شارون يعزل عرفات عن العالم والفلسطينيون يحذرون من «كارثة»

رئيس الوزراء الإسرائيلي منع اللجنة الرباعية برئاسة الجنرال زيني من لقاء الرئيس الفلسطيني

TT

في وقت حال فيه رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون دون لقاء بين اللجنة الرباعية برئاسة المبعوث الاميركي الجنرال انتوني زيني والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لبحث تطبيق القرار الدولي 1402، في اطار زيادة عزلته في مقره المحاصر منذ يوم الجمعة الماضي، حذرت القيادة الفلسطينية من ان «كارثة محققة» ضد الرئيس عرفات ستحل على ايدي قوات الاحتلال الاسرائيلي اذا لم يتحرك العالم لوقفها.

ودعا بيان صادر عن القيادة الفلسطينية زعماء وشعوب العالم العربي ودول وشعوب العالم والأمم المتحدة ومجلس الأمن وجميع المؤسسات الدولية ذات العلاقة للتدخل الفوري لمنع ذلك، واعتبرت القيادة الفلسطينية قرار حكومة شارون بفرض العزل الكامل على عرفات، وقطع جميع صلاته مع العالم بمثابة «قرار إجرامي بتحويله إلى سجين داخل مجمع الرئاسة الفلسطينية في رام الله واغتياله حياً».

وأضافت القيادة في بيانها أن جميع الاتصالات مع الرئيس عرفات قد قطعت بعد قرار حكومة شارون بفرض عزل كامل عليه ومن معه في مكتبه الرئاسي في رام الله. واشارت القيادة الى ان هذا الأمر «يكشف النوايا الإسرائيلية المبيتة لارتكاب مجازر وأعمال إجرامية ضد الرئيس عرفات». ونوه البيان الى قيام قوات الاحتلال بقطع المياه بالكامل عن المقر الرئاسي وعن مدينة رام الله وأحيائها وقراها.

وكان عرفات قد تلقى اتصالاً هاتفياً من أحمد ماهر وزير الخارجية المصري. وأطلع عرفات ماهر على تطورات العدوان العسكري الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وقيادته، إضافة إلى بحث الجهود العربية والدولية المبذولة لوقف هذا العدوان. وطالب عرفات الوزير المصري بالعمل من أجل وقف المجازر الدموية التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.

وكان وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعزر قد قال امس ان اسرائيل قررت عزل الرئيس عرفات «تماما». واضاف بن اليعزر للاذاعة الاسرائيلية «اتوقع من الجيش اتخاذ كافة التدابير حتى يكون عزل عرفات تاما، ولكن ليس في نيتنا اهانته» ولا المساس به.

وقالت مصادر عسكرية ان السلطات الاسرائيلية ستمنع عرفات من استقبال وفود كما حدث مع مجموعة من دعاة السلام الغربيين الذين اعربوا عن تضامنهم معه. الى ذلك اجهض شارون امس اول محاولة دولية جادة للتدخل من اجل وقف اطلاق النار وتنفيذ قرار مجلس الامن الجديد 1402، وذلك حين رفض السماح لممثلي الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة بلقاء الرئيس عرفات، لسماع رأيه في مقترحاتهم. وعلل شارون هذا القرار بأنه ينسجم مع قرار الحكومة فرض العزلة التامة على عرفات.

وكانت الشخصيات الاربع اضافة لزيني ومندوب الرئيس الروسي، اندريه دروفين، ومبعوث الاتحاد الاوروبي، ميغيل موراتينوس، وممثل الامين العام للامم المتحدة تيري رود لارسن، قد اجتمعوا امس في القدس واتفقوا على التنسيق فيما بينهم والعمل على تطبيق قرار مجلس الامن. وتناقلوا الشكاوى عن «اهل هذه المنطقة المستهجنين واصرارهم على مواصلة سفك الدماء» كما قال احدهم امس في تصريح اذاعي. واجتمع اربعتهم، كل على حدة، مع كل من شارون، ووزير دفاعه بنيامين بن اليعزر واستمعوا الى تقدير كل منهما عما يجري واسمعوا آراءهم.

وقال بن اليعزر انه ورئيسه قالا للمندوبين الاربعة ان اسرائيل مستعدة الى وقف عملياتها الحربية اذا ما تراجع عرفات وقبل القيام بمهمة ضرب البنى التحتية للارهاب وبدأ يمارس ما ينجم عن ذلك. وقال: نحن لسنا معنيين باستمرار الاحتلال ولا بالمساس بعرفات. ورد عليه كل من لارسن وموراتينوس ودورفين بالسؤال: لماذا لا تقدم اسرائيل حاليا على الخطوة الاولى؟ فأجاب: ولماذا لا يقبل عرفات اولا بخطة زيني؟! وكان بن اليعزر قد هاتف رئيس الحكومة الاردنية، علي ابو الراغب، وعاد وتكلم بنفس هذا المنطق، قائلا ان اسرائيل ليست معنية بالمساس بعرفات. ودعا الى الضغط على الرئيس الفلسطيني، وطلب منه ان لا تتخذ بلاده اجراءات تمس بالعلاقات الاردنية ـ الاسرائيلية.

يذكر ان شارون لم يبد، امس، متأثرا من وجود الممثلين الاربعة المذكورين. ودعا، امس، الى اجتماع للمسؤولين عن السياسة الاعلامية في اسرائيل، حضره وزير الخارجية، شيمعون بيريس، بهدف تحسين الدعاية الاسرائيلية في الخارج ومواجهة الانتقادات الدولية للعمليات الحربية ضد الفلسطينيين، مما يدل على انه مصر على الاستمرار في هذه العمليات. ودعا شارون رئيس الوزراء الاسبق ومنافسه في معسكر اليمين الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الى الانخراط في العملية الدعائية في الخارج وتكريس مواهبه لهذه الغاية.

كما دعا شارون احزاب المعارضة اليمينية الى الانضمام الى حكومته، وارسل لهم رئيس حزب «شاس» (لليهود الشرقيين المتدينين) ان يقنعهم بذلك، قائلا «ها هو شارون ينفذ السياسة التي طالبتم بها. واذا بقيتم خارج الحكومة فلن تساعدوه على تنفيذها. وستبقونه عرضة لضغوط حزب العمل».