جدل إيراني ـ عراقي حول استخدام سلاح النفط لدعم الفلسطينيين

وزراء خارجية الدول الإسلامية يتركون تعريف الإرهاب للأمم المتحدة

TT

كوالالمبور ـ فيينا ـ بغداد ـ الوكالات: استبعدت منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) في فيينا ان يتم استخدام النفط كسلاح في نزاع الشرق الاوسط. واكد المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته انه «ليس من الوارد ابدا استخدام النفط كسلاح، نحن لسنا في السبعينات». وكان حزب البعث الحاكم في بغداد قد دعا الى استخدام النفط كسلاح ضد اسرائيل والولايات المتحدة من اجل تحرير الاراضي المحتلة. وفي كوالالمبور اكد كمال خرازي وزير الخارجية الايراني في مؤتمر وزراء خارجية الدول الاسلامية امس امكانية استخدام النفط كسلاح من اجل دفع الولايات المتحدة الى الضغط على اسرائيل لسحب جنودها من الاراضي الفلسطينية. لكن وزير الخارجية الايراني قال على هامش مؤتمر منظمة المؤتمر الاسلامي المنعقد في كوالالمبور حول الارهاب ان اللجوء الى سلاح النفط يتوقف على قرار جماعي من الدول الاسلامية. واوضح «اذا قرروا استخدام النفط كسلاح، فان ايران ستبحث بالتأكيد هذه الفكرة. وسيكون (سلاحا) فعالا اذا اتخذت القرار جميع الدول الاسلامية». ورد وزير الخارجية العراقي بالوكالة همام عبد الخالق بان العراق «مستعد للمباشرة بقطع النفط عن اميركا بصورة مشتركة مع ايران ومع كل من يقرر ذلك دون اشتراط اجماع» الدول المنتجة للنفط. لكنه عبر عن امله في ان «تشارك كل الاقطار العربية المنتجة للنفط في هذه المقاطعة». وقالت الكويت وبعض وفود الدول الخليجية ان ذلك سيضر الدول المنتجة اكثر من الولايات المتحدة. ووصفت الولايات المتحدة دعوة العراق بانها «اضغاث احلام». وقال مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب ريكر انه «لا يعتقد ان الدول العربية ستأخذ احلام النظام العراقي على محمل الجد». من جهة اخرى، فشل المؤتمر الاسلامي امس في الاتفاق على تعريف مشترك للارهاب، وقال ان الامم المتحدة هي المكان الانسب لتحديد مفهوم الارهاب. لكن وزراء خارجية الدول الاعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي رفضوا اي محاولة لتعريف المقاومة الفلسطينية ضد اسرائيل بانها ارهاب كما رفضوا اي تحرك منفرد ضد اي دولة اسلامية في اطار الحرب ضد الارهاب. وقال الوزراء في اعلان صدر امس في اليوم الثاني لاجتماعهم (نرفض أي محاولة لربط الارهاب بكفاح الشعب الفلسطيني وممارسة حقه الثابت في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف). كما رفض المؤتمر الاسلامي الذي هيمن عليه الصراع الدائر في الشرق الاوسط اي محاولة للربط بين الدول الاسلامية او المقاومة اللبنانية ضد اسرائيل والارهاب، قائلا ان ذلك يعطل الحرب العالمية ضد الارهاب. وجاء في الاعلان نرفض اي تحرك منفرد يتخذ ضد اي دولة اسلامية بزعم محاربة الارهاب الدولي. واضاف سنعمل من اجل انعقاد مبكر لمؤتمر دولي تحت رعاية الامم المتحدة للاتفاق على رد منظم مشترك للمجتمع الدولي على الارهاب بكل اشكاله. واعرب الاعلان عن رغبة المؤتمر الاسلامي في التوصل الى تعريف دولي متفق عليه يفرق بين الارهاب وبين كفاح ومقاومة الشعوب الخاضعة للاستعمار او الاحتلال الاجنبي. وبعد ان شجبت الدول الاسلامية امس الحملة الاسرائيلية على السلطة الفلسطينية، قائلة ان الافعال الاسرائيلية تجر الشرق الاوسط تجاه حرب شاملة وان انتهاك اسرائيل للاعراف الدولية هو ذروة ارهاب الدولة، اختلف اعضاء المنظمة التي تضم 57 دولة امس على تعريف الارهاب ومن يُدمغ بالارهاب. وقال سيد حامد البر وزير خارجية ماليزيا الدولة المضيفة والمتحدث الرسمي للمؤتمر لقد توصلنا رغم اختلاف وجهات النظر الى رأي يدين الارهاب واعمال الارهاب. الصعوبة الآن هي تحديد العمل الذي يرقى الى العمل الارهابي الذي يرقى الى الارهاب. وطالب امس وزراء خارجية الدول الاسلامية المجتمعون في ماليزيا لمناقشة جذور الارهاب العالمي واسبابه في الوقت الذي تصاعدت فيه العمليات العسكرية الاسرائيلية في الضفة الغربية الى مستويات خطيرة الامم المتحدة بتوفير حماية دولية للفلسطينيين. وانتقد وزراء دول عدة سواء من اصدقاء واشنطن او خصومها الادارة الاميركية لاحجامها عن كبح جماح اسرائيل ورئيس وزرائها المتشدد. وادان المؤتمر في بيانه امس بشدة اجتياح اسرائيل الاخير للمدن والقرى الفلسطينية واقتحام مقر الرئاسة الفلسطينية وتعريض حياة الرئيس ياسر عرفات واعضاء القيادة الفلسطينية للخطر، ويعتبرون هذا الاقتحام انتهاكا لكل الاعراف والقوانين الدولية ويمثل قمة ارهاب الدولة الذي تمارسه اسرائيل. لكن الوزراء اختلفوا امس على ما اذا كانت الهجمات الانتحارية التي تستهدف مدنيين تعتبر عملا من اعمال الارهاب. واقترح مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا وهو مؤيد قديم للقضية الفلسطينية ان يدمغ اي هجوم متعمد على المدنيين، بما في ذلك الهجمات الانتحارية الفلسطينية بالارهاب. واختلف آخرون مع تفسيره بل شككوا في امكانية التوصل الى توافق في الآراء حول هذه القضية. وقال وزير العدل الاندونيسي يسر ماهندرا لا استغرب عدم تمكن المؤتمر من التوصل الى تعريف للارهاب. كان هذا تفاؤلا من البداية. واضاف لا يمكن ان يحسم السياسيون الامر انه يحتاج الى اكاديميين واجتماع لرجال القانون. وصرح وزير الخارجية الماليزي بان بلاده ستدعو لعقد مؤتمر دولي لحسم القضية. وقال حامد البر ان مسألة التوصل الى تعريف للارهاب صعبة ومعقدة لانه حتى على مستوى الامم المتحدة لم يمكن التوصل الى اتفاق بعد. وتسعى منظمة المؤتمر الاسلامي الى تفنيد الرأي الذي يحمل المسلمين مسؤولية معظم الاعمال الارهابية في العالم بعد الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة في 11 سبتمبر (ايلول) الماضي.

ومن المقرر ان يصدق مؤتمر وزراء خارجية الدول الاسلامية على الاعلان الذي اصدروه (امس) بعد ان تتفق الوفود العربية على ترجمة رسمية لنص الاعلان باللغة الانجليزية.