لندن ترفض طلب نواب عماليين لمناقشة العدوان الإسرائيلي في جلسة برلمانية طارئة

TT

رفضت الحكومة البريطانية تلبية طلب قدمه نواب في حزب العمال الحاكم لمناقشة الاجتياح الاسرائيلي لمناطق السلطة الفلسطينية، وذلك في الجلسة الطارئة التي يعقدها مجلس العموم اليوم بمناسبة وفاة الملكة الام. وقال متحدث باسم رئيس الوزراء توني بلير في اتصال مع «الشرق الأوسط» إن الوضع المتأزم في الاراضي المحتلة لن يُدرج على جدول الجلسة الطارئة. وأضاف إن «الجلسة الطارئة مخصصة فقط للملكة الام الراحلة وللتعبير عن الاحترام والاجلال لها».ولدى سؤاله ما إذا كان بوسعه نفي أو تأكيد ان بلير قد رفض الاستجابة لطلب عدد من النواب مناقشة التطورات الخطيرة في الاراضي المحتلة، أكد المتحدث «لم أر أي دليل على حصول ذلك».

والجدير بالذكر أن تام دالييل، اكبر اعضاء المجلس سناً، كان في مقدمة نواب عماليين دعوا الى مناقشة العدوان الاسرائيلي بينهم جورج غالاواي وجيرمي كوربين. وصرح دالييل لصحيفة «ديلي ميرور» اللندنية «اشعر باليأس مما يجري، ومع ذلك لا يقوم رئيس وزرائنا بالتعبير عن إدانته». وأضاف النائب الاسكتلندي «أود لو أنه يقول لشارون ان سياسته لا حظ لها بالنجاح، وأنها تجعل كل شيء اسوأ مما هو عليه». ونقل عن النائب جورج هينشليف قوله «من الواضح ان الهدف من استدعاء المجلس (الى الجلسة الاستثنائية) هو التعبير عن التقدير للراحلة. بيد أننا نعيش في العالم الواقعي، ونظراً لخطورة الوضع (في الاراضي المحتلة) فإنني اؤيد إصدار بيان رسمي على الاقل».

من ناحيته اعتبر وزير الخارجية جاك سترو أن «العمليات الانتحارية وإستمرار الارهاب » هي السبب في «اتخاذ الحكومة الاسرائيلية هذا الموقف». وقال في مقابلة اجرتها معه أمس محطة راديو 4 في هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، «الشيء الجوهري الذي يجب أن نفهمه، وإلا فإننا لن نفهم شيئاً (عن الازمة الحالية)» وهو أن الاسرائيليين يشعرون حالياً «بيأس يكاد يكون تاماً» بسبب «حلقة العمليات الانتحارية قد أدت في غضون أسبوع الى مقتل 45 وجرح 235 إسرائيليا». وعندما ذكره المحاور بأن عدد الضحايا الفلسطينيين فاق ذلك بكثير، أقر سترو بهذه الحقيقة مؤكداً عدم رغبته «في خوض مناقشات حسابية من هذا النوع». ثم تابع قائلاً «ليس هناك مساواة أخلاقية مباشرة بين الاشخاص الذين يسقطون ضحايا للإرهاب وهم أبرياء تماماً، وبين أولئك الذين يمارسون الارهاب». بيد ان سترو لفت الى أن قرار مجلس الامن 1402 الذي «يعرب عن قلق بالغ حيال العمليات الانتحارية واستمرار الارهاب» من جهة ويطالب «بانسحاب إسرائيل من رام الله» يمثل موقف الحكومة البريطانية. وزاد «ليس هناك من حل عسكري لهذا الوضع اليائس الذي يجد الاسرائيليون والفلسطينون انفسهم فيه».