكون نقمة لانه بدلا من ان يكون وسيلة للارتقاء يتحول الى عبء ليصيبنا بالذل».

وذكرت الصحف العراقية ان البيان صدر عن اجتماع للقيادة القطرية لحزب البعث الحاكم عقد مساء الاحد ورأسه الامين العام للحزب الرئيس صدام حسين.

واقترح البيان ان يستمر اجراء حظر النفط «لمدة يسيرة سنة.. ستة اشهر.. او نحو ذلك « ولكنه لم يذكر على نحو مفصل الدول التي ينبغي ان تستهدف بالحظر.

وقال صدام» لو اراد العرب ان يضعوا حدا للصهيونية لكان باستطاعتهم ان يفعلوا ذلك خلال اربع وعشرين ساعة.. العالم يفهم لغة الاقتصاد ويستخدمها، اذن لماذا لا يستخدم العرب هذه اللغة».

وقال صدام انه لو هددت دولتان عربيتان فقط باستخدام الاجراءات الاقتصادية ضد الدول الغربية اذا لم تنسحب اسرائيل من الاراضي الخاضعة للحكم الفلسطيني «لخرج الصهاينة من منطقة الحكم الذاتي من الارض المحتلة فورا».

* الرئيس اليمني يحتج على تهاون بعض القيادات العربية

* وفي صنعاء، يمتنع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح منذ اول من أمس عن عقد اي لقاءات وتلقي اتصالات هاتفية احتجاجا على «عجز العرب» عن مواجهة اسرائيل و«تهاون» بعض القيادات العربية ازاء ما يجري في الاراضي الفلسطينية.

وذكر بيان رسمي ان الرئيس اليمني «امتنع منذ الاحد عن اجراء اي مقابلات او تلقي اتصالات هاتفية» احتجاجا على «صمت بعض القادة العرب الذين تربط بلدانهم علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني».

ويأتي هذا الموقف ايضا احتجاجا على «تهاون بعض القيادات في اتخاذ أي موقف عربي فعال إزاء ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة من مذابح وحشية وعدوان بربري ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني ضد أبناء الشعب الفلسطيني وقيادته الوطنية».

ونقلت وكالة الانباء اليمنية عن مصادر قريبة من صالح قولها ان الرئيس اليمني يريد عبر «هذا الموقف الاحتجاجي» التعبير عن «ما ينتابه من شعور بالإحباط والحزن ازاء عدم قدرة العرب على فعل اي شيء من شأنه انقاذ الشعب الفلسطيني من ما يتعرض له من عدوان».

ورأت المصادر ذاتها ان «العجز العربي عن مواجهة هذا العدوان مبعثه الخوف من هذا الكيان الغاصب او تجنب اغضاب الولايات المتحدة وحملة الارهاب الاعلامية والسياسية التي تشن ضد كل من لا يسير في فلكها واتهامه بالارهاب».

* البشير: السودان يضع امكاناته تحت تصرف القيادة الفلسطينية

* وفي الخرطوم أدان السودان الغطرسة الاسرائيلية المدعومة أميركيا،وقال الرئيس السودانى عمر البشير ان الامر يتطلب موقفا لدرء العدوان عن الشعب الفلسطينى ووضع المجتمع الدولى أمام مسؤولياته.

ودعا البشير فى افتتاح الدورة الثالثة للبرلمان السوداني امس الى موقف عربى موحد وحازم. مشيرا الى أن السودان يضع امكاناته تحت تصرف القيادة الفلسطينية الشرعية والانتفاضة الباسلة.

وفي القاهرة، تصدرت مسألة طرد السفيرين الاسرائيليين في كل من القاهرة وعمان ثلاثة اقتراحات من المقرر أن يدرسها البرلمانيون العرب الخميس المقبل في العاصمة المصرية لرفع توصية بها الى الحكام العرب.

وتضمن الاقتراح الثاني قطع العلاقات التجارية والاقتصادية مع اسرائيل فوراً فيما نص الاقتراح الثالث على العودة الى المقاطعة العربية لاسرائيل من الدرجة الأولى ودعوة مكتب المقاطعة في دمشق الى الاجتماع فوراً لاتخاذ هذا القرار.

وتوقعت مصادر برلمانية قريبة من الاتصالات البرلمانية التي تجرى حالياً، عقد اجتماع طارئ للاتحاد البرلماني العربي يوم الخميس المقبل في القاهرة، وأن يوجه الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات رسالة صوتية الى البرلمانيين العرب.

وأضافت المصادر أنه من المنتظر أن يوجه الرئيس المصري حسني مبارك خطاباً إلى البرلمانيين العرب المجتمعين في القاهرة.

ومن المقرر أن يوجه البرلمانيون العرب رسائل مفتوحة الى الرئيس الاميركي جورج بوش والامين العام للجامعة العربية ورئيس الاتحاد البرلماني الدولي ورئيس البرلمان الأوروبي والى رؤساء البرلمانات الأوروبية وقادة هذه الدول.

* وزير خارجية مصر يتصل بعرفات

* واجرى وزير الخارجية المصري احمد ماهر اتصالا هاتفيا أمس بالرئيس الفلسطيني وبحث معه الجهود التي تبذلها مصر بهدف «ضمان أمنه» وذلك ضمن اطار المشاورات المكثفة لاحتواء الموقف المتدهور في الاراضي الفلسطينية، حسبما ذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط.

واوضحت الوكالة ان ماهر اكد لعرفات «دعم مصر الكامل له كما عرض عليه الجهود المصرية المكثفة مع مختلف الاطراف المعنية دوليا وعربيا لضمان امنه وسلامته وفك الحصار المفروض عليه وعلى الشعب الفلسطيني».

واضافت الوكالة ان ماهر اجرى اتصالا هاتفيا بوزيري خارجية الاردن مروان المعشر ولبنان محمود حمود الذي ترأس بلاده القمة العربية حاليا لبحث آخر «تطورات الموقف».

* نائب مصري يطلب السماح له بالسفر إلى رام الله

* وطالب نائب في البرلمان المصري بالسماح له بالسفر الى رام الله للانضمام الى دعاة السلام من البرلمانيين الأوروبيين للتضامن مع الرئيس عرفات.

فقد تقدم نائب سوهاج في صعيد مصر بطلب رسمي إلى رئيس البرلمان للسماح له بالسفر إلى رام الله والانضمام الى الوفد الأوروبي الشعبي لحماية عرفات داخل مقره كدروع بشرية، مشيراً إلى أنه ليس أقل شجاعة من النائبة الايطالية لويزا مورغنتيني.

إلى ذلك، دعا عدد من نواب البرلمان المصري الى ضرورة تشكيل وفد برلماني عربي برئاسة رئيس الاتحاد البرلماني العربي وعضوية رؤساء برلمانات مصر والأردن ولبنان والمغرب الى جانب رئيس مجلس الشورى السعودي للقيام بجولة عاجلة تشمل الولايات المتحدة والدول الأوروبية لحث حكومات تلك الدول على التحرك السريع لانقاذ الوضع المتدهور في الأراضي العربية المحتلة.

وفي ظل رفض شعبي وجماهيري للمذابح الاسرائيلية البشعة التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في الأراضي المحتلة، قام محام قبطي بتقديم انذار قانوني الى وزير الداخلية المصري لطرد السفير الاسرائيلي فورا من القاهرة وإجباره على العودة الى بلاده.

وقال المحامي القبطي ممدوح نخلة في انذار أرسله الى الوزير المصري على يد محضر، «ان الدولة العبرية زادت من حدة العنف غير المبرر ضد الشعب الفلسطيني الأعزل وقصف مواقع السلطة الوطنية، وان الحكومة الاسرائيلية بذلك قد اخلت بالتزاماتها الموقعة عليها في اتفاقية كامب ديفيد ومنها الاعتراف بالسلطة الفلسطينية واقرار حق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة على كامل أراضيه».

وأضاف «ولما كانت مصر لا يوجد لها تمثيل دبلوماسي في اسرائيل بعد سحب السفير المصري من تل أبيب وكانت الدولة العبرية لا تزال تنتهك كافة المعاهدات الدولية، مما يتحتم معه طرد السفير الاسرائيلي من القاهرة فورا وإجباره على العودة لبلاده حتى تلتزم اسرائيل بقرارات الشرعية الدولية»، مطالبا وزير الداخلية بسرعة اتخاذ الاجراءات اللازمة نحو طرد السفير.

أما الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى فرأى أمس ان «الحل الوحيد» لردع الاسرائيليين ووقف ما يرتكبونه من اعمال «قتل وهدم» هو «المقاومة» في الاراضي الفلسطينية المحتلة.

وقال انه اجرى اتصالات مع الرئيس عرفات وعدد من القيادات في الداخل والخارج ومع دول عربية لبحث «التطورات الخطيرة وتحديد الخطوة المقبلة التي يتعين على الجانب العربي اتخاذها».

واوضح موسى ان الاتصالات التي تجريها الجامعة مع كل الدول العربية تتركز على الاجتماع المقبل سواء على مستوى الوزراء او القمة حيث طلب اليمن وليبيا عقد قمة طارئة، مضيفا ان الاجتماعات يجب ان تنتهي بقرارات حاسمة وخطوات محددة، مشيرا الى ان هذا هو لب المشاورات التي نجريها الآن.

وحول المطالبة بضرورة قطع العلاقات الدبلوماسية بين دول عربية واسرائيل، اجاب «هذا متروك للدول لكي تتخذ ما تراه مناسبا» وطالب بتنفيذ الخطوات التي تقررت في قمة بيروت.

وأكد ان «الاتصالات مع اسرائيل لا فائدة منها على وجه الاطلاق فهم لا يستمعون الى احد ويشعرون انهم فوق القانون ويفعلون ما يريدون» مشيرا الى ان «الخطوات تعود كلها الى الدول العربية والاتفاق على ما يجب ان يتم في هذا الشأن».

ومن جهتها أكدت منظمة تضامن الشعوب الافريقية والآسيوية عن دعمها الكامل لنضال الشعب الفلسطيني التحرري وأدانت بكل قوة الاجرام الصهيوني الاستعماري الارهابي، وطالبت المنظمة في بيان لها أمس بالرفع الفوري للحصار المفروض حول الرئيس عرفات والانسحاب الفوري من كل الاراضي الفلسطينية.

* شيخ الأزهر: ما يقوم به الفلسطينيون جهاد مشروع

* وفي سياق ذلك استنكر شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي العدوان الاسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني، وقال ان هذا العدوان رسالة موجهة للعرب والمسلمين كي يجمعوا أمرهم حول حل عاجل لانقاذ الشعب الفلسطيني وقيادته المحاصرة من خطر الإبادة والمجازر الوحشية التي يتركبها جيش الاحتلال في حق الشعب الأعزل.

وقال شيخ الأزهر خلال استقباله لسفير سنغافورة بالقاهرة والوفد المرافق له أمس ان العدوان الوحشي على الفلسطينيين يقضي بقيام الدول العربية والاسلامية على تقوية الفدائيين الفلسطينيين ودعم الشعب الفلسطيني ماديا وسياسيا حتى يتمكن من تحرير أرضه والوقوف في وجه العدوان الظالم لأن فلسطين بلد اسلامي مقدس وملك لجميع المسلمين، والدفاع عنها واجب وفرض على كل مسلم في العالم.

وأكد الدكتور طنطاوي في رده على تساؤل السفير السنغافوري حول مفهوم الجهاد في الاسلام بأن الجهاد في الاسلام شرع لرد العدوان والظلم الذي يقع على المسلمين خاصة اذا كان العدوان على الأرض أو العرض أو النفس، مشيرا الى ان الاسلام دين سلام ولا يقر العدوان على النفس البشرية بدون وجه حق.

وأوضح شيخ الأزهر ان ما يقوم به الفلسطينيون حاليا من عمليات فدائية ضد العدوان الاسرائيلي هو جهاد مشروع.

ومن جهته، طالب مصطفى مشهور المرشد العام للاخوان المسلمين في مصر،الدول العربية والاسلامية التدخل الفوري لوقف العدوان اليهودي، مشيرا الى ان لدى المسؤولين وسائل فورية كثيرة لردع الكيان الصهيوني كقطع العلاقات واغلاق السفارات والمقاطعة الاقتصادية وفتح باب التطوع أمام الشباب للجهاد بجوار اخوانهم في ميدان القتال.

وقال مشهور في رسالة مفتوحة وجهها أمس الى ملوك وحكام ورؤساء الدول العربية والاسلامية «ان فلسطين أمانة في اعناقكم، فالموقف خطير لا يحتمل السكوت ولا بد من عمل شيء ولا بد من تسليح أهل فلسطين والوقوف بجوارهم في محنتهم وشد أزرهم».

الى ذلك، أصدر مجمع البحوث الاسلامية بالأزهر بيانا ندد فيه بالاعتداءات الوحشية على الشعب الفلسطيني، مؤكدا انه لن يكون هناك سلام مع اسرائيل ولن تهدأ المنطقة مالم يعد الحق الى أصحابه.

وفي عمان، صرح مسؤول حكومي كبير أمس ان الاردن لا ينوي طرد السفير الاسرائيلي من اراضيه لأن استمرار الحوار مفيد للفلسطينيين.

وجاء تصريح هذا المسؤول ردا على سؤال طرح عليه اثناء لقاء مع مجموعة من الصحافيين حول جدوى طرد سفير اسرائيل او قطع العلاقات معها.

وقال المسؤول طالبا عدم كشف اسمه «نعتبر ان الحوار الذي يقيمه الاردن مع اسرائيل نافع للفلسطينيين وان دبلوماسيتنا وضعت في خدمتهم».

ولفت الى ان «المساعدات الطبية المرسلة من الاردن الى السلطة الفلسطينية لن يعود من الممكن وصولها اذا قطعنا العلاقات» مع الدولة العبرية. لكنه اضاف «اذا تطورت الاحداث بشكل بدت معه مثل هذه التدابير مفيدة بالنسبة للفلسطينيين، عندئذ سنفكر بها ولكن ليس قبل ذلك».

وأكد انه «على اتصال هاتفي منتظم مع مسؤولين اسرائيليين لضمان سلامة الرئيس عرفات والحؤول دون مزيد من التدهور في الوضع». وشدد هذاالمسؤول مجددا على الاهمية التي يوليها الاردن «لنشر قوات دولية على الفور في الاراضي الفلسطينية المحتلة للفصل بين الجانبين».

* ولي عهد دبي: واشنطن لم يعد لديها عذر لعدم التحرك

* وفي دبي اكد ولي عهد دبي وزير الدفاع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ان الولايات المتحدة لم يعد لديها عذر لعدم التحرك ووقف «المجازر التي يرتكبها» رئيس وزراء اسرائيل وانهاء حصار الرئيس عرفات.

وقال الشيخ محمد في حديث نشرته صحيفتا «الخليج» و«غالف نيوز» أمس «بعد مبادرة السلام العربية في قمة بيروت، لم يعد للولايات المتحدة عذر اذا لم تمارس مسؤولياتها الدولية والتزاماتها، والخطوة الاولى هي ايقاف هذا العدوان الاسرائيلي والمجازر التي يرتكبها شارون وجيشه وانهاء حصار الاخ ياسر عرفات».

واضاف «نقول ونحذر من انه اذا استمر هذا الانفلات الاسرائيلي وهذا الاغترار بالقوة العسكرية وهذه التغطية على العدوان فان العنف لا يولد غير العنف والدم لا يستسقي ماء وانما يستسقي دما».

وقال «ننظر ونتابع بغضب والم واعجاب، غضب على هذا العدوان الاسرائيلي السافر والموقف الدولي المتواطئ معه، والم من الموقف العربي الذي باستطاعته ان يفعل اكثر من المكالمات الهاتفية، واعجاب بصمود الشعب الفلسطيني وقيادته وتمسكه بحقوقه».

وفي الرباط استقبل عبد الرحمن اليوسفي الوزير الأول المغربي أمس عدنان عمران وزير الإعلام السوري الذي يقوم بزيارة عمل للمغرب.

وقالت مصادر مغربية إن الجانبين المغربي والسوري شددا خلال المباحثات على ضرورة تفعيل التضامن العربي مع الشعب الفلسطيني الذي يواجه ظروفا صعبة، كما أبرز الجانبان ضرورة تفعيل قرارات القمة العربية الأخيرة.

وفي دمشق، ذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) ان وزير الخارجية السوري فاروق الشرع اجرى أمس محادثات مع المسؤول الاميركي السابق ريتشارد مورفي تناولت «الاوضاع الخطيرة» في الاراضي الفلسطينية.

وقالت الوكالة ان الشرع ومورفي بحثا في «مستجدات الاوضاع الخطيرة في الاراضي العربية المحتلة جراء تصاعد الهجمات الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني الاعزل».

ويدير مورفي الذي كان يشغل في الماضي منصب مساعد وزير الخارجية الاميركي، دراسات حول الشرق الاوسط في «مجلس العلاقات الخارجية» وهو مؤسسة اميركية تتمتع بنفوذ كبير في مجال العلاقات الخارجية.

ودعت الصحف السورية أمس العرب الى القيام بـ«التحرك المفترض وبالسرعة المفترضة» حتى لا يجدوا انفسهم مستقبلا في موقف «هو الاسوأ على الاطلاق»، مشددة خصوصا على ضرورة قطع العلاقات العربية القائمة مع اسرائيل.

وكتبت صحيفة «البعث» ان «ما تقوم به اسرائيل ضد شعبنا الفلسطيني موجه ضد العرب عموما بلا استثناء»، مؤكدة انه «اذا لم يتحرك العرب التحرك المفترض وبالسرعة المفترضة فانهم سيجدون انفسهم مستقبلا في موقف هو الاسوأ والاصعب على الاطلاق».

وأكدت الصحيفة الناطقة باسم الحزب الحاكم في سورية ضرورة «قطع العلاقات العربية القائمة مع اسرائيل واعادة التعامل بالمقاطعة التي كانت قائمة واثرت اثرا بالغا على الكيان الاسرائيلي باعتراف قادته».

من جهتها، رأت صحيفة «تشرين» ان العرب «مطالبون على الفور بقطع كل اشكال العلاقة مع العدو الشرس الذي يرتكب فظائع فاقت جرائم النازيين».

وفي الرباط ايضا أدانت المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو) «بشدة»الجرائم ضد الانسانية التي يرتكبها رئيس الحكومة الاسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني، مطالبة المجتمع الدولي «بردعه وتقديمه للمحاكمة كمجرم حرب».

ودعت منطمة «ايسيسكو»، في بيان أصدرته أمس، المجتمع الدولي، وفي مقدمته الولايات المتحدة »التي تمد إسرائيل بالمال والسلاح وكل أنواع الدعم والمساندة» إلى وقف هذا «العدوان الهمجي»، وإلى كبح جماح شارون المتعطش للدماء، والذي يسعى إلى إشعال نار الحرب والفوضى ويقود الشعب الاسرائيلي والمنطقة كلها إلى الكارثة.

* مجلس الأمة الكويتي يطالب بإرسال قوة دولية لحماية الفلسطينيين

* وفي الكويت طالب مجلس الامة الكويتي أمس مجلس الامن بارسال قوة دولية لحماية الشعب الفلسطيني ودعا الدول العربية والاسلامية وسائر الدول المحبة للسلام الى المسارعة لدعم نضال هذا الشعب سياسيا وماديا وبذل كل الجهود لمساعدته.

ودعا البيان الصادر عن المجلس خلال جلسته الأسبوعية أمس الولايات المتحدة الى ان تتخذ ازاء القضية الفلسطينية سياسة تستند الى الحق والعدل وتتفق مع المواثيق والقرارت الدولية، بدلا من سياستها التي تسهم في استمرار العدوان الاسرائيلي.

ومن جهته،حيا مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومؤسسها جورج حبش صمود الرئيس عرفات وطالبه باطلاق سراح الامين العام للجبهة الشعبية احمد سعدات.

وقال حبش في بيان تلقته وكالة الصحافة الفرنسية أمس «انني احيي عرفات وصموده وخياره المواجهة والشهادة».

وطلبت كتائب المقاومة الوطنية الفلسطينية الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أمس من الدول العربية فتح حدودها امام المقاتلين الفلسطينيين.

ودعت كتائب المقاومة الوطنية في بيان «الدول العربية» الى «فتح كل الحدود امام القوات الفدائية الفلسطينية ذات الخبرة والكفاءة العسكرية للعبور نحو الوطن وتشتيت قوات العدو على ساحة فلسطين التاريخية بدلا من حشدها فوق جسد الشعب والارض المحتلة عام 1967».

واكدت ان «ابناء مخيمات الشتات يتوقون للدخول الى ارض الوطن والاشتباك مع العدو». كما دعت الدول العربية الى اتخاذ خطوات شجاعة واكثر ملموسية لدعم الانتفاضة والمقاومة الفلسطينية ووضع خطط دفاعية عربية وتنسيق مشترك».

وفي المنامة، دعا المشاركون في المؤتمر القومي العربي الثاني عشر الذي يعقد في البحرين للمرة الاولى، الى دعم الانتفاضة الفلسطينية، منتقدين الحكومات العربية التي رأوا ان ردود فعلها «باهتة».

ودعا ممثل حزب الله نواف الموسوي في كلمته في افتتاح المؤتمر الذي يشارك فيه حوالي 300 شخص، الدول العربية الى دعم الفلسطينيين سياسيا ولوجستيا، مشددا على ضرورة تزويدهم بالاسلحة ليتمكنوا من الصمود امام الجيش الاسرائيلي.

وقال الموسوي «لن نتركهم وحدهم (..) سنكون معهم في المراحل القادمة (..) لقد اعلنا ذلك مرارا ونتمنى ان تخفف الدول العربية من قبضتها الحديدية لكي تسمح للمساعدات للفلسطينيين من اجتياز الحدود والوصول اليهم».

ويشارك في هذا المؤتمر ممثلون عن الاحزاب والتيارات القومية العربية ومفكرون من البلدان العربية والناطق باسم الكنيسة الارثوذكسية في القدس الاب عطا الله حنا الذي اكد ان الفلسطينيين «سيواصلون معركتهم متحدين من اجل الاستقلال».