البابا يدعو للصلاة من أجل بيت لحم وجوسبان يستغرب تركيز إسرائيل على عرفات

TT

الفاتيكان ـ فورت دي فرانس ـ أنقرة ـ بكين ـ بروكسيل وكالات الأنباء: دعا أمس البابا يوحنا بولس الثاني المؤمنين المسيحيين المحتشدين في ساحة القديس بطرس للصلاة من اجل مدينة بيت لحم الفلسطينية العريقة وأهلها الذين يعيشون «ساعات عصيبة ويواجهون خطرا كبيرا».

وكرس الحبر الاعظم صلاته كلها للوضع في الارض المقدسة اثناء توجهه من شرفته الى عشرات آلاف الحجاج الحاضرين امام كنيسة القديس بطرس في اثنين الفصح. وقال «اليوم ادعوكم للصلاة، خصوصا من اجل اهالي بيت لحم، المدينة التي شهدت ولادة يسوع وتعيش في الوقت الحاضر ساعات عصيبة وتواجه خطرا كبيرا».

وتابع البابا «تردنا انباء حزينة ومقلقة تشوش اجواء يوم الفصح الذي ينبغي ان يكون عيد سلام وفرح وحياة». واضاف «بخوف والم كبير، البابا قريب من هؤلاء الاشقاء والشقيقات وكذلك الكنيسة برمتها تصلي وتعمل من اجل انهاء المحنة الاليمة».

وتلفظ البابا بهذه العبارة مشددا بقوة على الكلمات الاخيرة. وطلب الحبر الاعظم من الطوائف المسيحية في القارات اجمع «العمل من اجل السلام لوقف دوامة المظالم والقتل المأساوية التي تدمي الارض المقدسة التي غرقت مرة اخرى خلال الايام الاخيرة في الرعب واليأس».

وفي الصين احتشد أمس نحو مائة متظاهر في ساحة السفارة الفلسطينية في بكين لادانة الحملة الاسرائيلية في الضفة الغربية واظهار التأييد لصمود الرئيس الفلسطيني . وردد المتظاهرون وهم دبلوماسيون وطلبة ورجال اعمال اغلبهم من الجالية العربية في بكين هتافات مناهضة لاسرائيل في احتجاج نادر من نوعه في العاصمة الصينية. وقالوا «بالروح بالدم نفديك يا فلسطين» في حين حمل اطفال لافتات تحمل صورا للفلسطينيين تحت الحكم الاسرائيلي وشعارات تأييد لعرفات.

وهذه واحدة من مظاهرات عديدة نظمت في مختلف ارجاء العالم مع تصعيد اسرائيل لهجماتها على الفلسطينيين وتوعد شارون بحرب «لا هوادة فيها» لسحق حملة «الارهاب» التي يقول ان عرفات يديرها. ولم يرد تعليق فوري على المظاهرة من وزارة الخارجية الصينية.

وحذرت الصين، احد الاعضاء الدائمين في مجلس الامن، اسرائيل أول من امس من عواقب وخيمة في الشرق الاوسط، اذا تعرض الزعيم الفلسطيني الذي اقتحمت القوات الاسرائيلية مقره وتحاصره للأذى.

وقالت وكالة انباء الصين الجديدة «شينخوا» ان وزير الخارجية الصيني تانج جيا شيوان اجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره الاسرائيلي شيمعون بيريس لحث اسرائيل على الانسحاب فورا من الاراضي الفلسطينية. وقالت ريم عيسى (22 عاما) وهي فلسطينية تقيم في سورية وتدرس في جامعة بالصين «جئنا الى هنا لنجعل العالم كله يعرف ما يحدث في بلادنا.. اتمنى لو كنت هناك الآن». وقال عزت شحرور المتحدث باسم السفارة الفلسطينية أمس ان «احتشاد التضامن» جاء من جانب السفراء العرب والدبلوماسيين والجالية العربية برمتها في بكين. واضاف «ما يحدث لا يترك لشعوب العالم اي خيار. فهم اما مع الاحتلال او مع العدالة».

وقال السفير اللبناني زيدان الصغير ان الامر لا يتعلق فقط بسلامة عرفات جسديا. وقال «ما ارتكبته اسرائيل جريمة ضد الانسانية». وفي فرنسا اعرب أمس رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان عن «استغرابه» من ان تركز اسرائيل ردها على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات واعتبر انه «من الواضح ان قوات اخرى تقوم بتنفيذ» الاعتداءات الدامية وليست قوات رئيس السلطة الفلسطينية.

وفي تصريح ادلى به للصحافيين حول الوضع في الشرق الاوسط في اليوم الثاني من جولته الانتخابية في جزر الانتيي الفرنسية، كرر جوسبان رغبة فرنسا في ان يتم تطبيق القرار الدولي رقم 1402 الذي يطالب بانسحاب القوات الاسرائيلية من رام الله وان «يتمكن ياسر عرفات المحاصر في مقره العام من التحرك».

وقال ان محاصرة عرفات «تدل بوضوح على ان الاعتداءات المريعة التي استنكرها اشد الاستنكار وتستهدف اسرائيل والسكان الاسرائيليين تنفذها قوات اخرى». واضاف «لذلك استغرب بعض الشيء من ان تركز اسرائيل ردها على السلطة الفلسطينية».

واعلن جوسبان مجددا ان البحث عن حل سياسي «هو الخطوة الوحيدة التي تمكننا من وقف دوامة العنف وربما من كارثة اكبر في الشرق الاوسط».

واشار رئيس الوزراء الفرنسي الذي اتصل بوزير خارجيته هوبير فيدرين الى ان وزارة الخارجية الفرنسية ابلغت سفير اسرائيل في فرنسا بهذا الموقف.

وفي تركيا وصف أمس وزير الخارجية التركي اسماعيل جيم ما يتعرض له عرفات من حصار في مقره في رام الله من قبل القوات الاسرائيلية بانه «امر غير مقبول». وقال جيم في تصريح مكتوب وزع على وسائل الاعلام «ان ياسر عرفات رئيس دولة تعترف به تركيا رئيسا. وليس من حق احد ان يبدي هذا القدر من عدم الاحترام له ولما يمثله»، محذرا في الوقت نفسه من هذه الاجواء التي تشجع على «انحراف متطرف» لدى الشعب الفلسطيني.

وتعتبر تصريحات جيم الانتقادات الاكثر حدة التي يدلي بها مسؤول تركي منذ فرض الجيش الاسرائيلي الحصار يوم الجمعة الماضي على عرفات. وشدد الوزير التركي على انه «من غير الواقعي» ان ننتظر من ادارة «تتعرض للاذلال والاجتياح وزعيمها معزول ان تسيطر على العناصر الارهابية». وندد الوزير بالعمليات الانتحارية ضد المدنيين الاسرائيليين التي لا يمكن ان يكون لها كما قال «اي مبرر».

وندد جيم من جهة اخرى «بانتهاكات حقوق الانسان (..) التى يتعرض لها الشعب الفلسطيني بمجمله» في العمليات العسكرية الاسرائيلية. ودعا القوات الاسرائيلية الى الانسحاب من الاراضي الفلسطينية وبينها مدينة رام الله (الضفة الغربية)، حيث يحاصر عرفات.

ودعا الوزير التركي الولايات المتحدة للتدخل في الشرق الاوسط وقال ان «الولايات المتحدة لطالما لعبت دورا اساسيا في جميع مبادرات السلام. وينبغي عليها ان لا تتخلى عن جهودها».

وفي بروكسل دعت الحكومة البلجيكية المجتمع الدولي لاتخاذ مبادرة تحيي عملية السلام في الشرق الاوسط بحسب بيان لرئيس الوزراء البلجيكي غي فرهوفستادت ووزير الخارجية لويس ميشال نشر الليلة قبل الماضية.

وجاء في البيان الموقع من قبل فرهوفستادت وميشال «ان الحكومة البلجيكية تدعو المجتمع الدولي لاتخاذ مبادرة من شأنها إعادة الدينامية لعملية السلام التي تحتاجها امس الحاجة منطقة الشرق الاوسط».

واضاف البيان «وفي هذا الخصوص انها تذكر باقتراحها القاضي بجمع ممثلين عن الولايات المتحدة والاتحاد الروسي والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة والدول العربية المعنية مباشرة (بالصراع) مع ممثلين عن الحكومة الاسرائيلية والسلطة الفلسطينية».

ومن جهة اخرى، دانت الحكومة البلجيكية «بأقصى شدة» في البيان الاعتداءات الفلسطينية في حيفا وافرات في اسرائيل أول من أمس «وتطلب من الرئيس عرفات والسلطة الفلسطينية بذل اقصى المساعي الممكنة لوقف دوامة العنف».

وفي الوقت نفسه طلبت الحكومة البلجيكية مجددا من الحكومة الاسرائيلية «وقف العمليات العسكرية حول المقر العام» لياسر عرفات وسحب قواتها من الاراضي الفلسطينية «طبقا للقرار رقم 1402 لمجلس الامن الدولي».

وكررت بلجيكا ايضا ان «اي مس بسلامة» عرفات سيكون «غير مقبول». واعرب فرهوفستادت وميشال عن اسفهما لعدم تمكن قنصل بلجيكا العام في القدس من التوجه الى رام الله «للقاء الرعايا البلجيكيين» الموجودين في المدينة الفلسطينية.

واشار البيان الى ان «القائم بالاعمال الاسرائيلي في بروكسل استدعي امس الاحد لضمان الوصول الى الرعايا البلجيكيين (في رام الله) باسرع وقت ممكن».