حماس تحمل الرجوب مسؤولية أي خطر يلحق بمعتقليها في مقره

رئيس الأمن الوقائي في الضفة يتوصل إلى اتفاق استسلام لقواته برعاية أميركية

TT

حملت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) مدير جهاز الامن الوقائي في الضفة الغربية العقيد جبريل الرجوب شخصيا مسؤولية اي خطر يلحق بـ6 من عناصر جناحها العسكري كتائب عز الدين القسام كانوا معتقلين في مقر الجهاز في بلدة بتونيا غرب رام الله الذي كان مسرحا لعدوان اسرائيلي استمر أكثر من 10 ساعات بعد ان سلم مسلحون انفسهم للقوات المحاصرة.

يذكر ان معتقلي حماس الستة من بينهم بلال البرغوثي احد قادة كتائب القسام، اضافة الى عنصر من سرايا القدس وعنصرين من حركة فتح، كانوا وراء الحصار الذي فرضته القوات الاسرائيلية الاحتلالية على مقر الوقائي. وهم يتصدرون قائمة المطلوبين الاولى التي تقدمت بها اسرائيل للسلطة، حسب قول مصدر فلسطيني لـ«الشرق الأوسط».

وقال عبد العزيز الرنتيسي احد قادة حماس في قطاع غزة لـ«الشرق الأوسط» ان عناصر كتائب القسام كانوا معتقلين على خلفية عملية مطعم سوبارو بالقدس المحتلة التي قتل فيها ما لا يقل عن 15 اسرائيليا، واوضح انهم طالبوا بالافراج عنهم «عندما بدأ الحديث عن احتلال رام الله لكن الرجوب رفض، وكرروا نفس الطلب مع بداية اعادة الاحتلال ورفض. وعندما حاصروا المقر طلبوا اعطاءهم السلاح للدفاع عن انفسهم ورفض الرجوب الذي لم يكن موجودا في مقره المحاصر اصلا».

وقال الرنتيسي انه كان «على اتصال ببلال البرغوثي الى ان انقطع الاتصال في الساعة الحادية عشرة من صباح امس».

واضاف الرنتيسي «ان الرجوب شخصيا يتحمل كامل المسؤولية عن سلامة المعتقلين». ونعتقد بأن هناك تسوية استسلامية ستفضي الى تسليم المجاهدين للعدو الصهيوني او تصفيتهم. وأيا كانت النتائج فانه سيكون هو المسؤول».

وأكد محمود عباس (ابو مازن) ان اتفاقا تم بين الاسرائيليين والرجوب بتدخل من الجانب الاميركي للافراج عن المحاصرين في المقر الذين كان عددهم يصل الى حوالي 400 عنصر اضافة الى المعتقلين. لكن ابو مازن شكك في اتهامات حماس بان معتقليها يمكن ان يكونوا ثمن هذه الصفقة. وقال ان المعتقلين الفلسطينيين سيظلون معتقلين لدى السلطة.

وكانت قوات الاحتلال تعززها الدبابات وطائرات الاباتشي، قد احكمت اول من امس الطوق المستمر منذ 3 أيام، على مجمع الامن الوقائي الجديد في بتونيا غرب رام الله وبدأت تقصف مقر قائد الأمن الوقائي الفلسطيني، العقيد جبريل رجوب في بيتونيا، بغرض اعتقال المطلوبين التسعة. وطلبت من الموجودين فيه الذي كان عددهم يصل الى حوالي 400 حسب قول الرجوب، الاستسلام. ورفض المقاومون في البداية ومعظمهم من عناصر الامن الوقائي ومنهم 60 فتاة وامرأة، وقالوا انهم سيقاتلون «حتى اخر مقاتل فيهم».

وتواصل القصف المدفعي والجوي الاسرائيلي لمدة عشر ساعات متواصلة وقع خلاله في صفوف المقاومين العديد من الجرحى والقتلى. ورفض الجيش إخلاء المصابين، وقد اشترط اخلاءهم مقابل تسليم المطلوبين الفلسطينيين إليه إلا أن الجانب الفلسطيني رفض ذلك. واخيرا وافق المحاصرون على التفاوض بتدخل من الاميركيين حسب قول ابو مازن، لوقف اطلاق النار وخروج المقاتلين من المبنى الذي يعتقد الاسرائيليون ان مروان البرغوثي أمين سر اللجنة الحركية العليا لفتح واخرين مختبئون فيه.

وسلم العشرات وايديهم فوق رؤوسهم انفسهم لقوات الاحتلال لكن ظل هناك حتى وقت متأخر من امس، حوالي المئتين الذين يرفضون التسليم. ونسبت صحيفة هآرتس الاسرائيلية الى مسؤول كبير في الامن الوقائي انه بموجب الاتفاق الذي رعته الولايات المتحدة فان اسرائيل ستبقي على الذين سلموا انفسهم لمدة 24 ساعة على الاقل لتقرر ما اذا كان بعضهم مطلوبا لديها. ونقلت صحيفة يديعوت احرونوت في عددها الالكتروني عن مصادر عسكرية إسرائيلية تعليقها على الاقتحام «ان الجيش امتنع في الأيام الثلاثة الأخيرة عن مهاجمة المبنى رغم تلقيه معلومات استخباراتية تؤكد وجود مطلوبين فلسطينيين لقوات الأمن الإسرائيلية. وعندما طالب الجيش بتسليمهم إليه رفضوا ذلك. لذلك بدأت القوات المتواجدة حول المبنى بمهاجمته».